تربية طفلكطفلكعائلتك

نصائح لتربية أبناءك، كيف نربي أبناءنا بالحب؟

سأبدأ مقالي بقصتين  لإحدى الأمهات والتي توضحان أهمية تربية الأبناء بالحب، وأن العنف لا يولد سوى العنف حتى وإن كان طفلك صغيرا لا يعي في وقته هذا، إلا أن كل فعل تقومين بيه، فهو محفور في ذاكرته. فازرعي الحب لتجدي الحب.

القصة الأولى ” اكتشفت أني أضربها أكثر من أحضنها”

تقول الأم: قالت لي ابنتي يوما ما ” يا أمي أنا أحب خالتي أكثر منك” هزتني تلك الكلمة وأصابتني بحزن شديد. ومكثت أفكر فيها أياما، مالذي يُميز خالتها حتى تحبها أكثر مني؟؟ ألست أمها والمفروض أن تحبني أكثر؟ وبعد طول تفكير، اكتشفت أنني كثيرا ما أركز على عيوبها، ولا أحاول رؤية ما فيها من خير، كما اكتشفت أنني أضربها أكثر مما أحضنها. ومن يومها. قررت أن اكتشف ما في ابنتي من خير، وأصبحت أحضنها أكثر مما أضربها. وبعد فترة من الوقت جاءتني ابنتي وقالت” أنا أحب ماما الجديدة جدا، أرجو ألا تعودي لماما القديمة أبدا” ومن يومها اكتشفت أن احتضان طفلتي من أعظم النصائح لتربية أبناءك بالحب.

القصة الثانية ” أمي لا تموتي”

تقول الأم ” كنا نستعد للذهاب إلى المستشفى لزيارة حماتي، ولأننا لم نكن نريد أي إزعاج من الأطفال لحماتي، فقد قلت لابني ” ابق أنت هنا في بيت جدتك، فرفض وصمم أن يأتي معي، ومع إلحاحه؛ اضطر الأقارب للذهاب وتركي بسبب طفلي العنيد. فأخذته وذهبت إلى بيتي وأنا استشيط غضبا. وما أن دخلت الشقة حتى بدأت أضربه بصورة عنيفة جدا، فقد ضربته باليد وبكل ما وقع تحت يدي وظللت أضربه حتى هزت يداي رف من أرفف الشقة كان عليه فازة وقعت علي.. وأحسست بإغماء من شدة ضربي له ومن شدة ثقل الفازة. وبعد لحظات من الصمت، نظر ابني المسكين نحوي وقال” قومي يا أمي، أرجوك لا تموتي. وخرج ليطرق أبواب الجيران وهو يبكي ويقول” انجدوا أمي لا  أريدها أن تموت”

فما كان مني إلا أن أخذته في حضني وبكيت على غبائي، من أجل خوفي على منظري أمام حماتي والأقارب، كدت أن أقتل صغيري المسكين الذي يحبني رغم ما فعلته به. ومن يومها تعلمت أن من أعظم النصائح لتربية أبناءك ” أن تضعي أبناءك رقم واحد ثم يأتي الناس في المرحلة الثانية أو الثالثة”

والآن، كيفية  تربية الأبناء بالحب؟

سنقدم لك ثمان طرق أو نصائح لتربية أبناءك بالحب:

النصيحة الأولى من تربية الأبناء بالحب: كلمة الحب

فكري عزيزتي، كم من كلمات الحب تقوليها لصغارك؟ توجد دراسه تقول بأن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة، ولكنه لا يسمع إلا بضع مئات كلمة حسنة.

الثانية: نظرة الحب

إن للعيون لغة أبلغ من لغات الكلام…لذا، قال (صلى الله عليه وسلم) من نظر إلى أخيه نظرة ود غفر الله له. فما بالك بابنك أو ابنتك، فهما أحوج الناس إلى تلك النظرات الدافئة، فلا تبخلي عليهم بها.

الثالثة: لقمة الحب

لا تتم هذه الوسيلة إلا والأسرة مجتمعة على سفرة واحدة، ليحرص كلا الوالدين على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم.

النصيحة الرابعة من تربية الأبناء بالحب : لمسة الحب

إن اليد بأصابعها لها إحساس يستقبل ويرسل إشارات تظهر على صفحة الوجه وشاشة القلب. وفي السيرة، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

ولقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات. فإذا أردت أن أُحدث ابني، فلابد أن أجلس بجانبه وأضع يدي على كتفه.

الخامسة: دثار الحب

ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة… إذا نام الابن؛ ثم قام إليه الأب وقبله، عندها سيحس الطفل بهذه القبلة وسيشعر بالحب. وسيترسخ هذا المشهد في عقله لأنه يكون في مرحلة اللاوعي ” بين اليقظة والنوم”.

السادسة: ضمة الحب

لا تبخلي على أولادك بهذه الضمة، فالحاجة إلى ضمة الحب كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء وكلما أخذت منها فستظل محتاجا إليها.

السابعة: قبلة الحب

إن علينا أن نقبل أبناءنا كل يوم وأن نقول لهم أننا نحبهم كثيرا، فمهما رأيتي ذلك كثيرا ومتكررا فهم لا يرونه كثيرا، لأنهم في احتياج له دائما ودون الاعتبار لسنهم، سواء كانوا صغارا أم بالغين، فهي من أجمل طرق تربية الأبناء بالحب.

الثامنة: بسمة الحب

وفي ذلك يقول عبد الله بن الحارث بن حزم: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله. ويُقال دائما” إن البشاشة مصيدة المودة . لذا فإن الابتسامة هي المفتاح الأكيد لكسب قلب طفلك. وسيتذكر دائما طفلك شكل ابتسامك.

وأخيرا عزيزتي:

لا تبخلي على أولادك بأي صورة من صور تربية الأبناء بالحب، فالأطفال إذا لم يجدوا طاقة الحب في البيت سيتولد عندهم الاحساس بنقص الحب وهو ماله عواقب وخيمة في المستقبل.

حفظك الله وحفظ أبناءنا.

المصادر:

https://www.tahmil-kutubpdf.net/book/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84

للمزيد:

الأسرار السبعة للوصول إلى التربية المثالية

التربية البيئية وأهميتها لطفلك

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى