أسباب التوحد

أسباب التوحد

ذكرنا في مقال سابق ما هو التوحد. وكيف يتعرف الأمهات والآباء عليه، ويدركون أن طفلهم مصاب باضطراب التوحد. فدعينا عزيزتي نستعرض سريعا ما أسباب التوحد.

بدأ باحث يدعى كانر مجموعة من الدراسات منظمة على مجموعة من الأطفال الذاتويين أو التوحديين. ففي البداية كان يعتقد أن التوحد سببه الأساسي هو انسحاب الطفل من العالم المحيط به ومع من حوله. لأنه يشعر بأنه منبوذ وغير مرحب به من قبل أمه، وشعوره بأنها لا تحبه. وفي ذلك الحين كانت أمهات الأطفال التوحديين يوصفن بفتور العاطفة. وكان يطلق عليهن تعبير “الأم الثلاجة”.ثم امتدت أصابع الاتهام لتشمل الأب أيضا.

ولكن اتضح أن هناك بعض من أسر الأطفال الذين يعانون من التوحد لديهم أطفال طبيعيين، لا يعانون من التوحد. وهذا تناقض لما ذكره كانر في دراسته، والاتهامات التي شاعات على الأمهات والآباء. وبالتالي فإنهم ليسوا المسببين الأساسيين في ظهور التوحد لدى أطفالهم.

ولكن ظهرت نظرية أخرى تشير إلى أن الحرمان وغياب المثيرات في البيئة المحيطة بالطفل، ما يدفعه إلى الانسحاب ويصاب بالتوحد. ومرة أخرى، باءت هذه النظرية أيضا بالفشل. حيث إن رغم وجود مثيرات كافية لإثارة الطفل إلى أنه يصاب بالتوحد.

          ولكن ترى ما هي الأسباب الفعلية لإصابة الطفل بالتوحد؟

          فنخلص من ذلك أن التوحد ينتج عن اختلاف في الجهاز العصبي. وذلك لاختلاف في عمل المخ بشكل كامل، واختلافات كيميائية، وأيضا اختلاف في تركيب المخ. وإنما لا يوجد سبب واضح أو معروف للإصابة بالتوحد. ولكنه ناتج عن خلل في وظيفة الدماغ أو وظيفته.

          ولعلك تتساءلين الآن هل هناك عوامل أخرى أم هذه العوامل المذكورة فحسب؟

          بالطبع هناك عوامل أخرى أكدتها بعض الدراسات للتسبب في اضطراب التوحد منها:

هناك دراسات أثبتت أن أشقاء الطفل التوحدي معرضون أيضا للإصابة بالتوحد بمقدار يتراوح ما بين 49-199 مرة. إذا كانوا غير مصابين بالتوحد، فإنهم معرضون للإصابة باضطرابات التواصل الاجتماعي والمهارات الاجتماعية. فقد أظهرت بعض التحاليل الخاصة بالجينات أن هناك منطقة معينة من الكروموسومات 2،4،7،15،19 تساهم بشكل كبير في الأساس الجيني للتوحد. كذالك نسبة ظهور التوحد في التوائم المتماثلين (وحيدي اللاقحة) تكون أكثر من التوائم المتآخين.

إن نسبة كبيرة من الأطفال التوحديين تعاني من التأخر العقلي، وفقا لمعلومات علمية مؤكدة. ونسبة من هؤلاء الأطفال معرضون للصرع بنسبة تصل من 4-32 % من الأشخاص التوحديين. وبعض منهم قد أجري عليهم التخطيط الكهربائي للدماغ فأظهرت أن نتائج التسجيلات غير طبيعية عند نحو 11-83 % من الأطفال التوحديين.

طبقا لبعض الدراسات والأبحاث فإن عدم التوافق المناعي عند الطفل يكون سبب من أسباب التوحد. حيث إن كرات الدم البيضاء تتفاعل مع الأجسام المضادة للأم، مما يؤثر سلبا ويؤدي إلى تلف الجهاز العصبي للجنين.

بعض الدراسات أشارت إلى أن هناك نسبة كبيرة لإصابة الأم للطفل التوحدي بالنزيف بعد الثلث الأول من الحمل، ووجود غائط الجنين في السائل الأمنيني عالية عن باقي الأطفال. بالإضافة إلى أن نسبة إصابة الأطفال بضيق التنفس وفقر الدم عالية جداً في الشهر الأول بعد ولادة الطفل. وهؤلاء الأطفال يولدون أكثر وزنا بالمقارنة بأقرانهم.

بناء على الدراسات التي أجريت في هذه الناحية فقد أشارت إلى أن الأطفال التوحديين غير المصابين بالتأخر العقلي، فإن نسبة ارتفاع الناقل العصبي في دمهم مرتفعة بشكل ملحوظ. وأشارت أيضاً إلى أن على الرغم من أن المخيخ يمكن أن يكون سليما، إلا أن المادتين الرمادية والبيضاء في المخ في سن سنتين تكون متضخمة. بالإضافة إلى كبر محيط الرأس في سن 12 شهرا.

دمت سعيدة!

Exit mobile version