الشعور بالدونية .. ماهو وكيف ألاحظه على طفلي ؟
إن الشعور بالدونية أو ما يسمى أحيانا بتدني اعتبار الذات أو الشعور بالنقص .. إن هذا الشعور يشكل واحدة من أهم المشكلات التى يعانى منها الأطفال فى معظم الدول العربية .
وله تأثير بالغ فى نوعية الاتجاهات و الدوافع التى تتكون لدى الأطفال فى مرحلة مبكرة من العمر.
إن الطفل حين يولد يشبه من وجد نفسه فى قاعة مظلمة جدا، وفيها الكثير من الأشياء التى ليس لديه أى فكره عنها.
ثم يجىء من يحاول مساعدته على تحسسها و تكوين صور و مفاهيم عنها .
و هكذا هو شأن الطفل تجاه فهمه لنفسه و قدراته و إمكاناته و عيوبه .
ماهو الشعور بالدونية ؟
إن الشعور بالدونية هو مجموعة الصور السلبية التي يختزنها الطفل فى ذاكرته عن ذاته: شكله، ذكائه، إنجازه، خلقه ، لباقته، إمكاناته، نقاط ضعفه، مكانته فى أسرته ومدى تقبل محيطه له .
هذه الصور ترتسم فى خيال الطفل من خلال تجاربه ومحاولاته الكثيرة في التخلص من الضعف الذي ولد فيه.
ومن خلال ما يقوله عنه أهله ومعلموه ورفاقه أقاربه .
وهذا لأن معرفة الإنسان بذاته – مهما تقدمت به السن – تظل نسبية وغير مكتملة.
فالشخص يظل على مستوى من المستويات خاضعا لما يقوله الآخرون عنه، وهذا الخضوع لدى الصغار أكبر بكثير منه لدى الكبار.
ويقال عن الدونية أيضاً أنها : استعداد لاشعوري مكبوت ينشأ من تعرض الفرد لمواقف كثيرة تشعره بالعجز والنقص والفشل
مظاهر الشعور بالدونية عند الأطفال :
إن الطفل يشعر بالدونية والضعف حين يقيس نفسه على من هم في مثل سنه، ويجد أن نتيجة ذلك القياس لیست في مصلحته.
وكثيرا ما تتجلى نتائج ذلك القياس بوضوح في الأنشطة والألعاب الجماعية، وهناك أعداد لا تكاد تحصی من الأطفال الذين يشعرون بالخذلان والضعف الشديد بسبب رفض زملائهم ورفاقهم انضمامهم إليهم في لعب كرة الطائرة أو القدم أو شد الحبل، وذلك لما يعتقدون من ضعفهم وتدني مهاراتهم.
وهناك ما لا يحصى من الأطفال الذين يشعرون بالخذلان نتيجة رسوبهم المتكرر في جميع المواد أو بعضها.
و فهم ما سبق يساعد مساعدة كبيرة في العلاج كما سنشير إليه فيما بعد.
ولعل من أهم مظاهر الشعور بالدونية الآتي:
1-الخوف مظهر أساسي من مظاهر الشعور بالدونية
حيث تجد أن الطفل يخاف من أشياء كثيرة لا يخاف منها غيره ، هذا طفل يخاف من الخوض في الماء والخضوع المدرب يعلمه السباحة. وهذا طفل يخاف من المشي في الظلام، وهذا طفل ثالث يخاف من أن يدافع عن نفسه في تهمة وجهت إليه.
وهذا طفل رابع يخشى من الدخول في أي مسابقة ثقافية أو رياضية.
والسبب وراء كل ذلك هو الشعور بنقص الكفاءة والقدرة على مواجهة ظروف لا عهد له بها.
على حين أن الطفل الذي لا يعاني من هذه المشكلة يعتقد أن ما سيلاقيه لن يكون شيئا خطيرا، وحتى لو كان خطيرا، فإنه يستطيع التعامل معه.
2- التشاؤم و روؤية الجانب المظلم من الأشياء
فالطفل الذي يشعر بالدونية يصعب عليه أن يرى الإمكانات والفرص المتاحة، ويصعب عليه تفسير النجاحات التي يراها، وإذا فسرها، فإنه يفسرها على أنها نتائج المواهب عظيمة هو لا يمتلكها.
تقول إحدى الأمهات:
كان ابني يدرس في السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية، وكان ضعيفا في العديد من المواد. وكنت أحاول رفع مستواه فيها، وبذلت في ذلك جهودا، ولم يحدث إلا القليل من التقدم.
وقد كان ابن أخي الكبير طبيبا نفسيا، فطلبت منه أن يجلس معه ربع ساعة ليرى أسباب ما هو فيه و عدم استجابته للتعليم، وسألته بعد المقابلة عن رأيه في الأسباب.
فقال: الولد الذكى جدا ، لكن يشكو من أن بعض زملائه يعيرونه بقصر قامته .
بل إن أحد معلميه لما كان فى الصف الثالث كان يقول له : من المؤكد أنك تدرس معنا بطريق الخطأ، ويجب أن تكون في الصف الأول، واكتشفت أنه كان يحلم أن يصبح طياراً حربياً مثل عمه.
لكن هذا الحلم انتهى حين عرف بأن ما يعانيه من القصر الشديد في القامة لا يساعده في المستقبل على الذهاب إلى الكلية الجوية .
3- يحدث الطفل الذي يشعر بالدونية نفسه بأحادیث تجعل المشكلة تتفاقم لديه
فهو في كل موقف في المدرسة وفي الملعب وفي الحياة الاجتماعية يردد العبارات المعبرة عن ضعف تقدير الذات.
مثل: أنا سيئ، أنا غبي، أنا غير محبوب، أنا لا أصلح لشيء، أنا غير محظوظ.
هذه العبارات حين يرددها المرء بصورة مستمرة ترسخ قناعته وتزيد الصورة الذهنية لديه سوءاً.
4 – الطفل الذي يشعر بالدونية يفقد حماسته للعمل بسرعة
وينسحب عند أول عقبة يصادفها، وهذا يعود أساساً إلى شعوره بأنه ضعيف الأهلية.
ولهذا فالدخول في أي تحد بالنسبة إليه هو عبارة عن مغامرة، وعدم الاستمرار فيها أسلم، في حين أن الطفل الطبيعي يحاول ويحاول، ويتحمل المشاق والصعوبات ويكون لديه روح المغامرة .
ولتتعرفي علي أسباب شعور طفلك بالدونية اضغطي هنا
المراجع
- عبدالكريم بكار : 2010 ، مشكلات الأطفال ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
- نوري، خديجة حيدر. (2010). السعى إلى تجنب الدونية وعلاقته بالكآبة التفاعلية لدى طلبة الجامعة.
مجلة الآداب: جامعة بغداد – كلية الآداب، ع94 ، 672 – 752.
- مسترجع من
http://search.mandumah.com/Record/667939