لا شك أن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون اهتماماً كبيراً من عائلتهم، كما أن مباديء التعامل معهم قد تختلف كثيراً عن مباديء التعامل مع الطفل العادي، وسنستكمل معكِ اليوم ما بدأناه في المقال السابق حول مباديء التعامل الناجح مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
8- الانتباه والتركيز
يعتبر الفوز بانتباه الطفل مهم جدا، وذلك بالتخفيف من المثيرات المشتتة، حيث إن من خصائص الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ضعف الانتباه والتركيز، لذلك فكل طالب منهم بحاجة إلى تدريب فردي مع استخدام وسائل تعليمية بصرية وسمعية لزيادة الانتباه لديه.
وهناك بعض الإرشادات للأب والأم للاستحواذ على انتباه الابن، وهي كالتالي :
- يجب استعمال مثيرات لها ثلاثة أبعاد صوت وضوء وحركة.
- يجب تقديم المادة التعليمية له في تتابع منظم من السهل إلى الصعب.
- تقديم التعزيز الإيجابي المناسب.
- تنبيه الطفل للمهام المراد تعليمها .
9- الاختيار الوقت المناسب
لا ينبغي ممارسة أساليب الضغط والإجبار، خصوصا في الظروف غير المناسبة أو الأوقات التي لا يكون الطفل فيها مهيأ نفسياً، وهذا يعتبر عنصرا مهما لاستجابة الطفل وإنجاز ما يُطلب منه .
10-تحديد مستوى الإتقان
يجب تحديد مستوى إتقان للطفل للمهارات المطلوبة منه. لأنه بدون معرفة مستوی أدائه قد نطلب منه تأدية مهارات لا يستطيع تأديتها. وذلك أمر محبط، وفي نفس الوقت قد تطلب منه تأدية مهارات يتقنها جيدا، وذلك أمر ممل .
11-التعديل السلوكي
لكل من المدرسة والمنزل دور مهم في تعديل السلوك للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتقبلهم للنشاطات المختلفة، وزيادة قدرتهم وحسن استقبالهم للأمور، وتكيفهم مع إعاقتهم وتقبلهم لهم مهما كانت درجة هذه الإعاقة، وينبغي على المحيطين بهم أن يقوموا بتدريبهم وتعليمهم الأوضاع الصحيحة للأنشطة اليومية المختلفة عن طريق الآتي:
- التصحيح الفوري للخطأ.
- التحدث معهم وشرح الأشياء التي يجب أن يفعلوها ببساطة ووضوح.
- أن يشجعوهم على ترديد وفعل ما يُطلب منهم وإنجازه بالطريقة الصحيحة والاستجابة المناسبة مع وجود الحافز المناسب.
12- معرفة الصواب والخطأ
يجب أن نضع في الاعتبار أن طلبات الطفل ورغباته لا يجب أن يتم تقبلها كما هي مهما كانت خاطئة أو منافية لقواعد الآداب أو التربية الصحيحة كنوع من الشفقة عليه أو الإحساس بالذنب تجاهه أو الترفق بحالته. مما قد يؤدي للوقوع في الخطأ الأكبر الذي لا نحمد عقباه، بل يجب أن نعامل الطفل بتعقل وتفهم لحالته وطبيعته والتمسك بكل ما هو صحيح. كما يجب الحرص على تعديل سلوك الطفل ليعرف السلوك الصحيح ويتشجع عليه بالحوافز.
13-حالة الأم أو الأب النفسية
يجب أن تتمتع الأم وكذلك الأب عند تعاملهم مع طفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة بالآتي:
- الهدوء والصبر.
- التوازن النفسي.
- أن يكونا قدوة للطفل.
- أن يراعيا تطور حالة الطفل والتقدم التدريجي له مع البعد تماماً عن الاحساس بالشفقة عليه.
14-الانطلاق من المألوف
الترسيخ وتثبيت المعلومات لدى الطفل المعاق ذهنيا ينبغي الانطلاق من الأشياء المألوفة لديه فإذا أردنا مثلا تعليمه اللون الأخضر، يمكن أن نقول له ورق الشجر لونه أخضر والخيار لونه أخضر. اللون الأحمر هو لون الطماطم . وهذه سيارة حمراء وهذا فستان أحمر.
15-التركيز على النواحي العملية للمواد المدرسية
إن قدرة ذوي الإعاقة العقلية مثلا على الاستفادة من المواد المدرسية التقليدية تبقى الحد من الدروس الرامية إلى تنمية الثقافة العامة والتحكم في قواعد اللغة مثلا ( النحو والصرف). والتركيز على النواحي العملية للتعليم المرتبطة بالتفاعل الاجتماعي مع الآخرين. مثل كتابة كارت معايدة في عبارة قصيرة، أو القيام بالعمليات الحسابية الهامة في الحياة اليومية. مثل الجمع البسيط والطرح البسيط المستخدم في عمليات البيع والشراء.
16- التأكيد على جوانب القوة أكثر من جوانب الضعف
ينبغي أن يشعر الطفل المعاق دوما بالإيجابية. وذلك من خلال التأكيد على جوانب القوة أكثر من التأكيد على جوانب الضعف. وينبغي أن تذكر الطفل بالعمل قبل حدوثه، ولیس بعد اتمامه، وبذلك يُخرج الطفل أفضل ما عنده، ويشعر بالفخر والنجاح، أما عن نقاط الضعف فهي موجودة. وفي حالة التأكيد عليها وإظهارها بصورة كبيرة تجعل الطفل المعاق ييأس من قدراته. أما في حالة تجاهلها وإظهار نقاط القوة والتشجيع من خلالهما فإن نقاط الضعف تتلاشى وتصبح قوية بعد فترة .
17- الدمج مع الأسوياء
يجب تحقيق هذا الهدف بقدر المستطاع لأنه مهم. فلا يستطيع الفرد أن يعيش بدون المجتمع مهما كانت الظروف، فلا ينبغي عزل الطفل ذي الاحتياجات الخاصة عن المجتمع بصورة أو بأخرى إلا إذا تعذر ذلك لأسباب تتصل بنوع درجة الإعاقة، وبذلك يعيش قدر المستطاع في ظروف الأسوياء، ومن ثم يساعد ذلك على الانخراط في المجتمع وأفضل مرحلة سنية لمرحلة الدمج للأطفال المعاقين وللأطفال العاديين هي المرحلة العمرية المبكرة. وبذلك يساعد على تجنب أي اتجاهات سالبة من كلا الطرفين، ويعتبر من أهم فوائد الدمج هو الدمج النفسي وليس الدمج الجسمي فقط.
المراجع :
أسامة أحمد. (2003). 3 مبدأ حول كيفية التعامل الناجح مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.