الطفولة المبكرةطفلك

الطفل العنيد ..كيف نتعامل معه؟(1)

كثيراً من الآباء يصرون علي قول كلمات مثل:إنه عنيد، ولا فائدة من التعب معه، وهذا كله غير صحيح، فقد تبين لنا من الحديث عن أسباب العناد أنه مكتسب بسبب التعامل  الخاطئ مع الطفل وببسبب الظروف غير المهيئة التى يعيش فيها.

من هذا المنطلق أود أن أشير فى التعامل مع عناد الأطفال إلى نقطة في غاية الأهمية وهي البيئة التربوية .

إن البيئة التربوية الجيدة تساعد الأطفال على أن يحيوا حياة سوية وطيبة،كما أن البيئة التربوية السيئة,تساعد على نشئة عدد كبير من المشكلات النفسية والسلوكية لديهم.

و بناءً علي ما سبق سوف نتحدث هنا بإيجاز عن بعض الأمور المهمة التى تشكل بيئة تربوية تساهم في منع وقوع الطفل فى العديد من المشكلات، ومن هذه الأمور الآتي:

  • المعاملة بالمثل

 حين نستجيب لطلبات الطفل المعتدلة والمعقولة، فإننا نجعله يشعر فى أعماقه بالامتنان لنا,وكثيراً ما يتمثل شكره لاستجابتنا لطلباته بالاستجابة لطلباتنا، فقد فطر الله – تعالى – البشر على أن يقابلوا الكرم والصفح والمعاونة بكرم وصفح ومعاونة.

  • التواصل المستمر

يحتاج كل الأطفال إلى الشعور بعطفنا وحبنا واهتمامنا بهم، ولهذا فإن تخصيص الأب وقتاً يومياً ( ولو عشر دقائق) للتواصل مع أولاده ومداعبتهم والسؤال عن أحوالهم، من الأمور المهمة جدا فى تقليل رفض الأبناء لما يطلبه منهم، تماما كما هو الحال في عدم رفضهم طلبات صديقهم المقرب.

  • خطاب لطيف :

 يمكن لخطابنا للأطفال أن يكون بطريقتين :طريقة فىها تسلط واستعلاء وجفاء وطريقة فيها وضوح وحزم مع لطف. و هنا نطرح سؤالاً مهماً.

إذا كان من الممكن أن نتبع الثانية ويحصل ما نريد، فلماذا نتبع الأولى ؟

لماذا حين نطلب من الطفل أن يفعل شيئاً بقسوة يعاند وعندما نطلب بلطف يستجيب؟

لأنه وبكل بساطة اللطف لا يثير روح العناد والمقاومة لدى الطفل، لكن حين نطلب منه أن يفعل شيئاً ما أو يكف عن شئ ما بقسوة فإن آليات الدفاع عن الذات تعمل حينها بطريقة لا شعورية، ويبدأ الرفض والعناد.

لماذا ؟

يقول أحد الشباب ممتناً لمعاملة والده الطيبة له: لا أذكر أننى وقفت أمام أبى موقف مجابهة، أو عصيان مع أننى أكبر أخواتى.

وذلك لأن والدى كان يخاطبنى بأسلوب رقيق جداً، وطالما قال لى: (لو سمحت يا خالد اخفض صوت التلفاز )، ( أعرف أننى أثقلت عليك بكثرة الطلبات، ولكن شهامتك تشجعني على أن أطلب منك ما لا أطلبه من غيرك )،إنه يحرجنى بذوقه، و يجعلني أنفذ ما يقوله و أنا متحمس جدا .

  • لا للحشر فى الزاوية

 كثيرا ما ينشأ عناد الطفل من حصرنا له فى الزاوية الضعيفة؛ فمثلاً: حين نطلب منه تنفيذ أمر من  الأمور بسرعة وبلهجة صارمة ودون أن نترك له أى خيار أو أى  بديل ودون أن نستشيره فيه.

إن هذا الأسلوب فى الخطاب ينطوى على الإهانة للطفل، ومن ثم فإن الرفض والعناد يكون أمراً متوقعاً.

إذن ما هو الأسلوب الجيد الذي أستطيع به أن أطلب من طفلي فعل شيء ما؟

الأسلوب الجيد هو ما كانت تتبعه إحدى الأمهات حين كانت تقول لابنها: بقى لذهابك إلى غرفة النوم عشر دقائق، وحين كانت تقول له: أتحب أن تأتينى بكذا  من البقالة الآن أو بعد العصر؟ وحين كانت تقول له : إذا تضايقت من طلب من طلباتى، فأرجو أن تعبر عن ذلك بصوت مسموع .

  • فضيلة التعليل

 استخدام شرح أسباب ما نطلبه يسهل على الطفل العنيد الاستجابة لنا حين نطلب منه شيئاً أو ننهاه عن فعل شئ. والحقيقة أن لتعليل كلامنا مع الأطفال فائدتين أساسيتين :

الأولى: حفظ كرامة الطفل ومراعاة مشاعره

حيث نرسل له خلال التعليل رسالة مفادها: إذا لم تقتنع بما أقوله لك، فقل لى رأيك، مما ينمى فى نفسه الشعور بالمسؤولية.

الثانية : تدعيم التفكير السببي لدى الطفل :

حيث إننا نربط له بين التوقف عن عملٍ ما وبين ما يترتب على الاستمرار فيه من أضرار.

مثلاً: نقول للطفل يكفى ما أكلتَه إلى الآن حتى لايزيد وزنك، أو حتى تنام بعمق.

الطفل العنيد ليس أزمة ولكن الأزمة الحقيقة قد تنشأ من سوء التعامل معه. ولتتعرفي علي مزيد من الأساليب التي تؤتي ثمارها مع الطفل العنيد اضغطي هنا

المراجع

  • عبدالكريم بكار : 2010 ، مشكلات الأطفال، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

مسترجع من :

https://www.daralsalam.com/ar/BookDetails/index?BookCode=11148&Type=1&currentPage=1&BookType=0&index=0&ReArrange=1&SearchTxt=%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84

 

 

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى