صحة طفلكطفلك

متلازمة الطفل الأزرق

متلازمة الطفل الأزرق

تعتبر متلازمة الطفل الأزرق أو متلازمة الطفل المزرق  من الأمراض الغير شائعة عند الأطفال. وفيها أيضا يتلون الجلد باللون اللأزرق, وتحدث نتيجة لعيوب القلب الخلقية أو لأسباب أخرى بيئية أو جينية. وتنشأ عندهم فى مراحل حياتهم المبكرة. حيث يعتبر الرضع الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة.  وفى هذه المقالة سوف نستعرض كافة المعلومات اللازمة لمعرفة  أعراض هذا المرض وأسبابه وكيفيه علاجه.

ما هى متلازمة الطفل الأزرق وماهو تعريفها العلمي؟

يعرف المصطلح الطبي لمرض متلازمة الطفل الأزرق “Blue Baby Syndrome” باسم ميتهيموغلوبينية الدم. وهى حالة مرضية تصيب بعض الرضع. حيث تتصبغ مناطق الجلد الرقيقة لديهم باللون الأزرق مثل شحمتي الأذن والشفتين وفراش الأظافر, ويتلون جلدهم باللون الأرجواني أو الأزرق.

والسبب الرئيس لحدوث هذه المتلازمة هو عجز الدم عن توصيل كميات مناسبة وكافيه من الأكسجين لأنسجة جسم الرضيع. ويحدث هذا نتيجة تأكسد الحديد الموجود في مادة هيموجلوبين الدم، وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين وإيصاله للخلايا والأنسجة وباقى أجزاء الجسم. ولذلك عندما يقل الأكسجين فى الدم نتيجة لعجز هيموجلوبين الدم وعدم قدرته على القيام بوظائفه يتصبغ جسم المولود باللون الأزرق.

أنواع متلازمة الطفل الأزرق وأسبابها

يوجد هناك نوعين رئيسيين تم تصنيف متلازمة الطفل الأزرق أو الطفل المزرق على أساسهما وهم :-

النوع الأول: متلازمة الطفل المزرق الوراثية أو الخلقية

ويصاب بها المولود نتيجة وجود خلل فى هيموجلوبين الدم أو نتيجة للعيوب الخلقية للقلب وتم حصرهم في خمس عيوب يؤدووا إلى الإصابة بهذه المتلازمة. ويتم سردهم كما يلى :

أولا : وجود خلل فى هيموجلوبين الدم

تحدث ميتهيموغلوبينية الدم الخلقية عادة بسبب نقص وراثي في ​​إنزيم  NADH-cytochrome b5 أو ينتج بسبب عجز هذا الإنزيم عن أداء وظائفه رغم وجوده دون عجز ، وهو المسؤول عن تقليل الميثيموغلوبين في الدم. ويتم تمرير الجين المسؤول عن هذا النوع من كلا الوالدين للرضيع أو من أحدهما.

ثانيا : العيوب الخلقية للقلب

تؤدى أنواع معينة من عيوب القلب الخلقية إلى الإصابة بهذا المرض وسوف يتم شرح الخمسة عيوب الأكثر شيوعا التى تؤدى إلى متلازمة الطفل الأزرق وهم

  1. رباعية فالو:

مرض قلبي خلقي تؤدي لنقص سريان الدم للرئتين، وأيضا نقص تأكسج الدم الواصل لأعضاء الجسم،ويتصف بأربع اختلالات تحدث في القلب مع بعضها البعض، وهم الشريان الرئوي الضيق الذي يقلل من وصول الدم من البطين للشريان, تضخم البطين الأيمن ، وجود ثقب في الجدار الفاصل بين البطين الأيمن والبطين الأيسر , تشوه الشريان الأورطي الذي يقوم بإيصال الدم من البطين الأيسر لباقى أعضاء الجسم.

  1. الجذع الشرياني المستمر

حيث يوجد وعاء دموي واحد مشترك, بدلا من خروج وعاءين دمويين رئيسيين من القلب.

  1. رتق الصمام ثلاثي الشرف

حيث يتعطل تدفق الدم فى القلب نتيجة لعدم تشكل صمام القلب الذي يربط البطين الأيمن بالأذين الأيمن.

  1. اتصال وريدي رئوي شاذ

الاتصال بين القلب والأوردة الرئوية التي تعيد الدم المؤكسد من الرئتين لا يكون اتصال بشكل صحيح.

  1. تبديل الأوعية الكبيرة

يتصل الشريان الرئوي بالبطين الأيسر ويتصل الشريان الأورطي بالبطين الأيمن, وفى هذه المعضلة يتم تبديل مواضع الشريان الأورطي والشريان الرئوي.

النوع الثاني : متلازمة الطفل المزرق المكتسبة

ويصاب بها الرضيع نتيجة لدخول جسده كميات كبيرة من النترات. ويمكن حدوث ذلك عن طريق دخول مياه ملوثة بالنترات إلى جسد المولود، من خلال إعطاءه حليب صناعي تم إعداده باستخدام هذه المياه ملوثة بالنترات. حيث يقوم الجسم بتحويل مادة النترات إلى مادة النتريت والتي تتحد مع الهيموجلوبين لتحوله إلى الميتهيموجلوبين مما يقلل من قدرة الدم على حمل الاكسجين. ومن أمثلة بعض مصادر النترات:

  1. مياه الآبار، حيث تتسرب النترات إليها من خلال الأسمدة المستخدمة لتخصيب الأراضي الزراعية في محيط هذه الابار.
  2. الخضروات الورقية التي تحتوي على نسبة مرتفعة من النترات، مثل القرنبيط والسبانخ والملفوف.
  3. بعض المواد الكيميائية والمنتجات الصناعية، مثل مزيلات العرق, أقلام لتلوين , وبعض أنواع الصبغات.
  4. قد تكون هذه الحالة بسبب استنشاق أكسيد النتريك
  5. تتسبب عوامل أخرى غير النترات بالإصابة بهذه المتلازمة، مثل أنواع معينة من المضادات الحيوية، وبعض الأدوية المخدرة.

مع التنبيه على أن قيام الأم بشرب هذه المياه الملوثة بالنترات ومن ثم إرضاع مولودها رضاعة طبيعية فإن ذلك لن يسبب إصابته بمتلازمة الطفل الأزرق.

الأعراض المصاحبه للمتلازمة

ومن أبرز هذه الأعراض :-

  1. العرض الأساسي هو تحول لون الجلد إلى اللون الأزرق المائل للبنفسجي خاصة فى المناطق المحيطة بالفم وشفتي الطفل واليدين والقدمين.
  2. سرعة ضربات القلب.
  3. صعوبة التنفس.
  4. الإسهال.
  5. القئ.
  6. فقدان الشهية.
  7. الكسل.
  8. فقدان الوزن.
  9. زيادة إفراز اللعاب.
  10. التشنجات.
  11. وفي بعض الحالات الحادة يمكن أن تؤدى بحياة المريض.

كيفية تشخيص هذا المرض

يتم تشخيص الإصابة من خلال الاتي:

  • في حالة الاشتباه في الإصابة بالمرض، فيمكن استخدام مقياس التأكسد النبضي لقياس مدى تشبع الأكسجين في الدم.
  • إخضاع الطفل لفحوصات أخرى، مثل: فحوصات الدم، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، وفحص درجة تشبع الدم بالأكسجين. فحص الصدر بالأشعة السينية ، مخطط صدى القلب ، و القلب الكهربائي.
  • إخضاع الطفل لفحص جسدي، يتضمن المناطق الملونه باللون الأزرق، وفحص الرئتين ونبض القلب.
  • يمكن فحص مياه الشرب المستخدمة في منزل الرضيع عن طريق أخذ عينة منها لمعرفة نسبة النترات فيها، حيث يمنع استخدام المياه للرضيع في حال تجاوزت نسبة النترات فيها 10 مليغرام لكل لتر.

كيفية علاج الطفل المصاب بهذه المتلازمة 

  • يعتمد علاج المتلازمة على سبب الازرقاق. فإن كانت العيوب الخلقية للقلب هي السبب، فإن الرضيع يحتاج إلى جراحة لتصحيح الاختلال. وتتم هذه العملية قبل بلوغ الرضيع سن العام ويفضل في الستة أشهر الأولى من عمره. وإن نجحت العملية يستطيع الرضيع حينها أن يحصل على مزيد من الأكسجين فيختفي اللون الأزرق.
  • وهكذا إن كان التسمم بسبب النترات ، فيجب الذهاب بالطفل فورا لمركز السموم لتلقى العلاج، ففي الحالات الطفيفة يكتفي الطبيب بمراقبة الرضيع للتأكد من عدم تطور الحالة لديه ،حيث يتعافى الطفل بعد مرور 24-72 ساعة على انقطاعه عن شرب المياه الملوثة دون الحاجة لأي علاج .ومعظم الأطفال المصابين بهذه المتلازمة بعد علاجهم يعيشون حياة طبيعية صحية
  • أما في الحالات الشديدة قد يحتاج لدواء “الميثيلين الأزرق”، والذي يؤخذ عن طريق الحقن الوريدي، لكنه لا يصرف إلا بأمر الطبيب.

 

للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على:

الأمراض الوراثية: هل يمكن أن تصيب طفلك؟

مشاكل التنفس عند الرضع: ما الذي يخبرك به صوت تنفس طفلك؟

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى