صحة طفلكطفلك

تعظم الدروز الباكر: الأسباب والعلاج

إن الدروز هي أشرطة من الأنسجة التي تربط عظام الجمجمة. وتتيح هذه الدروز للجمجمة أن تنمو من خلال نمو الدماغ في الداخل. والمفترض أن تظل مرنة لعدة سنوات بعد الولادة ومن تصبح صلبة مع نمو الطفل. وهذا يعني أنه لا يمكن للجمجمة أن تنمو بعد إغلاق الدروز. وبالتالي يحدث تعظم الدروز الباكر عندما تغلق هذه الدروز في وقت مبكر جدًا، مما يحد من قدرة الدماغ والجمجمة على النمو بالشكل الطبيعي. وفي هذا المقال نتعرف على أسبابه وطرق علاجه.

أعراض تعظم الدروز الباكر

عادة ما تكون علامات تعظم الدروز الباكر ملحوظة عند الولادة، لكنها تصبح أكثر وضوحًا خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة طفلك. وهناك أعراض شائعة وأعراض غير شائعة. أما الأعراض الشائعة فتشمل تشوّه شكل الجمجمة، وانغلاق اليافوخ مبكرا  في رأس الطفل. وعدم انتظام مقاييس النمو الطبيعية للرأس. أما الأعراض غير الشائعة، فقد تحدث آلام في الرأس، وفقدان الشهية وقيء وربما تباطؤ في مظاهر النمو.

أنواع تعظم الدروز الباكر

يختلف نوع الدرز حسب هيئة الجمجمة. وفيما يلي نستعرض أنواع تعظم الدروز المختلفة:

  • الدرز السهمي

وهنا يأخذ شكل الرأس الشكل الطويل والضيق مع وجود بروز باتجاه الأمام وفي بعض الحالات يكون هناك بروز خلفي.

  • الدرز الجبهي

وهنا يأخذ الرأس شكلًا مثلثًا لكن يكون مائلًا إلى الأمام، وبالتالي تكون المسافة بين العينين صغيرة جدا.

  • الدرز الإكليلي

وفي هذا النوع يحدث البروز من جهة واحدة سواء من جهة اليمين أو اليسار، حيث يسبب الانغلاق المبكر لأحد طرفي الدرز الإكليلي تسطح في الجهة المغلقة وبروزًا من الجهة المفتوحة، في هذه الحالة يحدث أيضًا عدم توافق في العينين والأذنين.

  • الدرز التاجي

حيث تكون الجمجمة من الجهتين مسطحة ولكن تكون عريضة من الأمام وهنا ينمو الرأس إلى الأعلى. من الممكن أن يحدث هذا النوع لسبب غير معروف أو كجزء من متلازمة كروزون ومتلازمة أبرت.

  • الدرز اللامي

حيث من الممكن أن يكون انغلاق هذا الدرز من الجهتين أو من جهة واحدة من الجمجمة ويسبب وجود رأس خلفي مسطح.

مضاعفات تعظم الدروز الباكر

في حال عدم علاج الدروز، فقد تتسبب الإصابة بهذا المرض في الأعراض الآتية:

  • حدوث تشوه دائم في الرأس والوجه.
  • قد يسبب للطفل اللجوء للعزلة الاجتماعية وعدم الثقة في الذات.
  • يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد داخل الجمجمة إلى تأخر في النمو، والضعف الإدراكي، والإحساس بالخمول، وقد يصاب الطفل بالعمي أو اضطرابات حركة العين. وقد يؤدي إلى الموت في حالات نادرة.

تشخيص تعظم الدروز الباكر

يتطلب تعظم الدروز الباكر تقييمًا مبكرا من قبل متخصصين مثل دكتور أطفال والذي سيحيلك إلى جراح أعصاب الأطفال أو متخصص في الجراحات التجميلية، ويشمل تشخيص تعظم الدروز ما يأتي

أولا: الاختبار البدني

وهنا يفحص الطبيب رأس الطفل للبحث عن أي تشوهات مثل وجود نتوءات في الدرز كما يبحث عن وجود تشوهات في الوجه.

ثانيا:. التصوير

بعد الفحص البدني، يلجأ الطبيب إلى التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي لجمجمة طفلك لمعرفة ما إذا كانت هناك أي غرز قد اندمجت، كما يمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية. ويمكن أيضًا استخدام المسح بالليزر والصور لإجراء قياسات دقيقة لشكل الجمجمة.

ثالثا: الاختبارات الجينية

إذا اشتبه طبيبك في وجود متلازمة وراثية أو كان أحد أفراد العائلتين مصابا بهذا الدروز فقد تساعد الاختبارات الجينية في تحديد نوع المتلازمة.

علاج تعظم الدروز الباكر

العلاج الوحيد لهذا المرض هو إجراء جراحة في الرأس والوجه ويقوم بهذا الإجراء متخصص في جراحة الرأس ومتخصص في جراحة المخ والأعصاب، ويمكن أن يتم إجراء الجراحة بالمنظار أو الجراحة المفتوحة كالآتي:

  • الجراحة بالمنظار

وهذه الجراحة ليست صعبة وليست خطيرة. لكن يمكن إجراءها للأطفال حتى عمر 6 أشهر فقط. حيث تتم باستخدام أنبوب مضاء وكاميرا ويتم إدخالهما من خلال ثقوب صغيرة في فروة الرأس، حيث يزيل الطبيب الخيط أو الغرز المصابة لتمكين دماغ طفلك من النمو بشكل طبيعي.

بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة فإن الجراحة بالمنظار لا يكون فيها جروح سوى شقوق صغيرة، وعادةً ما تتضمن الإقامة في المستشفى لليلة واحدة فقط وفي أغلب الحالات لا تتطلب نقل الدم.

  • الجراحة المفتوحة

يتم إجراء الجراحة المفتوحة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر حيث تكون هي الحل الوحيد. وفيها يقوم الجراح بما يأتي:

  1. يقوم بعمل شق في فروة الرأس وفي عظام الجمجمة.
  2. يقوم الطبيب بإعادة تشكيل عضام الجزء المصاب من الجمجمة.
  3. يتم تثبيت وضع الجمجمة في المكان الصحيح باستخدام شرائح ومسامير قابلة للامتصاص.

وبالطبع تتضمن الجراحة المفتوحة الإقامة في المستشفى لمدة ثلاثة أو أربعة أيام وفي أغلب الحالات يكون نقل الدم ضروريًا. وتكون الجراحة لمرة واحدة فقط، ولكن في بعض الحالات المعقدة غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى العديد من العمليات الجراحية المفتوحة لتصحيح شكل الرأس.

الوقاية من تعظم الدروز الباكر

للأسف لا يمكن الوقاية من الإصابة بهذا المرض.

المصدر:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/craniosynostosis/symptoms-causes/syc-20354513

https://www.cincinnatichildrens.org/health/c/craniosynostosis

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى