أنتِبعد الحمل

متاعب الأمومة ونصائح للتغلب عليها

قد يُخيل لك أن حياة الوالدين كما تصورها البرامج التلفزيونية والإعلانات عبارة عن أطفال مبتسمبن، وأهالي سعداء، وفرحة مستمرة، ونعيم لامثيل له، وأنشطة ترفيهية وإجازات مميزة.

وبالطبع بلا شك هناك الكثير من السعادة في تلك الرحلة، لكن أيضا يصاحبها الشعور بالتعب والإنهاك، والإرهاق الجسدي والعاطفي. بالإضافة إلى التحدي الجسدي المذهل كأم جديدة في مراحل الحمل والولادة وتلبية متطلبات طفلك الجديد. كما أن هناك بعض المشاكل الشائعة التي يواجهها الأهل الجدد، وعادة لا يتم التحدث عنها لأن مجتمعنا لا يقبل أن شكوى من الوالدين؛ خاصة الأم. وفي هذا المقال سنذكر أبرز متاعب الأمومة التي تواجه الأم، وكيفية التغلب عليها.

اكتئاب بعد الولادة (PPD)

وهي حالة جسدية وذهنية طبيعية تواجهها الكثير من الأمهات الجدد، وهذه الحالة يمكن أن تُسبب القلق والخمول وأيضا الإحباط والاكتئاب. وهناك مفهوم خاطئ لدى الكثير من الأمهات أن هذه الحالة لا تستمر إلا في الأسابيع الأولى بعد الانجاب. ولكن الحقيقة فإن اكتئاب ما بعد الولادة قد يدوم لفترات طويلة، وفي حال تّركت بلا علاج، فإنها ستصاحبك خلال سنوات المراهقة لدى طفلك. وبالإضافة إلى كل مسؤولياتك الجديدة والإرهاق كأم، فإن ذلك سيزيد من الاكتئاب.

كيفية تعامل الزوج مع اكتئاب ما بعد الولادة واكتئاب الحمل للأم

كذلك تعاني بعض الأمهات الجدد من مشاكل جسدية جديدة عليها مثل فقر الدم، وخلل في عمل الغدة الدرقية ونقص الفيتامينات وخاصة الكالسيوم. لذا إذا أحسست عزيزتي بأي من أعراض اكتئاب بعد الولادة أو أي متاعب جسدية أخرى تزداد سوءاً فقومي بزيارة واستشارة طبيبك على الفور وفي أقرب وقت ممكن.

فتور العلاقة من أبرز متاعب الأمومة

إن علاقتك مع شريك حياتك هي أكثر شيء يتأثر في مرحلة الأمومة وخاصة مرحلة مابعد الولادة. ويمكن أن يزيد هذه الحالة الضغط الكبير الذي تواجهينه من كثرة المسؤوليات وقلة التواصل وفقدان الراحة، مما يؤدي لجدال أكثر مع زوجك.

وبالطبع كل هذا سيؤثر على حالتك النفسية. لذا حاولي أن تخصصي بعض الوقت فقط لكما بشكل خاص، واتفقوا في هذا الوقت على عدم التحدث عن كل ما يتعلق بالعائلة والطفل. هذا ربما سيساعدكما في إعادة علاقتكما المميزة إلى سابق عهدها.

الإجهاد الجسدي والنفسي

ضعي في عقلك أن العناية بطفلك تتطلب غالباً كل وقتك بداية من حاجته للأكل كل ساعة، وتغيير الحفاضات إلى حمله والبقاء معه . وبالطبع هذا ما يجعلك معرضة للتعب الشديد، مما ينعكس كذلك على صحتك النفسية بشكل مباشر. وهذا الوقت قد تتغلب انفعالاتك العاطفية للأمومة على سعادتك بإنجابك. لذا اطلبي المساعدة في الأعمال المنزلية سواء من والدتك أو حماتك أو المساعدة بأجر. وحاولي أن تخصصي وقتاً للقيام بأنشطتك المفضلة لتحافظي على صحة جسدك وهدوء نفسيتك.

