صحة طفلكطفلك

الإمساك النفسي لدى الأطفال: أعراضه وكيفية التعامل معه

الإمساك النفسي لدى الأطفال من المصطلحات التي يتعامل معها الكثير من الأمهات بطريقة خاطئة. غالباً ما تجدين طفلك يشكو من ألآم في المعدة وبعد الفحص والتحليل لا يستطيع الطبيب تحديد السبب. مما قد يسبب مشاكل أخرى نتيجة عدم القدرة على تحديد السبب وبالتالي وصف العلاج الصحيح.

نعم عزيزتي الأم فالكثير من الأمراض التي يعاني منها أطفالنا لا يشترط أن يكون لها سبب عضوي. ولكن للأسف أغلبها تكون بسبب نفسي. من أهم هذه الأمراض الإمساك النفسي، والذي يظهر في إمساك يحدث للطفل دون وجود أسباب عضوية واضحة.

من خلال هذه المقالة سوف نشرح لكِ مفهوم الإمساك النفسي لدى الأطفال، وماهي أسبابه. وكذلك الطريقة الصحيحة للتعامل معه بشكل يمنع السبب وبالتالي يمنع المرض.

ما هو الإمساك النفسي؟

الإمساك النفسي هو عدم قدرة الإنسان على الإخراج بشكل طبيعي بسبب تعرض الشخص لضغط نفسي، أدى إلى اضطراب في الجهاز العصبي وبالتالي يتسبب في مشاكل للأمعاء. الغريب في الأمر أن أكثر من يعاني من هذا المرض هم فئة الأطفال.

ولكن أبشري عزيزتي الأم فالأمر سهل العلاج بمجرد التعرف على الأسباب. لذلك سوف نعرض لكِ أسباب الإمساك النفسي حتى تتمكنين من متابعة طفلك والتوصل للسبب الذي أدى لهذه المعاناة.

أسباب الإمساك النفسي

وجد الباحثون أن السبب وراء حدوث إمساك نفسي لدى الطفل يكمن في البيئة التي تحيط به. بمعنى أن من يتسبب في الإمساك النفسي هي ردود أفعال الآباء والأمهات التي قد لا يشعر بها ولي الأمر أنها من الممكن أن تترك هذا الأثر النفسي على الطفل.

إليكٍ أهم الأسباب خاصة في الفترة الأولى من عمر طفلك

  • انتقال الطفل من مرحلة التبول في الحفاض إلى الدخول للحمام أو ما نطلق عليه “البوتي تريننج” 

بالطبع هي مرحلة صعبة على جميع الأمهات، حيث تعاني فيها الكثير من الصعوبات والتحديات. من الاضطرار للتنظيف الدائم سواء للملابس أو للمكان نفسه، بالإضافة للكلام والتعليقات التي تسمعها من المحيطين بها.

ولكن هنا يجب أن يكون لدينا وقفة، فالطفل نفسه أثناء هذه المرحلة يمر بفترة صعبة جداً. فالتغير المفاجئ للطفل من أنه كان يتبول بشكل عادي في أي وقت وفي أي مكان. أصبح مطالب بالتحكم في نفسه حتى يدخل الحمام، بالإضافة لقلقه الدائم والخوف من العقاب.

هذه المرحلة حساسة جداً ويجب الانتباه فيها جيداً لنفسية الطفل قبل النظر لنجاحه في التحكم بنفسه أو في حكم الآخرين عليه. فالكثير من الأطفال برغم نجاحهم في تخطي المرحلة والتخلي عن الحفاض، لا يزالون يعانون من الأثر النفسي لها وقد يكون سبب رئيسي في حدوث الإمساك النفسي لدى بعضهم.

  • التعامل العنيف مع الأطفال في مرحلة خلع الحفاض “البوتي تريننج”

بعض الأهالي للأسف الشديد تلجأ لتعنيف الطفل ولومه إذا لم يستطع التحكم في التبول أو التبرز. والتعنيف هنا لا يعني فقط الضرب، ولكن طريقة تعليمه، وعدم الصبر عليه، واللوم المستمر له، وايضاً الحديث أمام الغير عن عدم نجاحه في هذه المرحلة.

كل هذه صور لأشكال العنف في مرحلة خلع الحفاض “البوتي تريننج”. يجب أن تكون الأم أكثر صبراً وأقرب لطفلها في هذه المرحلة. وأن تعرف جيداً أنه لا يفعل ذلك متعمداً ولكنها قدرته، والموضوع مجرد تعود.

كما أن مقارنته بغيره من الأطفال من الأمور السيئة جداً التي يجب أن تحرص الأم على البعد عنها. فذلك يترك أثر نفسي كبير في الطفل وتأثر ثقته بنفسه وهو في سن صغيرة، مما قد يتسبب في مشاكل نفسية عندما يكبر.

نعم إن الطفل في هذه المرحلة بالرغم من كونه لا يستطيع التحدث بطريقة واضحة، إلا أن هناك الكثير من المشكلات النفسية التي يعاني منها قد لا يعرفها هو شخصياً وتحدث من الأم دون قصد.

  • الشجار العائلي والأجواء المليئة بالضغوطات العصبية

الكثير من الأهالي يغفلون عن أهمية عدم الشجار أمام الأطفال. فمجرد وجود الطفل ومشاهدته لشجارات بين الأم والأب أو حتى بين أفراد العائلة، يعرضه بسهولة لضغط نفسي يظهر في كثير من الأحيان في صورة مرض قد لا يكون له أسباب عضوية.

كذلك تعرض الطفل لعنف بدني قد يؤدي به لألم نفسي رهيب قد ينتج عنه الإمساك النفسي كأحد نتائج العنف. فإذا كان طفلك يشكو من الإمساك المزمن والتحاليل والأشعة أثبتت عدم وجود سبب عضوي، عليكِ بالبحث عن نفسية طفلك.

  • خوف الطفل من الألم

إذا حدث للطفل ألم سابق في منطقة الشرج بسبب وجود شرخ أو إصابة سابقة بالإمساك، فإن ذلك من الممكن أن يكون أحد أهم أسباب الإمساك النفسي. لأنه في هذه الحالة يدرك الطفل ان الألم بسبب دخوله للحمام وبالتالي يمنع نفسه منه مما يصيبه بالإمساك.

وهنا يكون السبب النفسي للإمساك هو الخوف من الألم.

طرق علاج الإمساك النفسي

إذا عُرف السبب بطل العجب” هذه مقولة قديمة تحل كل مشكلة تصادفنا. فغالباً عن معرفة سبب الإمساك النفسي، فإنه من السهل ان نجد علاج له. ولكن يجب الانتباه أنه تم استبعاد أي سبب عضوي. أي أنه يجب على الأم أن تقوم بكل التحاليل والأشعة حتى تتأكد أن سبب الإمساك نفسي وليس نتيجة خلل في الجهاز العصبي أو الهضمي.

بعد التعرف على أسباب الإمساك النفسي، إليكِ أفضل طرق لعلاجه والتعامل معه بشكل صحيح.

  • بداية التدريب على الجلوس على المرحاض

    يكون التعامل مع الطفل ببساطة شديدة. بمعنى أخر أخبري طفلك أن يسترخي أثناء التبرز أو التبول. وفي البداية يدخل الطفل المرحاض من 3 إلى 5 مرات، على أن تكون فترة جلوسه في البداية نصف دقيقة وتزيد بالتدريج حتى تصل ل 5 دقائق كحد أقصى.

  • التمهيد لمرحلة خلع الحفاض

قبل تنفيذها بفترة يومين أو ثلاثة. لذلك يُنصح بأن يكون قد تخطى الطفل عمر العامين حتى يكون واعٍ ومدرك لما تقوله الأم. مع الحرص على البعد عن اللوم أو التوبيخ إذا تبرز الطفل على نفسه أثناء فترة التدريب.

ولكن من الأفضل أن نُظهر ان هذه العادة سيئة لا يجب أن يتحلى بها طفل ماهر مثله. ويمكن أن تلجأِ لحكايات من الخيال بطلها هو طفلك وكيف أنه يصبح بطل خارق لأنه نجح في التبرز والتبول في المرحاض وتخلى عن الحفاض.

  • تذكير الطفل بشكل دائم بأن يدخل الحمام

لأن الطفل يقضي معظم الوقت في اللعب فقد لا يتذكر دخول الحمام ويتبرز أو يتبول على نفسه. ولكن تذكرة الطفل المستمرة الهادئة تساعد كثيراً في تخطي مرحلة خلع الحفاض بهدوء دون التعرض لأي ضغط نفسي.

  • الحرص الدائم على أن يجلس الطفل على المرحاض عقب كل وجبة

ولكن يجب أن تتم هذه الطريقة بهدوء دون عنف أو عصبية، وفي حالة لم يقم الطفل بالتبرز يمكنه الخروج ثم العودة مرة أخرى بعد دقائق. حتى لا يشعر الطفل بثقل المهمة ويتحول الأمر لرفض نفسي وبالتالي إصابته بالإمساك النفسي.

  • النظام الغذائي

للطفل الذي يعاني من الإمساك يجب أن يكون صحي، وبعيد عن أي مواد حافظة. كما يجب أن يحتوي على مصدر الألياف مثل الفواكه والخضروات الورقية التي تساعد في تسهيل التبرز.

  • شرب كميات وفيرة من الماء

والحرص على أن تكون عادة صحية دون انتظار الشعور بالعطش. ويمكنك تعويد طفلك عليها باستغلال فكرة أنه يقوم بتقليد ما يراه دائماً. إذا كنتِ تتناولين الماء بصورة مستمرة امامه تأكدي أنه سيفعل ذلك بسهولة.

للأسف ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من الأمراض النفسية لفئة الأطفال. والكثير منها لا يدركها الأم والأب، ولا يدرك أيضاً أنه من الممكن أن يكون أحد أسباب هذه الأمراض النفسية. الحرص الدائم على الحديث مع الطفل عن الأشياء التي تسبب له الخوف والتوتر أفضل طريقة لعلاج أي مشكلة نفسية يعاني منها الطفل.

 

مصدر خارجي:- https://www.webmd.com/children/news/20031015/anxiety-linked-to-constipation-in-kids#:~:text=Based%20on%20the%20youngsters’%20and,with%2058%25%20of%20well%20children.

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى