العدوانية .. كيف نتعامل معها ؟ (2)

تمثل العدوانية قطاع كبير من المشكلات في مرحلة الطفولة المبكرة، وكنا قد تحدثنا في المقال السابق عن العدوانية و صفات الطفل العدواني و كيف أن دورالبيئة الأسرية الآمنة مهم للغاية في التقليل من السلوك العدواني عند الأطفال

و في هذا المقال نتحدث عن المزيد من الوسائل التي تساهم في التقليل من العدوانية عند طفلك فتابعي معنا .

 الوسائل التي تساعد الأهل في مكافحة العدوانية

وذلك بعد توفير البيئة الأسرية الآمنة الذي قد سبق أن ذكرناه:

1– تعزيز السلوك السلمي كوسيلة لعلاج العدوانية :

 حيث أن للمكافأة دائما دور مهم في تحفيز الطفل علي فعل ما نريد منه أن يفعله. والتوقف عما نريد منه أن يتوقف عنه.

أحد الآباء كان يقول لابنه المعروف بعدوانيته : قم والعب مع ابن عمك، وإذا استطعتما الاستمرار في اللعب عشرين دقيقه بدون صراخ أو شجار؛ فسوف أعطي كل واحد منكما بطاقة للذهاب إلي مكان للألعاب.

أب أخر كان يقول لابنه : كل يوم يمضي دون أن تشكو منك والدتك، فإني سأعطيك نجمة وحين يصير لديك خمسون نجمه في مئة يوم فسوف أشتري لك دراجة. وقد نجح في ذلك. حيث صار دائم المحاولة للحصول علي المزيد من النجوم وخلال ستة أشهر صار الطفل شخصا مختلفا.

لذا، من المهم أن يلاحظ الأبوان  بعض السلوكيات الايجابية والهادئة لطفلهما العدواني ( وإن كانت قليلة ) ليقدما له الثناء والتشجيع والمكافأة .

3– التجاهل كوسيلة لعلاج العدوانية :

 يعتبر التغاضي والتجاهل من الأسباب الجيدة في التعامل مع الصغار والكبار. وفي حالة الطفل العدواني فإن تجاهل تصرفات العدوانية يساعد علي تقليلها، وذلك لأن الطفل قد يعتدي علي غيره بهدف لفت الأنظار إليه وإرسال رسالة بأنه قوي ويستحق نوعا من المعاملة الخاصة.

ومع التجاهل يستحسن أن نهتم بالطفل الذي وقع عليه العدوان ونواسيه، إذ أن هذا يجعل الطفل العدواني يدرك الميزة التي يحصل عليها الطفل المعتدي عليه.

 4- تدريب الطفل علي التعبير عن حاجاته كوسيلة لعلاج العدوانية

فكثيرا ما يعتدي الطفل علي غيره لأنه لم يتلق أي تدريب علي التعبير عن ذاته وحقوقه وحاجاته. وذلك لأن الآباء المشغولين جدا لا يجدون أي وقت لتعليم أبنائهم استخدام اللسان عوضا عن استخدام اليد في التعامل مع الأخرين !
أحد الآباء كان يعمل مدرساً وكان شديد الاهتمام بأن يربي أبناء أسوياء بما تعنيه الكلمة. وقد كان يعتمد في ذلك علي الحوار والتواصل مع أولاده وكان يقول: كنت دائما أحاول أن أدرب أولادي علي التعبير عما يريدون بشكل واضح وأنيق.

فهذا يجعل ثقتهم بأنفسهم أكبر،  ويقلل من السلوك العدواني في علاقتهم مع غيرهم،  وحين سُئل عن كيفية فعله لذلك ؟

قال : أنا مثلا كثيرا ما أقول لأولادي : على صاحب الحق أن يطالب بحقه،  ولكن بأسلوب مهذب. وإن الشخص القوي هو الذي يعرف حدوده فلا يتعداها،  ويحاول ألا يخطئ مع الأخرين حتي لا يضَطر إلي الاعتذار. وحتي لا ترتسم في أذهان الناس صورة سلبية عنه .

إذا أخذ أحد الأطفال قلمك أو كتابك أو أي شئ من ممتلكاتك،  فقل له بهدوء مع عزيمة واضحة : إن هذا لي وليس من حقك أن تأخذه من غير إذني،  وأنا الآن أشعر بالغضب لذلك،  وعليك أن ترجعه حالا، إنك حين تقول ذلك وتكرره تشعر بالثقه بالنفس،  وتشعر أنك تتحدث بشئ منطقي،  ومن المتوقع أن يقف كل الناس إلي جانبك.

وإذا رفض الطفل أن يعيد ما أخذه فيمكن أن تشكوه للمعلم أو مدير المدرسة أو تشكوه إلي والده. المهم ألا تفرط بحقك،  وألا تشعر أن من  السهل الاعتداء عليك. كما أن من المهم يابني ألا تشتم ولا تسب ولا تضرب.

و أضيف علي كلام هذا الأب: إن الناس في الغالب لا يعرفون ما يزعجنا ، ولا يعرفون دائما متي نشعر بالمهانة. ومن ثم فإن علينا أن نوضح لهم ذلك حتي لا نتسبب في الضيق لأنفسنا، وحتي لا تسوء العلاقة بيننا وبينهم.

5- تنمية روح التسامح

 

إن اللطف في الكلام والكرم في العفو والصفح أمور يمكن للطفل أن يتعلمها من أهله ومعلميه. والفطرة التي فطرنا الله عليها تحثنا علي علي التعاطف مع الناس  فلو بكيت أمام طفل صغير عمره سنة ونصف فإنه يحاول التخفيف والتسرية عنك. وكثيرا ما يلجأ إلي التعبير عن ألمه من رؤية متألم من خلال البكاء.

 ومع الأيام ومن خلال معاركة ظروف الحياة ورؤية أشكال من القسوة في الحياة اليومية يتراجع لديه ذلك التعاطف الحار.

 وإن من مهامنا التربوية أن نعمل علي إبقاء شئ منه علي قدر الإمكان ولعل مما يساعد علي ذلك الآتي:

إن في إمكاننا أن نجعل من تدريب الطفل علي الرفق بالحيوانات والعناية بها تدريبَا علي رحمة الإنسان والتسامح معه ومساعدته.

المراجع:

 مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/458928

مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/488819

Exit mobile version