تربية طفلكطفلك

المشكلات النفسية لدى الأطفال

ما معني المشكلات النفسية ؟

هي الانحراف عن السلوك السوي حسب معايير الجماعة الذي تشكله الفئات ذات العمر الواحد. والتي تنصب آثارها إما إلى داخـل الفـرد كالانسحاب، أو خارجه كإيقاع الأذى بالآخرين مثل العدوان.

والحالة النفسية للطفل عموما مرهونة بالمناخ النفسي للأسرة ونوع التعامل بين الأب والأم من جهة، وبينهما وبين الطفل من جهة أخرى.

ما هي العوامل التي تساهم في تكوين المشكلات النفسية عند الأطفال :

  • سوء توجيه الطفل، وقلة خبرة الوالدين

 قد تكون العلاقة بين الوالدين طبيعية، إلا أن افتقارها إلى الدراية العملية بأصول التربية والتعامل مع الطفل قد يسيء إلى شخصيته ويضعفه،

ويجعله يعاني من الاضطراب النفسي ومن أشكال سوء التوجيه.

  • الإفراط في توجيه الطفل ومحاسبته على كل صغيرة وكبيرة والتدخل في حياته.

  • مطالبة الطفل بإنجازات أعلى من درجة مهاراته وقدراته العقلية.

  •  الخضوع المستمر لرغبات الطفل

 الذي يظن الوالدان أنه دليل المحبة. وتعويد الطفل على تلبية رغباته. وجعله يتمادى في طلباته .

  • الاهتمام الزائد بجسم الطفل ووظائفه وأمراضه

 مما يجعل الطفل كثير الشكوى المرضية.

  • تحمل الطفل مسئوليات فوق طاقاته

 وإرهاقه بمسئوليات تسبب له إحساسا بالكراهية والعداء. بسبب عدم قدرته على إشباع رغبته في اللعب مع أطفال ينتمون إلى ذات عمره .

  • الإهمال الشديد من قبل الوالدين بالطفل

 وانشغالهم بالوظائف والأعمال؛ مما يجعله غير سعيد ويميل إلى الانزواء وحب الوحدة دائما.

لذا فإن التغلب على الاضطراب النفسي يكون من خلال التصرفات الموضوعية وغير المتطرفة. بحيث يستطيع الطفل العيش باطمئنان. من خلال الاحترام المتبادل، وتعرف حاجات الطفل، وتلبيتها بشكل معقول.

بعض المشكلات النفسية وكيفية التعامل السوي معها من قبل الوالدين

  • الحرمان:

 ويقصد به حالة عدم إشباع الحاجة أو الرغبة، سواء كانت تلك الحاجة جسمية أم عقلية أم عاطفية. ويترتب على عدم تحقق الحاجة إضرار بشخصية الطفل ومستقبل حياته كفرد في المجتمع.

إن أسباب الحرمان من إشباع الحاجات الجسمية قد تكون اقتصادية. كالفقر وعدم قدرة الأسرة على تهيئة الغذاء الجيد للطفل، أو قد تكون أسبابا ثقافية. أي جهل الأسرة بنوعية الغذاء الذي يفيد في بناء جسم الطفل.

أما الحرمان الفعلي فيتمثل في حرمان الطفل من إشباع حاجاته إلى الخبرة والكشف عن المحيط. ويكون سببه جهل الوالدين أو نقص الخبرات في البيئة التي يعيش فيها الطفل.

وبالنسبة إلى الحرمان العاطفي فيتمثل في عدم إشباع حاجته من عاطفة الحب. فيجب سعي الوالدين لإشباع ذلك الاحتياج عند أطفالهم. لأن الأطفال بحاجة إلى أن يشعروا أن هناك من يمنحهم العطف .

  • الغيرة

حالة انفعالية تتصف بالأسى الممزوج بالغضب؛ بسبب شعور الطفل بفقدان المركز العاطفي الذي يتمتع به، كحلول طفل محله. أو بسبب حرمانه من شيء يمتلكه غيره. ويتمنى لو كان عنده، بها جميع الأطفال،

وهي حالة طبيعية يمر بها جميع الأطفال. لكنها تصبح خطيرة لو تركت آثار سلبية في نفس الطفل الغيور.

< كيف أقــلل مشــاعر الغيــرة بين الأبنــاء؟

1- العدل والمساواة بين الأبناء،

وهما السبب الأول والأخير والأهم لحل مشكلة الغيرة. فالعدل بين الأبناء في كل النواحي المادية والمعنوية هو المطلوب لوأد مشاعر الغيرة بين الإخوة. فلا تظهر الحب والحنان لطفل دون آخر. حتى وإن كان بحاجة لمعاناته من مرض ما، أو إعاقة ما، أو مشكلة نفسية أو جسدية.. وكذلك لا تفرق في المعاملة أو العطايا.. إلا إذا أوضحت لهم سبب هذا الاهتمام وأقنعتهم به.

فلابد من إشعار كل ابن بالحب والحنان والتكريم والاحترام والمكانة، في الأسرة وفي قلب الوالدين. وذلك يكون قولا وعملا. خصوصا للابن الذي يعاني من اضطرابات سلوكية أو عصبية زائدة، أو من توتر وحالة نفسية..

وتذكر كيف توهّم إخوة يوسف عليه السلام أن أباهم قد أحب يوسف عليه السلام أكثر منهم. فآذوه، وحاولوا التخلص منه برميه في بئر عميقة مظلمة

{إِذْ قَالُوا لَيُوسُف وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} (يوسف:8)، فاحذر من تصرفاتك ومشاعرك غير المتساوية.

2- وزع المهام والمسؤوليات بين أبنائك

شارك أبناءك جميعهم بعض المهام والمسؤوليات التي تشعرهم بالحب والاهتمام والألفة، وتزيد من ثقتهم بأنفسهم، وتدعم مسيرتهم في الحياة. فلا تجعل تلك المسؤوليات ملقاة على عاتق بعض الأبناء، دون الآخرين. بحجة أن هذا قادر وهذا غير قادر. أو هذا الكبير وهذا الصغير. وإلا فستكون أنت من يسبب التفرقة والغيرة بين أبنائك.

3- هيئ أبناءك لقدوم مولود جديد

لا تعط كل الحب للطفل الصغير، وتهمل الكبير. فهيئ الأخ الأكبر لتقبل قدوم المولود الجديد. وعلمه كيف يحبه. فمثلا عندما تشتري للمولود الجديد بعض الملابس، اشتر أيضا للإخوة الأكبر. لأنهم لابد أن يفسروا ما تفعله للصغير بأنك تحبه أكثر منهم. فيشعرون أن المولود الجديد قد أخذ مكانهم من حبكما واهتمامكما. فيحاول بعضهم إيذاءه أو إهماله وإنكار وجوده، كما فعل إخوة يوسف به.

4-استمع لأبنائك كلهم

استمع لجميع أبنائك ولآرائهم ومشاكلهم وأفكارهم.ط،خصوصا المراهقين منهم. ولا تجعل استماعك مقتصرا على واحد منهم دون الآخرين. واحترم آراءهم، لأن الاستماع إليهم يزيد من ثقتهم بحبك لهم،

ويقلل مشاعر الغيرة والحسد بين الإخوة، خصوصا إن كنت تفعل ذلك مع جميع أبنائك ،وبجلسات تحاورية.

أما إن كنت تستمع إلى بعضهم وتحترم مثلا آراء الكبير،دون الصغير. فإنك تؤجج مشاعر الغيرة والغيظ لديهم، فتكون أنت، أيها الوالد أو الوالدة، سببا للتفرقة بين أبنائك، وكراهية بعضهم لبعض!

5- ازرع الثقة والمحبة فيما بين أبنائك

تقع على الوالدين مسؤولية زرع المحبة المتبادلة بين الإخوة في البيت.

فذكر ابنك دوما أن هذا أخوك، وهو جزء منك، وأنه يحبك، وأنك تحبهم بالمقدار نفسه.. وعلمه أن لدى إخوته مواهب معينة، كما أن لديه مواهب مختلفة.

وأن عليه تحسين نفسه وتطوير مواهبه ومظهره وإنتاجه… مع تركيز الوالدين على تنمية موهبة كل ابن على حدة؛ لزرع الثقة بنفسه وبقدراته، فتتطور بدلا من أن تضمحل وتتلاشى، بمرور الزمن.

6- لا تقارن أبداً بين أبنائك

إن المقارنة بين الأبناء سبب رئيسي للغيرة، فلا تقارن أبداً بين ابنك وآخر أمام إخوته، ولا أمام الآخرين، ولا حتى في نفسك. لأن لكل ابن مواهبه وقدراته وطاقاته وميوله وأهدافه في الحياة. فالمقارنة بين الأبناء هي من أكثر الأسباب المحبطة التي تثير مشاعر الغيرة والحقد الدائم.

فلا تقل: «ابني فلان أكثر ذكاء من الآخر، أو متى ستصبح مثل أخيك؟ أو أنت لا تتقن شيئا..وانظر إلى أخيك وتعلم منه…» فهذه عبارات تقريع قاتلة للمواهب والقدرات ومشاعر الحب بين الإخوة.

.بل بالعكس ازرع الثقة النفسية في أبنائك بمدح كل واحد منهم على ميزاته وقدراته ومواهبه، واتق الله في رعاية أبنائك.

ولتتعرفي علي ما يحتاجه طفلك في مرحلة الطفولة المبكرة اضغطي هنا

المراجع

  • سامي صالح، سامي ورمضان، سلوى (2007). المشكلات النفسية التي يعاني منها الأطفال بالمدارس الابتدائية، القاهرة: دار النهضة العربية، ص 83.
  • http://alwaei.gov.kw/Site/Pages/ChildDetails.aspx?PageId=542&Vol=596
  • سلمان، إلهام. (2001). بعض المشكلات النفسية لدى الأطفال. مجلة خطوة: المجلس العربي للطفولة والتنمية، ع 12 ، 4 – 6. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/86249
اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى