اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
إننا قد نجد في بعض الأحيان طفل أو أكثر مشتت أو يعاني من قصور في التركيز والانتباه، ولكننا لا نعي أن ذلك سببه اضطراب معين.
فلنتعرف سيدتي على هذا الاضطراب؛ أي اضطراب قصور الانتباه. وهو من أكثر الاضطرابات التي تشخص للأطفال ويصاحبه فرط في الحركة وهما غالبا متلازمان لا ينفصلان. وقد أُطلق عليه اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD)”.
وقد اتهم بعض المعالجين الآباء والأمهات أنهم هم السبب الرئيسي بإصابة أطفالهم بهذا الاضطراب. حيث إنهم فرطوا في مسؤلياتهم تجاه أبنائهم وقصروا من جانبهم في تربيتهم. وبالفعل ثبت بالأبحاث والدراسات أن التعليم والتربية للأبناء لهما دور كبير في اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة. وانقسم المعالجون بين من يتجه إلى العلاج الدوائي ومن يتجه إلى العلاج النفسي من جهة أخرى.
ويجب علينا أن نعيي أن هذا الاضطراب يتميز بفرط النشاط الحركي، وعدم إنجاز المهام في الوقت المحدد وعدم الالتزام بالوقت وقد يطول بالفعل، ويكون لدى هؤلاء الأطفال مشكلة في ضبط النفس والانضباط الذاتي ولا يستطيعون الجلوس في هدوء، ولا يستطيعون تنظيم الأمور التي يقومون بها ويتصرفون بعشوائية.
ويصيب اضطراب قصور الانتباه الذكور بنسب أكبر من الإناث فتصل النسبة 4 ذكور مقابل أنثى واحدة. وهذا قد يسبب اضطرابات نفسية لدى هؤلاء الأطفال مما يعرضهم للنبذ من أقرانهم أو من مجتمعهم، ويتسبب أيضا إلى تدني تقييمهم لأنفسهم وشعورهم بالخيبة لآمالهم ولأهليهم إيذاء عدم إتمامهم للمهام المطلوبة منهم.
سيدتي يجب أن نكون مدركين تماما أن هناك ثلاثة أنواع فرعية من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وهذه الأنواع تندرج تحت:
- السلوك المتهور والنشاط المفرط.
- قلة الانتباه.
- مشترك أي ما يجمع بين الإثنين السابقين وهو الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة الأمريكية.
أتعلمين سيدتي أن رغم الدراسات التي أجريت واتهام الآباء والأمهات بقصورهم في تربية أبنائهم إلا أن أسباب إصابة الأبناء بهذا الاضطراب غير واضح حتى الآن! ولكن هناك عوامل يمكن أن تكون مؤثرة بشكل كبير في التسبب باضطراب ADHD:
1. العوامل الوراثية:
فيمكن أن ينتشر هذا الاضطراب بين العائلات بشكل كبير بسبب عوامل وراثية موجودة، فالجينات تلعب دورا كبيرا في هذه المهمة.
2. العوامل البيئية:
قد تضر العوامل البيئية الأطفال وتؤثر عليهم بالسلب، كتعرضهم للرصاص مثلا.
3. تطور البنية:
فقد تؤثر المشكلات التي لها علاقة بالجهاز العصبي المركزي على مراحل نمو الطفل.
وكيف لي أن أحمي طفلي من كل ذلك ولكي لا يصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟ إنه فعلا سؤال يستحق التأمل.
فهناك عدة محاور يجب أن نناقشها سويا ومحاولة تجنب ما يضر الطفل:
- عليك عزيزتي في مرحلة الحمل تجنب كل ما يضر بنمو جنينك كشرب الكحول والتدخين والمخدرات.
- حاولي تقليل تواجد طفلك أما الشاشات والتعرض بإفراط أمام التليفزيون وألعاب الفيديو وخصوصا في السنوات الخمس الأولى من عمره.
- تجنبي تعرضه للرصاص والدهانات والتواجد في أماكن التدخين قدر الإمكان.
وإذا كان فعلا مصاب بنقص الانتباه وفرط النشاط ماذا تفعلين؟
- الجئي إلى المتخصصين ومعلميه لتحديد المشكلة ولتأخذي المشورة منهم للتعامل مع حالته.
- حددي مهمة واحدة لطفلك لتنفيذها وعدم تشتيته بأكثر من واحدة حتى يمكنه التركيز فيها وإنجازها.
- قومي بتشجيع طفلك وإثابته إذا أدى المهمة المطلوبة منه في الوقت المحدد فهذا بمثابة حافز له.
- قومي بتقسيم يوم طفلك وضعي له روتين يومي كتحديد وقت الاستيقاظ ووقت النوم ووقت لتناول الوجبات ووقت للعب،… وهكذا.
دمت سعيدة!
