المهارات التنافسية تعد ضرورية لطفلك لأنها تساهم في تعزيز فرص طفلك في نجاحه الدراسي. ولكن الخطير أن تتحول المنافسة عند طفلك لما يسمى بهوس المنافسة. لذا يجب أن نتعلم كيف ننمي المنافسة الصحية لدى أطفالنا؟ وكيف نشجعهم على التنافس من أجل تحقيق ذاتهم أولاً؟ تابعي معنا المقال التالي لتتعرفي على كيفية تنمية المنافسة البناءة عند طفلك؟
تنمية المنافسة للأطفال، ضارة أم نافعة
يتخوف بعض الأهل من موضوع المنافسة على أطفالهم. حيث يعتقدون أنه يشكل ضغطاً على صغارهم لأنهم يحاولون بذل أقصى جهودهم في شيء واحد فقط، وهو المجال الذي يتنافسون فيه ولا ينتبهون لباقي مجالات حياتهم. كما أن الأهل يخافون من المنافسة لأنها قد تسبب الإجهاد للطفل وممكن أن تسبب له خيبة أمل لعدم قدرته على إنجاز ما يجب عليه إنجازه.
ولذلك نجد العديد من الأمهات والآباء وبحسن نية منهم؛ يتجنبون المواقف التنافسية بين أطفالهم كلياً، أو قد يعلنوا أن الجميع فائز.
لكن دعونا نقول أنه إذا شارك الطفل في منافسة بناءة وصحية، فيمكن أن يطلب المشاركة في النشاط مرة أخرى، كما سينمي عنده روح تقبل الخسارة أو الربح، وكذلك سيتعلم مهارات جديدة ويرغب في تحسين وتطوير نفسه.
أما إذا شارك طفلك في منافسة غير بناءة وغير صحية فبالتأكيد سيمتنع عن مشاركة النشاط، وربما يتظاهر بالتعب والمرض لتجنب المشاركة. أو يقول صراحة أنه لا يريد المشاركة. وإذا ظهرت علامات الاكتئاب والقلق وصعوبة في النوم أو فقدان الشهية عند اقتراب أي منافسة مع طفلك فهذا يعني أن طفلك بحاجة للمزيد من المناقشة.
يمكنك تلخيص ذلك بأن المنافسة ليست بطبيعتها جيدة أو سيئة، لكن ذلك يكمن في عواقبها التي قد تكون إيجابية وسلبية. لذا فإن مهمة الآباء والأمهات.. هي مساعدة أطفالهم على المنافسة بطريقة صحيّة.
الأسرار السبعة للوصول إلى التربية المثالية
تربية طفلك في عمر السنة .. ونصائح تساعدك في تلك التربية
أهمية تربية المهارة التنافسية لدى الأطفال
يقول اختصاصي أمراض الأطفال النفسية الدكتور تيموثي بأن المنافسة تعلم الطفلَ أن النجاح ليس دائماً هو الجانب المشرق بل الأهم من النجاح هو أن تعمل بجد والتزام حتى تكتسب المهارات الاجتماعية اللازمة والتي تمكنك من التفاعل مع الآخرين. كما أنه تعلم الطفل قيمة العمل الشاق وتطوير الثقة بنفسه مهما كانت النتيجة.
تعليم المنافسة يعطي فرصة للطفل للعمل ضمن فريق، وبالتالي يتعلم الكثير من المهارات مع فريقه. مثل القدرة على حل المشكلات وأهمية العمل من أجل الصالح العام وللمجموعة والمجتمع.
ترتبط الروح التنافسية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 6 سنوات ارتباطاً مباشراً بإحساسهم المتزايد بقدراتهم، حيث يتم قياسها من خلال مقارنة أنفسهم بأقرانهم، بالتالي يصلون إلى مراحل من التطور مثل: ربط أحذيتهم بأنفسهم، واستخدام دراجة بدون عجلات تدريبية، كما أنهم يكونون سعداء للغاية عندما يتقنون شيئاً جديداً.
لصديق رائع لطفلك: تعرفي على أفضل الحيوانات الأليفة للأطفال
الطفل ذو الشخصية الحساسة وكيفية التعامل معه
كيف نعمل على تنمية المنافسة الصحية لدى الأطفال؟
- عليك أن تساعدي أطفالك على التفكير الإيجابي قبل كل شيء. لأنه يساعدهم على تحقيق الإنجاز ليس فقط من أجل الفوز في النشاط، لكن من أجل الوصول لهدف يضعونه في أذهانهم.
- حاولي أن تكوني موجودة دائما لدعم أطفالك في التحديات التي تواجههم في أي منافسة وأخبريهم دائما بأنه “لا بأس من خسارة اللعبة طالما أنكم تقدمون ما بوسعكم وتبذلون الجهد للتعلم من التجربة.
- إذا كان طفلك يشعر بالخوف من المنافسة من أجل قدراته، فتجنبي تقديم قائمة مطمئنة لمواهبه مثل: “أنت ذكي”، “أنت سريع”، “أنت فنان رائع” لأن طفلك لن يؤمن بأنه جيد في الأمور لمجرد إخباره فقط بل يجب أن يثبت ذلك لنفسه.
- إذا كان طفلك يخاف من المنافسة لأنه يخاف أن يفقد حبك فأخبريه بأنه ستحبينه دائما سواء فاز أو لم يفز.
عشرة مواصفات لاختيار جليسة أطفال مناسبة
دور الوالدين في تنشئة طفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة
هل بالفعل بعض الأطفال أكثر قدرة على المنافسة ؟
هذا صحيح. وكذلك الأولاد يميلون إلى أن يكونوا أكثر تنافسية من البنات. لكن إذا كان طفلك لا يستطيع الاستمتاع بنشاط ما إذا لم يفز فيه أو إذا لم يشارك في الأنشطة خوفا من أن يخسر، فقد يكون سلوكه مرتبطاً بمشكلة ما في البيت، فمثلا:
الأخ الأصغر الذي لا يستطيع تحقيق ذاته بين أخوته؛ سيأخذ مع إحباطه للحضانة أو النادي.
على الجانب الآخر، الأطفال الذين اعتادوا على التميز والفوز دائما في المنزل سعتبرون ذلك قاعدة عامة ولا يتقبلون الأمر في الخسارة.
كذلك الأطفال الذين يشعرون بعيب ما أو هم الأقصر بين أقرانهم، غالبا ما يكونون قلقين من عدم مواكبة أقرانهم.
في النهاية.. تنمية المنافسة عند الطفل هي مهارة مميزة عليك أن تعمل على تنميتها لدى طفلك في الوقت الذي تتوخى فيه الحرص على تقبله للعب التنافسي.
المصادر:
