الطفولة المبكرةطفلك

أفكار لتخليص طفلك من الشعور بالدونية

إن من الثابت أن العقل يكتشف حقائق الوجود بالتدريج، والطفل يتعرف على ذاته أيضا بالتدريج.

 وفي هذا خبر سار جدا لكل المهتمين بمعالجة أبنائهم والارتقاء بهم.

إذ إن هذا يعني أن الطفل أشبه ثمرة ما زالت قيد الإنضاج، فهي تقبل الماء والملح والمنكهات.

ومن هنا فإن تغيير الظروف التي يعيش فيها الطفل أو تغيير الخطاب الذي نوجهه إليه سيساعده على إعادة اكتشاف ذاته وقدراته، وسيزيد من مقدار ثقته بنفسه.

و هذة أفكار لتخليص طفلك من الشعور بالدونية :

  1. التفكير المنطقي المتوازن:

إن الصورة التي يرسمها الطفل في مخيلته عن نفسه، تتكون من مجموعة من الأفكار والمعتقدات، وهو يلتقط هذه الأفكار والمعتقدات من أبويه وإخوته الكبار ومعلميه، وكل أولئك الذين يختلط بهم بكثرة.

 ويمكننا أن نبسط المفاهيم التالية للطفل لكي يقدر على استيعابها فتكون بالنسبة له مساعداً علي التخلص من الشعور بالدونية .

  • الاعتراف من الجميع بأن النقص ملازم لكافة البشر.

 وكم هو جميل أن يتحدث الأب عن المواد التي كان ضعيفا فيها حين كان طالباً، وأن تتحدث الأم عن الأمور التي أخفقت في تعلمها.

 إن مثل هذا الحديث يخفف عن الطفل ما يشعر به من ضغوط بسبب شعوره باختلافه عن غيره وضآلة إمكاناته.

  • لدى كل إنسان نقاط قوة ونقاط ضعف. 

 ومن ثم فإن من المهم للأبوين أن يتحسسا نقاط الضعف والقوة لدى أولادهم.

 فإذا كانت الفتاة تشعر بالدونية بسبب  ما لديها من قبح أو قصر في القامة – مثلا – فلترکز لها الأم على ما لديها من براعة في الرسم أو في اللباقة في الحديث أو سرعة البديهة.

 وقد قال أحد الطلاب الجامعيين:

 كنت أيام دراستي في المرحلة الابتدائية ضعيف الحفظ.

 وكنت أعاني معاناة شديدة في حفظ أي شيء، ولو كان سورة من قصار السور أو قصيدة مكونة من أربعة أبيات؛ ولهذا فإن والدي كان يرى أنني لا أصلح لمتابعة الدراسة، وعزم على إخراجي من المدرسة إذا انتهيت من المرحلة الابتدائية حتى أساعده في تجارته الرائجة والكبيرة.

 وسمع بذلك المعلم الذي كان يعلمني الحساب، فانزعج لذلك انزعاجا شديدا، وذهب إلى بيتنا، وقال لأبي: ابنك هذا أفضل طالب عندي في الحساب، وإنه سيكون في المستقبل مدرسا عظيما للرياضيات أو مهندسا مشهورا، وأما موضوع ضعفه في الحفظ، فاتركه علي، فأنا من سيعالجه. وقد أعطاني هذا المعلم العظيم من عنايته وتشجيعه ما رفع معنوياتي إلى الحد الأقصى.

 وأنا اليوم طالب في كلية الهندسة.

و أيضاً لا تنسي أن تزرعي في طفلك المفاهيم الآتية

  • ليس هناك شخص يثق بنفسه ثقة مطلقة في كل مجال وكل موقف وكل تجربة.

 فالإنسان يشعر تارة بالقوة وتارة بالضعف، وينجح في بعض الأمور، ويخفق في بعضها الآخر.

مناقشة ذلك الأمر في نطاق الأسرة يرفع من معنويات الطفل الذي يعاني من الشعور بالدونية.

حيث ينظر إلى بعض جوانب النقص في شخصيته وبعض المشاعر السلبية لديه على أنها شيء طبيعي.

 ما دام كل الناس يشعرون في بعض الأحيان بالإحباط، ويشعرون أنهم غير متأكدين من تمتعهم بالجدارة.

  • وضح للصغار أن النجاح الحقيقي لا يكمن دائما في تحقيق الأهداف وبلوغ الغايات فقط

أحياناً يحدث الشعور بالدونية نتيجة فعل الطفل لخطوات معينة لإتمام شيء أو الحصول على درجة معينة  وفي النهاية لا يحصل علي ما توقعه.

فنسعي أن نوضح للطفل أن قوتنا تظهرمن كوننا نبذل أقصى ما لدينا من جهد، وأن نعمل بطريقة صحيحة .

ثم نرضى بالنتيجة التي حصلنا هليها في النهاية أياً كانت لأننا متأكدين من بذلنا لكل ما استطعنا من جهد.

 فقد يكون الخير كل الخير في عدم حصولنا على بعض الأشياء التي نعتقد أنها مهمة بالنسبة إلينا.

و نذكر طفلنا وأنفسنا دائماً أن المحاولة المستمرة والمضي في الطريق الصحيح هما ركنا النجاح.

 أما النتائج فهي محكومة باعتبارات عديدة ولهذا فقد نصل إلى ما نرغب فيه، وقد لا نصل.

۲ – أطفالنا يحتاجون إلى حماية معتدلة:

وذلك لأن إهمالهم وعدم الوقوف إلى جانبهم يعادل في ضرره المبالغة في مساعدتهم.

 إن الطفل حتى يكتسب المزيد من الثقة بنفسه في حاجة إلى أن يجرب ويخاطر ويقاوم، وفي حاجة إلى أن يشعر بالتحدي.

 وإذا قمنا بحل كل المشكلات التي يواجهها نكون قد قررنا أن نبقیه طفلاً محدود المهارات والتجارب إلى أقصى وقت ممكن.

وهذا هو الذي يجعله يشعر بنقص الكفاءة، أما إهماله فقد يؤدي به إلى أن يرتكب الأخطاء الفاحشة أو يؤدي به إلى الشعور بالعجز عن تدبير أموره.

 الأسلوب الصحيح الذي ينبغي اتباعه في هذا الشأن هو: ترك الطفل يعالج مشكلاته بنفسه، ويستخدم كل الأساليب الممكنة في ذلك، وإذا احتاج إلى مساعدة قدمناها له.

يقول أحد الآباء:

كان عندي طفلان، لا يكبر أحدهما الآخر إلا بسنة ونصف، وقد كانت المشاجرات بينهما مستمرة، وقد اتبعت أسلوبا ناجحا في التعامل مع مشاجراتهما؛ فقد كنت حين أسمع صياحا أو يأتيني أحدهما شاكيا، أجمعهما، وأطلب منهما الهدوء التام، ثم أقول ليرني كل منكما ابتسامة صادقة وحلوة.

 وبعد ذلك أقول:

أولاً العثور على حل للخلاف الذي بينكما وأخبراني به.

 فإذا لم يتمكنا قلت لهما: ليأتيني كل منكما باقتراح للحل.

وسأعطي جائزة لصاحب الحل الأفضل، وقد كان الطفلان يقومان بهذا في معظم الأحيان؛ بل لاحظت شيئا جميلا، هو أن الواحد منهما صار يقترح حلا يحابي به أخاه من أجل الحصول على الجائزة.

 وبعد سنتين من هذا التدريب، صارت المشاجرات بينهما خفيفة جدا وقليلة، والآن وبعد أن أصبحا رجلين يقولان لي: قد خدعتنا خدعة ذكية سوف نطبقها مع أبنائنا!

بهذا نكون استعرضنا معكِ أفكار لتخليص طفلك من الشعور بالدونية.

ولمزيد من الأفكار اضغطي هنا

ولتتتعرفي علي أسباب شعور طفلك بالدونية اضغطي هنا

المراجع

  • معتوق، جمال. (2011). واقع الطفولة في الوطن العربي بين الإساءة والدونية. .
  •   مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/969440
  • عبدالكريم بكار : 2010 ، مشكلات الأطفال ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

 

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى