أنتِ

لماذا ترفض بعض النساء فكرة الأمومة؟

ربما يقتضي جزء من دورة الحياة الطبيعية لكل أنثى أن تصبحَ أما في فترة ما من حياتها، وتشق طريقها في تربية أطفال صالحين، لذا، دائمًا ما يكون السؤال المتكرر، بعد زواج أي أنثى بفترة قليلة” هل هناك مفاجئة قريب؟” أي هل أنت حاملا؟ وإذا لم تحمل بعد فترة، سواء كان ذلك بإرادتها أو لم يأذن الله بعد، يصبح السؤال: “لمَ لم تَحملي بعد؟ هل تعانين من مشكلة؟ لكن، لماذا لا نسأل السؤال بشكل معاكس: “لماذا يجب علي أن أنجب طفلًا؟”. وهنا نفتح باب المناقشة حول ما إذا كانت الأمومة رغبة كل أنثى فعلًا بعد الزواج، أم أن هناك آراءٌ تتعارض مع تلك الرغبة؟

على من تقع مسؤولية تربية الأطفال؟

هل الأمومة غريزة فطرية؟

أظهرت الدراسات أن بعض النساء لا يتولد لديهن شعور فطري بالأمومة عند ولادتهن كما يظن البعض.  بل أنهن يحاولن استجلاب هذا الشعور، أو مكافحة المشاعر السلبية تجاه الأطفال بدوافع ذاتية تفرضها عليهن فكرة الأمومة، أي أنهن يجب أن يكن محبات لأطفالهن من اللحظات الأولى. لكن قد تكون الحظات الصعبة التي مرت على الأم في الحمل والولادة تعطل ذلك الاحساس قليلا  وتكون في حاجة إلى استيعاب  الوضع الجديد.

وهذا ما يستدعي القول بأننا لا يمكننا النظر إلى غريزة الأمومة بشكلٍ معلّب هكذا، ولا يمكن بعد اليوم أن نلوم المرأة، أو نجعلها تشعر بالذنب إذا لم تشعر بالأمومة بشكلها المثالي!

المرأة التي لا تنجب بغير إرادتها، لا يرحمها المجتمع، فكيف إذا كانت هي متمنعة عن الإنجاب؟ ويُصوّر الذين لا يريدون الإنجاب باختيارهم على أنهم إما “فردانيون”؛ والفرداني شخص يقوم بممارسة أهدافه ورغباته بشكل مستقل لنفسه فقطأي يؤكد على القيمة المعنوية للفرد، أو “غير طبيعيين”، أو “أنانيين”، أو “يكرهون الأطفال”

تخيل أنك تنعت شخصًا لا يريد الإنجاب، ربما، بسبب وضعه المالي الذي لا يسمح؛ أنه كاره للأولاد! على الرغم من أنه يهتم بأولاد الآخرين؛ يتودد لهم ويشتري للأطفال حوله الألعاب أيضًا!

أسباب إجهاض الحمل والأعراض التي تنبؤ بحدوثه

لماذا قد تقول بعض النساء “لا للأمومة”؟

بعيدًا عن الأسباب الصحية التي قد تمنع المرأة من الحمل والإنجاب بالإكراه، حيث أن هناك الكثير من الأمراض التي بمجرد الكشف عند الطبيب، تُفاجأ المرأة بعدم قدرتها على الإنجاب وقد تسعى لإيجاد حل طبّي، ولا يمكن حينها أن نقول إنها ترفع شعار”لا للأمومة” لأن هذا خارج عن إرادتها. لكن فيما يلي بعض أسباب عدم الإنجاب الطوعي:

عملية شد البطن أثناء الولادة القيصرية ما بين الإيجابيات والسلبيات

رفض الأمومة  بسبب الأنانية عندما ننجب أطفالًا لمجرد الإنجاب

هناك نساء ينظرن إلى موضوع إنجاب الأطفال أنه “أنانية بحتة”، أي أن يكون إنجاب الأطفال بغرض كسب القبول المجتمعي وإرضاء الآباء والأمهات والحموات.  فترفض إحداهنّ إنجابُ أطفالٍ لأنه لن يمكنها الاعتناء بهم بالشكل الصحيح.

الخوف من المشاكل النفسية التي تحدث بعد الحمل والولادة

بعض النساء تخاف من فكرة الحمل، والإنجاب، بسبب الخوف من اكتئاب ما بعد الولادة. حيث تخاف أن تكره طفلها بعد الاكتئاب هذا. وهو أمر وارد وطبيعي، كل ما عليها فعله هو الاستعانة بأحد أفراد العائلة، واستشارة الطبيب.

تختلف وجهات النظر؛ البعض لديهن خوف ورهبة من هذا الموضوع، وخاصةً إذا كانت تمرّ بظروف اجتماعية صعبة جعلتها تنهار نفسيًا وتركت فيها ندبات، فعندما يعيش الفرد صراعًا بين أبويه مثلا، ويشاهد مواقف متكررة من العنف والشجارات على أبسط الأمور، يتولد لديه ردّ فعل يجعله هاربًا من فكرة الزواج خوفًا من هذه المواقف، ومتجنبًا لفكرة الإنجاب. حيث يخاف أن يضع أطفاله في نفس الموقف يومًا ما.

تعرفي على فوائد تمارين البلاتس خلال الحمل وبعد الولادة

رفض الأمومة بسبب الخلافات في العلاقات الزوجية

بعض النساء ترغب في التأكد من وضعها الزوجي، هل سيستمر؟ فربما شريكها غير داعم لها، ربما رأت فيه الإهمال وعدم الالتزام وعدم قدرته على تحمل المسؤولية.

الخوف من المسؤولية

بعض النساء يقلقن من فكرة مسؤولية مستقبل الطفل، منذ نشأته وحتى عندما يصبح لديها أحفاد. وفي الواقع؛ تحاول الأمهات أن تكنّ مثاليات على الرغم من عدم القدرة على فعل ذلك.

لا يمكن للأمهات والآباء أن يكونوا مثاليين في التربية. فبالطبع يرتكب الآباء أخطاءا في معاملة الطفل أو تربيته فهو لا يأتي بكتي يشرح فيه كيفية معاملته. لكن ليست كل الإناث تتقبل هذه النقطة بصدرٍ رحب! فأنا شخصيًا أرى أمامي عشرات الأمثلة لأمهات لم يتمكنّ من فعل كل ما بوسعهنّ حتى من أجل أطفالهنّ، لذا أيتها السيدة، أنتِ لستِ مضطرة أن تأتي بإنسان على هذه الحياة إذا لم تتأكدي أنه قادرة على تحمّل المسؤولية.

الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربية الأطفال (الجزء الثاني)

وأخيرا عزيزتي؛

إننا لا نشجعك على عدم الإنجاب، ولكن ننوّه إلى وجوب تقبّل النساء اللواتي لا يرغبن في الإنجاب لمجرد أنهن لسنَ مقتنعان بالفكرة أو لسنَ مؤهلات لذلك، وخاصةً في حال موافقة الشريك على هذا الموضوع، هنا لا يوجد مبرر للتكلّم أصلًا في الموضوع من جانب المجتمع!

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى