الطفولة المبكرةطفلك

السلوك الأناني .. كيف نعالجه عند أطفالنا ؟

السلوك الأناني مشكلة كبيرة قد يتعرض لها أطفالنا في مراحل مختلفة من عمرهم. في هذا المقال سنتحدث عن كيف يمكنك معالجة السلوك الأناني عند ابنك. لكن نذكرك أنك تحتاجين الصبر وتكرار المحاولات عند محاولة تغيير أي سلوك عند أبناءك من السلبي إلي الإيجابي. و إليكِ بعض الخطوات التي ستساعدك في تلك الرحلة.

كيف نعالج السلوك الأناني عند أطفالنا ؟

1- تنمية روح المشاركة:

ذكرنا أن الأنانية عبارة عن استغراق في الشأن الشخصي، وانكفاء على الذات؛ ومن ثم فإن تقوية روح المشاركة لدى الطفل ستجعله يشعر بالآخرين، ويعمل على مراعاتهم، ويلمس منافع ومسرات الاحتكاك بهم.

ويعد ( اللعب الجماعي) من أفضل ما ينمى روح المشاركة؛ وذلك لأن اللعب الجماعي يعرف الطفل على معنى التعاون مع فريقه. كما يعرفه على معنى العدل، ويجعله يشعر ببعض میزات من يلعب معهم.

بالإضافة إلى أن اللعب يتطلب بذل الجهد وذوق معنى التعب والمعاناة، وكل هذه المعاني مما يضعف التمحور حول الذات، كما يضعف القطيعة مع الآخرين، فإذا وسع الله على الواحد منا فليخص مكانا مناسبا للعب الأطفال، وليرحب بأصدقاء الطفل وأبناء الجيران كي يلعبوا مع بعضهم .

۲ – الثقة بالنفس لمعالجة السلوك الأناني:

كثيرا ما يدفع الشعور بالضعف والعجز والشعور بالإحباط الطفل إلى أن يكون أنانيا.

إن هذه المشاعر تجعل الطفل غير قادر على التواصل مع نظرائه من الأطفال وغير قادر على الوفاء بالتزاماته والعهود التي يقطعها على نفسه. ولهذا فإنه يتصرف وكأنه يعيش وحده دون أي اعتبار للآخرين.

هذا يعني أن على الأبوين وعلى المعلمين كذلك التحدث مع الطفل حول ما لديه من نقاط قوة وميزات، وما يملكه من قدرات ومهارات بالإضافة إلى الثناء على كل نجاح يحققه.

بعض الأطفال لديهم قدرة على التحدث بطلاقة، وبعضهم دائم الابتسامة، وبعضهم يعرف كيف يرحب بضيوفه، وبعضهم لديه تفوق في الدراسة. كما أن منهم من يحفظ الكثير من كتاب الله؛ ومنهم من يقرأ ويطالع بشغف. وإن في إمكاننا أن نتخذ من هذه الميزات والفضائل نقطة ارتكاز من أجل تقوية ثقة الطفل بنفسه.

ونحن نقول هذا الكلام لأن كثيرا من المواقف الأنانية تكون عبارة عن تعويض عن الإحساس بالنقص تجاه بعض الأمور.

على الأبوين إلى جانب الثناء والتحفيز تقبل الطفل على ما هو عليه، وهذا هو المعنى العميق للحب غير المشروط. فالطفل مهما كان شكله، ومهما كانت أخلاقه وأوضاعه. ومن المهم أن يشعراه دائما أنه موضع ترحيب في الأسرة، وأن الله – تعالى – رزق أسرته به کرما وجودا منه؛ وهذا لا يعني بالطبع عدم مناصحته عند الحاجة.

 3-  إحترام الآخرين:

الأناني لا يهتم إلا بنفسه، وقد يشعر أنه مركز الكون، وأن الآخرين ليسوا بشيء. ومن هنا فإن غرس معاني الاحترام للآخرين في نفوس الأطفال يخفف من السلوك الأناني، ويولد لديهم معاني التعاطف والاهتمام.

أحد الآباء كان يقول لأبنائه: إن المؤمنين إخوة، وإن من شأن المؤمن أن يحب الخير لأخيه المؤمن، ويدعو له بالصلاح والتوفيق. كما أنه بين معارفنا وأقربائنا من هم أفضل منا دينا وخلقا، ومن هم أكثر مالا منا، ووظائفهم أفضل.

أب آخر كان يستغل بعض المناسبات اليوضح لأبنائه أهمية بعض الأشخاص الذين تعود الناس النظر إليهم باستخفاف؛ فقد حدث أن تغيب العمال الذين يقومون بتنظيف الشوارع ونقل القمامة غيابا جماعيا. وكانت النتيجة هي تكدس الأوساخ في الحي وانتشار الحشرات والروائح الكريهة. وهنا وضح الأب لأولاده أنه ليس هناك شخص أو تخصص غير مهم. ولكن الواحد منا لا يعرف قيمة الخدمات الموفرة له حتى يفقدها…

إن التعاطف مع الناس وسيلة أخرى لمعالجة الأنانية لدى الطفل. التعاطف يعني أن نفهم الآخرين، ونتفاعل مع ظروفهم وأوضاعهم وفق رؤيتهم لها.

لتتعرفي علي كيفية التغلب علي مخاوف طفلك اضغطي هنا

المراجع :

  • عبدالكريم بكار :2010، مشكلات الأطفال ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى