السن المناسب للطفل لتكوين صداقات وكيف يتم ذلك تحت إشراف الأبوين؟

إن التكوين النفسي للطفل يحثه بشكل دائم ومنذ نعومة أظافره على الميل للتفاعل مع الآخرين والنفور من العزلة وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية يشعر من خلالها بالألفة والمحبة والمشاركة. فيرتبط الطفل بأمه منذ لحظات عمره الأولى. ثم يتعرف الطفل على والده من عمر الستة أشهر إلى العام. ويبدأ التعرف على اخوته وباقي العائلة من بعد العام الأول من عمره. ثم بعد ذلك يبدأ في تكوين علاقات اجتماعية أخرى وأهمها علاقات الصداقة.

القدرات التي يجب أن يتقنها الأطفال وكيف تنميها

ما السن المناسب لبدأ الطفل تكوين علاقات الصداقة؟

في عمر الثلاث أو الأربع سنوات يبدأ الطفل في توسيع علاقاته الاجتماعية من خلال التعرف على زملائه بالحضانة وتكوين صداقات معهم أو من خلال الوسط المحيط به. ويبدأ في التعريف عن نفسه والتعرف على الآخرين. وفي هذه المرحلة لا يستوعب الطفل المعنى الحقيقي لعلاقات الصداقة. فهو ينجذب فقط لأولئك الذين يشعر معهم بالألفة والراحة والاستمتاع والمرح. فيتشارك معهم اللعب واللهو ويقضي معهم الكثير من الأوقات الطيبة.

ما السمات المميزة لعلاقات الصداقة عند الأطفال؟

وتتسم علاقات الصداقة بين الأطفال بالبراءة والعفوية وصدق المشاعر وتبادل المحبة والكثير من المدح والتحفيز والدعم لبعضهم البعض والتفاهم والمشاركة في كل شئ. وتبدأ مرحلة الخصوصية لدى طفلك مع بدأ تكوينه لعلاقات الصداقة. فيتشارك مع أصدقائه في اللعب والحكايات عن يومه وما يحب وما يكره والأشخاص الجدد الذي يتعرف عليهم فيشاركهم كل شئ عن يومه. وتعد هذه السلوكيات صحية جدا وتساهم في تطوير شخصية طفلك ويزيد من ثقته بنفسه ويطور من قدرته على التعبير عن نفسه وميوله وأفكاره واتجاهاته.

الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربية الأطفال (الجزء الثاني)

ما فوائد علاقات الصداقة عند الأطفال؟

كيف أجعل من طفلي شخصية قائدة في المستقبل

ما دور الآباء في الإشراف على اختيار صغيرهم لأصدقائه؟

إن دور الآباء في هذه المرحلة حساس ومهم للغاية. فيجب على الآباء توجيه طفلهم وإرشاده وإعطائه النصائح الهامة التي يقوم من خلالها بإختيار الصديق المناسب له. حيث يعتمد تشكيل وعي الطفل على الآباء في المقام الأول في إختيار أصدقاء مناسبين له والإنخراط في علاقات صداقة صحية.

ولكن يجب أن يتم ذلك بصورة غير مباشرة. ولا يجب على الأهل فرض أصدقاء محددين على طفلهم. بل يجب أن يتركوه يختار أصدقائه بنفسه دون ضغوطات من الأهل. ويقوم الآباء بمتابعة طفلهم والإشراف على خطواته للتأكد من صحة اختياراته لأصدقائه. ولكن يتم ذلك عن بعد وتجنب التدخل المباشر.

حلول عملية لتنمية الذكاء الاجتماعي لدى طفلك

فإن شعر الطفل أنه مراقب من قبل الأهل سيشعر بالإنزعاج ولن يستمتع بتقضية وقته مع أصدقائه وسيتجنب تكوين علاقات الصداقة مع الآخرين. ولا يجب على الآباء المبالغة في القلق على طفلهم من سوء اختياره لصديق أو أكثر.

فهذه المواقف طبيعية وتحدث لنا جميعا, فمن منا لم يخطئ ولو لمرة واحدة في إختيار أصدقائه! بمرور الوقت سيتعلم الطفل من خلال التجربة في اختيار أصدقائه بين الصواب والخطأ حتى يجد الصديق المناسب له الذي سيشعر بالألفة معه وسيستمتعون بقضاء أوقاتهم معا.

ًكيف تربين طفلاً اجتماعيا

وهناك العديد من الطرق التي يتبعها الآباء لمساعدة طفلهم على تكوين صداقات ومنها:

المهارات الاجتماعية الخمسة التي يجب أن يتحلى بها طفلك

تكمن أهمية تكوين علاقات الصداقة بالنسبة للطفل على تحفيزه للانخراط مع الآخرين والتفاعل مع المجتمع وتجنب الوحدة والعزلة. حيث يميل الإنسان بفطرته إلى الآخرين وأن يكون إجتماعيا. فالوحدة تؤثر على البشر تأثيرا سلبيا. ومن المهم أن يجد الإنسان شخص يشعره أنه ليس وحيدا في هذا العالم.

 

Exit mobile version