العقبات المادية من متاعب الأمومة

إن تكلفة الولادة وتربية الطفل تزداد يوماً بعد يوم بشكل كبير. لأن الأعباء المالية تزداد أكثر بوجود فرد جديد في العائلة. لكن أيضا يمكنك خلق توازن مالي وإعادة صياغة الميزانية. فالطفل الجديد يعطي للحياة بهجة لا يضاهيها شيء.

البكاء

فبعد أن يولد الطفل، تصبح حاسة السمع عند الأم قويّة جداً، حيث يصبح بإمكانها أن تسمع أصغر أنفاس صغيرها أو أي صوت يصدره حتى إن لم يكن بكاءًا. وفي بعض الأحيان، مع بكاء الصغير، يمكن للأم أن تبكي هي نفسها لأن دموع صغيرها تُسبّب لها الألم.

نصائح عملية لتحظي برحلة أمومة سعيدة بعيدا عن المتاعب

إن دورك كوالدة حنونة قد يكون متعباً وصراعاً يومياً مثل باقي الأمهات، لكن كما ذكرنا فإن ذلك لا ينبغي أن يقلل من بهجتك وسعادتك كأم. لذا بينما تقومين برعاية طفلك، لا تنسي الاهتمام والعناية بنفسك. ولذا إليك بعض الاستراتيجيات لتكون رحلتك في عالم الأمومة أكثر راحة وسعادة.

  • حافظي على إيجابيتك وركزي على الأشياء التي حققتها والتي لن تكوني سعيدة بدونها على الإطلاق مثل كونك أصبحت أما. لذا كلما شعرت أنك مرهقة ومنهكة، ذكري نفسي بأجمل أوقاتك في عالم الأمومة وذكري نفسك بأجمل تفاصيل صغيرك.
  • خصصي وقتاً لنفسك ولزوجك، وتحاوري معه بكل ما يدور ببالك وبقلب مفتوح بلا تردد لأنه سيكون أكثر داعما لك. كذلك رتبي ليالي لتقضوها خارجاً معاً، وحافظي على روح التعاون بينكما في رعاية طفلكما بأن ذكري نفسك وشريك حياتك أنكما في هذه الرحلة معاً.
  • ارتاحي قدر ما تستطيعين وكلما استطعت ذلك. فمثلا؛ حاولي النوم عندما ينام طفلك، وأيضاً يمكنك التناوب مع زوجك على السهر لرعاية صغيركما والقيام بتقسيم ساعات النوم حتى ترتاحوا كلاكما بشكل جيد.
  • لا تترددي أبدا في طلب العون والمساعدة من العائلة والصديقات، مثل مساعدتك في القيام بالأعمال المنزلية ورعاية طفلك إذا لزم الأمر حتى تحصلي على قسط من الراحة لتجديد نشاطك. ويمكنك توظيف مساعدة منزلية إذا كان بإمكانك تحمل التكاليف اللازمة.
  • اعتني بنفسك من خلال شرب الكثير من السوائل والماء. ويجب عليك الالتزام بنظام غذائي متوازن، واستعيني بالمكملات الغذائية ومارسي الرياضة بانتظام. كل هذا سيساعدك في الحفاظ على صحتك الجسدية والنفسية والنشاط والحيوية.
  • قومي بتقسيم وقتك، واعلمي أن الروتين الجيد وبرنامج الوقت إذا كان مرتب سيساعدكما كوالدين جديدين. لذا تحدثي مع زوجك حتى تعدوا برنامج معين للعناية بطفلكما. حيث تستطيعي رعاية صغيرك أثناء النهار وسيساعدك زوجك في المساء أو في أوقات الليل.

أخيراً أفضل نصيحة ممكن أن نقدمها لكِ كأم جديدة أن لا تقسي على نفسك أكثر من اللازم. تمسكي بالأساسيات ولا تبالغي فيها، فهذا مفتاح حياة عائلية خالية من التوتر والمشاكل.

للمزيد:

اكتئاب ما بعد الولادة: الأعراض والأسباب والعلاج

الواجبات المنزلية مشكلة تعاني منها الكثير من الأمهات، إليكِ الحل

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى