أكاذيب وحقائق لتعلم الطفل لغات متعددة في آن واحد قد انتشرت كثيرا.
ولقد تحدثنا سيدتي في مقال سابق عن تعلم طفلك للغتين في آن واحد.
وكيفية حدوث ذلك، وأيضا كيفية اكتساب اللغة لدى طفلك.
وأيضا متى يبدأ اكتسابه للغة.
أكاذيب وحقائق لتعلم الطفل لغات متعددة:
وها هنا عزيزتي لنتطرق إلى الخرافات التي تدور حول تعلم لغة ثانية أو أكثر لطفلك
- ولعلك يدور شكوك في داخلك أو قد سمعت أقاويل أنه من المناسب تعليم الطفل لغة واحدة ثم أخرى حتى لا تداخل اللغتين.
ولكن من الحقيقي تبعا لدراسات اللغويين التي أجريت أن تعلم لغتين أو أكثر في آن واحد لا يشكل عبئا على الطفل.
بل على العكس فإن الطفل يستطيع التمييز بين الكلمات وبعضها والقواعد اللغوية والتركيبية لكل من اللغتين على حدة.
- هناك أناس يشيعون أن الطفل الذي يتعلم أكثر من لغة يكون مترجما بارعا في المستقبل.
ولكنني أقول لكِ سيدتي ليس شرطا فهذه ميول واتجاهات للطفل ذاته حينما يكبر.
فليس شرطا أن يتجه إلى الترجمة مثلا أو يتعمق في أصولها.
فليس كل من يتحدث لغة يستطيع فهم تركيباتها النحوية كعلم ويعمل بها.
مثلا تعلمنا اللغة العربية فمنا من يتقن قواعدها وآخرون ليس لديهم هذه المهارة. وكذلك اللغات الأخرى.
- إنه من المربك للطفل تعلمه أكثر من لغة في آن واحد وسوف يتحير بين الثقافيتين.
ولكن سيدتي من المبهر أن الطفل يستطيع التمييز بين الثقافات وبعضها.
وهو في النهاية يميل إلى ما يتناسب معه ومجتمعه الذي يعيش فيه
- إننا يمكن أن نعالج عيوب النطق والكلام بتعلم اللغات الأخرى.
هذا غير صحيح إطلاقا سيدتي فتعلم اللغات يحتاج إلى تصحيح النطق أساسا.
وليس معنى أن الطفل يمتلك لغة أو لغتين غير لغته الأم أنه بذلك تغلب على مشكلات النطق والكلام إن كان يعاني من ذلك.
بل يحتاج إلى الدعم والجلسات التي تساعده في تخطي المشكلة.
- من الشائع أيضا أن الطفل إذا تعلم أكثر من لغة فسوف تطغى اللغة الثانية على اللغة الأم.
أيضا عزيزتي ليس صحيحا فالطفل دائما يميل إلى اللغة التي نشأ عليها وتربى فيها من الأساس.
أي اللغة التي يتحدث بها أبويه ومجتمعه ككل وليس ما تعلمه بجانب لغته.
وهذا يرجع سيدتي أنه قد تعلم لغته الأم أولا وكما قلنا وهو في رحمك.
أي أن الأساس اللغوي الداخلي في المخ هو لغته الأم أولا ثم تأتي أي لغة أخرى كلغة ثانية.
فلا داعي لشكوكك سيدتي ولا كل ما تسمعينه تصدقينه.
الفائدة من تعلم طفلك لغتين
وربما حان الآن وقت الإجابة وما وجه الإفادة في تعلم طفلي لغة ثانية؟
سوف أسرد لك عزيزتي بعض النقاط التي تبين لكِ الفوائد التي تعم على طفلك حين يتعلم لغة ثانية أو أكثر:
- سوف تلاحظين سيدتي أن طفلك أصبح أكثر إبداعا.
فقد أثبتت الأبحاث أن الذين يتعلمون أكثر من لغة يكونون أكثر إبداعا من غيرهم في نفس أعمارهم.
- يتعلم طفلك ثقافات مختلفة وبالتالي يكتسب أفكار مختلفة وعادات مختلفة ويتبع المتناسب معه.
- إن جعلت ابنك عزيزتي يتعلم أكثر من لغة فهذا يزيد ثقته بنفسه ويجعله يشعر أنه متميز عمن حوله.
- وجد الباحثون أن الأطفال الذين يتعلمون أكثر من لغة يكونون أكثر ذكاء وحنكة من ذويهم في نفس أعمارهم.
- دعيني سيدتي أخبرك أن بتعلم طفلك أكثر من لغة فهذا سوف يعزز من قدراته ومهاراته الاجتماعية والأكاديمية.
- وبالطبع تكوين حصيلة لغوية كبيرة لديه نتيجة تعلمه اللغات والطلاقة واللباقة في الكلام.
- وأيضا يصبح طفلك قادرا على تجاهل كل المشتتات حوله ويمتلك قدرة أكبر على التركيز.
- بجانب قدرته الإدراكية الفائقة بالمقارنة بأقرانه في نفس عمره.
دمتِ سعيدة!
