الصديق الخيالي لطفلي…..هل هي ظاهرة طبيعية أم غير مقبولة؟
الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصديق الخيالي
الصديق الخيالي ظاهرة تنتشر كثيراً بين الأطفال. خاصة في عمر قبل دخول المدرسة. تجد الأم طفلها يطلب كمية طعام زيادة ليشاركها مع شخص غير موجود. أو أن يتحدث معه، وهناك البعض منهم يحدد له مكان للجلوس غير مسموح لأي شخص الجلوس فيه.
هذه الظاهرة كثيراً ما تلاحظها الأمهات على أطفالها. البعض منهن يشعر بالخوف على أطفالهن. والبعض الأخر يتجاهل ويقول أنها ظاهرة طبيعية.
هذه المقالة سوف توضح لكِ كيف يمكنك التعامل مع هذا الصديق الوهمي لطفلك. ومتى يجب أن تشعر الأم بالقلق وتلجأ إلى الخبراء.
فائدة الصديق الخيالي لطفلي
نعم عزيزتي فإن الكثير من الأبحاث والدراسات التي تمت مؤخراً. أثبتت أن وجود صديق وهمي للطفل قد يعود عليه بفوائد كبيرة. بل إنها وسيلة تجعل الطفل يواجه مشاكله بنفسه -خاصة النفسية منها – والتي لا يستطيع أن يُعبر عنها ولا يعرف الآباء والأمهات بها.
الصديق الخيالي للطفل هو مساعد جيد للطفل الذي يعاني من الصدمات في حياته. وقد تكون سبب هذه الصدمات فقدان شخص مرتبط به من أفراد العائلة، أو بسبب البعد عن أصدقاءه الذين يحبهم.
وللأسف الكثير من الصدمات ِالتي يواجها الأطفال في الوقت الحالي تكون بسبب مشاكل بين الأب والأم تحدث أمام الطفل نفسه.
يلجا الطفل إلى الصديق الخيالي ليكون رفيق له خاصة في أوقات الصدمة. وكذلك هو تدريب لهم على التعامل مع الناس عموماً خارج المنزل. فعندما تجدين طفلك يتحدث لشخص وهمي غير موجود انصتِ جيداً لما يقول حتى تعرفين ما يعاني منه طفلك ولا يستطيع البوح به.
التعامل الصحيح مع الصديق الخيالي لطفلك
في حالة أنك وجدتي طفلك لديه صديق وهمي فإنها فرصة جيدة لكِ للتقرب لطفلك أكثر أو إكسابه عادات غذائية وصحية جيدة. وعليكِ الحذر جيداً من إنكار وجوده أمام طفلك. خاصة إذا مر الطفل بظروف نفسية صعبة أو عايش مشاكل اجتماعية في سن صغيرة.
الأمهات الذكية هي من تستغل هذه الظاهرة في تعويد الطفل على عادات صحية.مثلاً إذا رفض الطفل تناول طعام معين أو لم يُقبل من الأساس على أن يتناول أي وجبة، تقوم الأم بعرضها على صديقه الخيالي وتُظهر لطفلها ذلك.
إذاً ماهو التعامل الأمثل
يمكنك التحدث مع صغيرك بقول “ما رأيك ان نعرض الطعام على صديقك؟” من المرجح بنسبة كبيرة أن الطفل في هذه الحالة سوف يغير رأيه ويتناول طعامه. كما يمكنك بالطبع وضع طعام مخصص للصديق الخيالي وتحديد مكان له على طاولة الطعام.
بالإضافة إلى أنه إذا سمعتِ طفلك يتحدث إلى صديقه الخيالي، انصتِ له جيداً ولا تقاطعي الحديث. الطفل يتحدث مع الصديق الخيالي بكل ما بداخله وعلى طبيعته دون قيود أو خوف من رد فعل.
فهي فرصة حتى تتعرفي مما يعاني طفلك وما يحب وما يُفضل.
كذلك يمكنك معرفة المشاكل التي يعاني منها، أو أحداث واجهها خارج المنزل ولم يُخبرك بها. كما أنه يمكنك طرح أسئلة حول ما يُفضله الصديق الخيالي من طعام أو ألعاب أو أماكن معينة. فقد تكون هي الأشياء المفضلة لطفلك ايضاً.
متى سوف يصبح الصديق الخيالي خطر على طفلي
الصديق الوهمي أو الخيالي مثله مثل فيلم كرتوني يشاهده الطفل، بمعنى أنه يأخذ وقت محدد من يومه. خاصة أولئك الأطفال الذين لديهم أخوة أو أقارب أو أصدقاء يقضون معهم معظم الوقت. بالتالي هو ليس بحاجة إلى صديق خيالي.
معظم الأطفال تنتهي لديهم ظاهرة الصديق الخيالي مع الانتهاء من المرحلة الابتدائية وبداية الدخول لمرحلة المراهقة.
بالرغم من ذلك صدرت دراسة عام 2010 أثبتت أن المراهقين الذين استمر معهم صديقهم الخيالي لديهم قدرة أكبر من غيرهم على التأقلم والتكيف مع الظروف المعيشية والاجتماعية المختلفة.
أما إنذار الخطر يجب ان يدق لدى الأم وتلجأ للمتخصصين النفسيين عندما يكون الصديق الخيالي هو الشغل الشاغل للطفل. يقضي يومه كله معه ويرفض أن يتعامل مع أشخاص حقيقين ممن حوله.
لا يستطيع أن يفصل بين الحقيقة والخيال ويقوم بأفعال بناءً على خياله مع الصديق الخيالي قد يكون فيها خطورة على حياته.
غالباً هذه الحالات تعاني من أمراض عقلية أو نفسية يجب أن ننتبه لها ونهتم بعلاجها قبل ان يزداد الأمر سوءاً.
في النهاية عزيزتي الأم ، طفلك في سنوات عمره الأولى في أشد الحاجة لمهارات اجتماعية كثيرة. يكتسبها عند التعامل مع الآخرين، سواء كانوا أحد أفراد العائلة أو الجيران أو الأصدقاء.
فإن لم تسنح لكِ الفرصة التواجد الدائم مع طفلك اخلقي له بيئة اجتماعية مناسبة مثل دور الحضانة او النادي والتي سوف تجعله ينخرط في المجتمع بسهولة. وتعاملي بصورة طبيعية مع صديقه الخيالي المؤقت.
