تربية طفلكعائلتك

اكتشفي عالم طفلك المنطوي

اكتشفي عالم طفلك المنطوي

 يجب عزيزتي الأم  أن تتعرفي على عالم طفلك المنطوي. وكيف تتعاملين معه وتجعلينه أكثر اجتماعية.

أولا: كيف تعرفين أن طفلك يعاني  من الانطواء، وما هي العلامات التي تدل على ذلك؟

1- الفضول
الاطفال الانطوائيون لديهم عقول حادة، وفضوليين بشكل غير طبيعي. حيث تجدهم معظم الوقت يتسائلون عن أمر معين، لأنهم يسعون لمعرفته. ولكنهم أيضاً يميلون لأن يكونوا مراقبين، ومُتأملين، بدلاً من الانخراط في الأمر. فتجدي طفلك، ينظر إلى الملاهي أو الملعب مثلا، وُيفضل مُشاهدته من فترة لأخرى، ولكن لا يسعى إلى اللعب به، حيث يجد راحته وحيداً.

2- الحساسية المبالغة
في الأماكن التي تشهد ضوضاء، يبكون بدون سبب واضح. فضلاً عن أن الصوت العالي والتجمعات الكبيرة تُزعجهم. ففي عام 2004 وجد علماء جامعة هارفرد أن الأطفال الذين لا يتفاعلون بشكل كبير مع الضوضاء، يميلون بأن يصبحوا انطوائين حتى بعدما يكبرون. بينما يفسرها البعض على كونها عدوانية، ولكنها ليست كذلك.

3- الميلاد قبل الميعاد، أو بوزن أقل من الطبيعي
كشفت دراسة أمريكية أن الأطفال الذين يولدون قبل ميعادهم أو بوزن أقل، أكثر عرضة للإصابة بالانطواء عن غيرهم، لذلك قد تكون تلك الأمور علامات مبكرة لتكونِي منتبهة.

4- يتجنبون النظر في العين
فتجدين  معظم الأطفال الانطوائين على غير عادة الأطفال يتجنبون النظر في الأعين، حتى عند مُقابلة شخص جديد. فهم يمتنعون عن التواصل بالأعين واللمس. فنراهم منعزلين في غرفتهم عند زيارة أشخاص جديدة لهم.

5- يفضلون اللعب بمفردهم
يمتلك العديد من الأطفال الانطوائين خيالاً قوياً وعالماً داخلياً حياً بمفردهم. فلو كان طفلك يفضل اللعب بمفرده داخل حجرته مُركزاً على لعبة معينة، فهذه إشارة أن طفلك انطوائي. ويفضل الأطفال الأكبر سناً تمضية الوقت داخل غرف نومهم مع إغلاق الباب وقيامه بأنشطة فردية مثل الرسم أو القراءة أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر.

6- يصابون بنوبة من الغضب في التجمعات
تجدهم منفعلين للغاية وغاضبين جراء وجودهم مع جماعة من الأطفال في ذات عمرهم. فحاول مراقبة تصرفاتهم أثناء وجودهم في التجمعات، ستجدهم شاردين ومتعبين ويحاولوا إيجاد مكان للجلوس بمفردهم.

7- الأسئلة العميقة
قد يسألون أسئلة عميقة تفاجئك، فتجد أن لديهم آراءً تتجاوز أعمارهم.

8- لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم  ومشاعرهم
عند التحدث، قد يتوقف طفلك بشكل متكرر، بحثاً عن الكلمة الصحيحة،  قد تجدهم مُحبطين لأنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون التعبير عما يقصدونه بالضبط.

9- يعتمدون على أنفسهم للتعرف على العالم
لا يطلبون المساعدة من أحد. فتجدي طفلك بمفرده يبحث عن المعلومة ويعتمد على نفسه للوصول إلى هدفه.

أسباب انطواء طفلك

1)لشعور بالنقص بسبب عاهة جسمية، أو ما يسمعه الطفل عن نفسه منذ صغره بأنه قبيح الشكل. أو عدم تمكنه من اقتناء أشياء لفقره. أو ما يتعرض له الطفل من مشكلات تقلل من قيمته  ولايجد الاستحسان الذي وجده داخل أسرته، مما يشعره بعدم الكفاية وفقدان الثقة فيصبح إنطوائياً.

2)إفتقاد الشعور بالأمن لفقده الثقة في الغير وخوفه منهم.

3)إشعار الطفل بأنه تابعاً للكبار، وفرض الرقابة الشديدة عليه يشعره بالعجز عند الإستقلال، أو اتخاذ القرارات المتعلقة بالطفل دون أخذ رأيه أو مشاورته.

4)تقليد الوالدين فقد يكون الأطفال المنطوون آبائهم منطوين كذلك، كما أن دعم الوالدين لإنطواء الطفل على أنه أدب وحياء من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة.

5)قد يؤدي تغيير الموطن إلى اختلاف العادات والتقاليد وترك الأهل والأصدقاء إلى الانطواء.

6)اضطرابات النمو الخاصة والمرض الجسمي فإضطراب اللغة يهيئ الطفل لتجنب التفاعل والإحتكاك بالآخرين، كما أن إصابة الطفل بالحمى الروماتيزمية أو الإعاقة الشديدة تمنعه من الاندماج والاختلاط بمن هم في مثل سنه. فلا يجد مخرجاً من ذلك سوى الانعزال عنهم.

7)الفقدان المبكر للحب. فلقد أكدت دراسات عديدة وجود علاقة بين الفقدان المبكر لموضوع الحب وبين الإنطواء عند الأطفال. فقد اتضح أن انفصال الوالدين بسبب عدم التوافق الزوجي يؤدي إلى ارتفاع حدوث الانطواء والعزلة عند الطفل أكثر مما يحدث عند فقدان أحد الوالدين بسبب الموت.

كيف تتعامل مع طفلك الانطوائي؟

1- إدراك معني الانطواء
عليكي عزيزتي أول شيء تفعلينه هو التأكد من أنك تفهمين ما معنى أن يكون طفلك منطوياً. فبذلك ستقطعين شوطاً طويلاً في فهم كيفية التعامل معه، لذا تحدثي مع طفلك ولا تتركيه بمفرده أبداً.

2- احترم تفضيلات طفلك
بمجرد أن تفهمي عزيزتي الأم بشكل أفضل، ستتمكين من التعرف على تفضيلات طفلك. وهنا عليك أن تحترميها. فعلى سبيل المثال، يميل الانطوائيون إلى امتلاك عدد قليل من الأصدقاء. فإذا رأيتي أن لطفلك صديق واحد أو صديقان فقط بينما ترى أطفالاً آخرين مع خمسة أصدقاء أو أكثر، فلا تطلبي منه أن يزيد دائرة معارفه. وإنما يمكنك ترتيب العديد من التجمعات الصغيرة ودعوة أطفال جديدة حتى يتعرف طفلك عليهم وهكذا.

3- اقبل طفلك كما هو
إن قبول طفلك كما هو يشعره فعلا بأنك تحبينه، وتريدين أن يصبح أفضل. ويزيد ثقته بذاته. ولكن إذا جعلتيه يشعر بأنه غير طبيعي، فبالتالي سيلجأ للانطواء، لذ كوني دائماً بجانب طفلك في كل المواقف. ولا تشعريه بأنه مختلف عن الآخرين. وقومي باستخدام المحاكاة معه لتعرفي كيف يتعامل طفلك مع الآخرين، فكوني المدرس يوماً، وكوني زميله الطيب في مرة، وزميله الشرير مرة أخرى، والبائع المجاور لكم مرة ثالثة. واستكشفي منه كيف يتعامل مع كل ذلك. ووجهيه إلى الطريقة الصحيحة في التعامل،ط. وابحثي عن الأطفال المُشابهين لحالة طفلك. وقومي بعمل تجمعات لهم، فسيساعدهم ذلك على الحديث وإخراج كل ما بداخلك

4-ادعم طفلك

عندما تفهمين طبيعة طفلك المنطوية، قد تلاحظي أن الآخرين قد لا يفعلون ما هو الأفضل لطفلك. على سبيل المثال، قد يخبرك المعلم أن طفلك يواجه مشكلة في تكوين صداقات، لأنه لا يستمتع بالعمل مع طلاب آخرين في أنشطة جماعية. حينها اشرحي  للمعلم حالة طفلك، واكتشفا معاً سبب عدم تمتع طفلك باللعب الجماعي، وقومي بإجراء اختبار شخصي للأطفال المشاركين مثله، مما يمنحك معرفة من هو الشخصية المناسبة لطفلك، وقومي بالتقريب بينهما.

 

 

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى