ماذا يقول دينك

صلة الرحم في العيد .. وثمارها الدينية والدنيوية

الأعياد فرصة جيدة لتجديد العلاقات الأسرية والاجتماعية. وصلة الرحم في العيد هي فرصة عظيمة لتبادل وإقامة علاقات اجتماعية بين الأفراد على اختلاف كل ثقافتهم وأعمارهم. كما أنها فرصة لتبادل الزيارات والإحسان بين الجيران والأقرباء الذين ربما لا تتاح لهم الفرصة طوال السنة للزيارات واللقاءات بسبب المشاغل الدنيوية.

وقد أمر الإسلام بصلة الرحم ففي الحديث: (إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا إن شئتم: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) . وفي هذه المقالة سنتعرف سوياً على فوائد صلة الرحم في العيد فتابعي معنا عزيزتي.

صلة الرحم في العيد:

صلة الرحم واجبة على كل مسلم ومسلمة، والأرحام هم الأقارب الذين يُمثّلون الأصول والفروع، وقطيعة الرحم تُعتبر ذنب عظيم. وهي مخالفة لأوامره سبحانه وتعالى. إذ ورد في الحديث الشريف قوله عليه السلام : من سرهُ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه. وهذا دليل قاطع على أنّ صلة الرحم تطرح البركة في العمر، تزيد في الرزق، غير الأجر العظيم من الله تعالى. وحتى نكون واصلين لأرحامنا علينا أن نحسن لأقاربنا، ونتمنى الخير لهم أياً ما كانو. ويجب التقرب منهم، وتبادل الزيارات معهم، وأن نبعد الشر عنهم، وأن نتجنب أذاهم. قال عليه السلام أيضاً عن صلة الرحم : الرحم معلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله.

كيف تكون صلة الرحم؟

صلة الرحم لا تكون فقط  بزيارتهم، وإنّما تكون باستضافة أقربائك في البيت أفضل استضافة، وأن تتفقد أحوالهم، وتسأل عن أحوالهم، وإعطاء من يستحق منهم من أموال الزكاة والصدقات، عن الآخرين، لأنّ القريب أولى وأحق بالإحسان والصدقة من الغريب، وكذلك من الواجب احترام كبيرهم، والعطف على صغيرهم، وزيارة مرضاهم، وأيضاً اتباع جنازة من يتوفى منهم، وكذلك تلبية دعواتهم في أفراحهم، وإصلاح ذات بينهم، والدعاء لهم بالخير. وكذلك عدم الحقد عليهم، ومعاملتهم بالرحمة والإحسان، ورفع شأنهم، ورفع قدرهم أمام الناس، وأيضاً مشاركتهم الأفراح والأحزان.

فوائد صلة الرحم في العيد:

الفوائد الدينية:

  • اقتران البركة في عمر الإنسان بصلة الرحم:

تكون البركة بتوفيق المسلم لأعمال الخير في الحياة الدنيا، فتكون حياته مليئة بالإنجازات على الرغم من قصر عمره، ويبقى أثر صلة الأرحام بعد الموت، ويكون بالذكر الطيب، والصدقة الجارية، والعلم النافع، والذرية الصالحة التي تدعوا له بعد موته فعن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (من سره أن يبسط له في رزقه،أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه)

  •  تقي الإنسان من ميتة السوء، وتحميه من المكروه:

فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سرَّه أنْ يُمَدَّ له في عُمُرِه، ويُوَسَّعَ له في رِزقِه، ويُدفَعَ عنه مِيتةُ السُّوءِ، فلْيَتَّقِ اللهَ ولْيَصِلْ رَحِمَه).

  •   صلة الرحم من أسباب الفوز برضوانه ودخول الجنة:

صلة الرحم هي سبب لانتشار الحب في قلوب الأقارب، وتقوية الصلة بينهم. فيصبح المجتمع متحاباً ومتصالحاً، وكأنه جسد واحد، لا أحد فيه يكره الآخر، فيسود الأمن ويختفي الحسد والتباغض بين الأقارب؛ ومن يَصل رحمه يصله الله تعالى، ويكون سبباً لدخول العبد الجنة،  والحصول على أعلى الدرجات، وأن يغفر له ذنبه، وتعتبر صلة الرحم دليل قاطع على إيمان العبد بربه، وقربه من الله تعالى، كما أنه خير دليل على الإيمان باليوم الآخر. ونحن نتمنّى أن يجعلنا الله سبحانه وتعالى جميعاً ممّن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، ومن واصلي الرحم، ومجيبي دعوة الله ورسوله الذين يَمتثلون لعبادة الله، ولا يقطعون أرحامهم.

الفوائد الدنيوية:

وهي الفوائد التي يكون أثرها ملموس في حياة الإنسان الدنيوية. وخاصة من النواحي المادية، وهذه الآثار كالآتي: الزيادة في المال وكثرة الخير لديه. كما يحدث اتساع في رزقه، وتظهر أثر البركة على عمل الإنسان وسعيه، ونتيجة لذلك، يؤدى إلى النهوض بأسرته، وتمكينها من التصدي للأمراض الاجتماعية والسلوكية التي تنتشر في المجتمع، والوقاية منها.  منها تكاتف الناس وإعانتهم لبعضهم البعض. كذلك السعي في نصرة المظلوم وأخذ حقه من الظالم. كذلك كثرة الخيرات في أرجاء المجتمع المسلم، وكذلك انتشار روح المحبة والألفة بين الناس.

 

بعض الأشخاص يستسهلون للغاية قطع الرحم لأتفه الأسباب. حيث أن صلة الرحم لا يجوز قطعها على أي حال من الأحوال. حيث أن وهذا أمر منتشر في هذه الأيام كأن كل شخص يستغنى بما عنده من الأشخاص بعكس الماضي. لكن الأمر يتعلق بما أمر به وأوصى الله تعالى من صلة للأقارب. وأضف إلى ذلك أن وصاية النبي صلى الله عليه وسلم بالرحم، حيث جعل صلة الأرحام سببا لاتساع الرزق والبركة في العمر. ولا يوجد أي دليل أو رأي ثابت من الأمة على قطع الرحم مهما اختلفت الأسباب. لكن يجوز لك أن تقلل من صلة الرحم في حالة الضرر الأكبر لك.

وفي الختام. هنيئا لمن أسعد جيرانه وأقربائه في هذه الأيام المباركة بالزيارة والصلة والاتصال بهم والاطمئنان عليهم.  حيث في ذلك من الأجر العظيم.

 

لمزيد من المعلومات: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة: قصة للأطفال

قصة سيدنا إسماعيل وعلاقتها بعيد الأضحى للأطفال

نصائح هامة لتقسيم وتفريز وصلاحية اللحوم في عيد الأضحى المبارك

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى