تربية طفلكعائلتك

أثر انتقاء كلماتك في تربية الأطفال

بينما أنا ابحث عن كتب تفيدني في تربية ابني المستقبلي وجدت هذا في أحد الكتب، واستفدت منه و أردت أن افيدكم إن شاء الله. فكثيرا ما يتفوه الآباء والأمهات بكلمات لا يحسبون لها حساب؛ ولكنها تدمر الأهداف التربوية التي يبحثون عنها دائما. وفي هذا المقال سنتعرف على أثر الألفاظ في تربية الأطفال

الكلمة هي أساس تربية الأطفال

فالكلمة هي أساس التربية. فنحن نوجه أبناءنا بالكلام ونعاتبهم بالكلام، ونشجعهم بالكلام، ونمدحهم من خلال الكلام، ونغضب عليهم أيضا من خلال الكلام. فكما هو معروف، تكون تربية الأبناء إما بالكلام أو بالأفعال؛ وفي الحالتين هي كلام. فالكلام حوار لفظي، والأفعال حوار غير لفظي ؛ فالموضوع إذن كله كلام في كلام، وهذه هي التربية.

ومن خلال تجاربي مع الأطفال، اكتشفت أن أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء وميلهم للانعزال هو سوء انتقاء الآباء للألفاظ والكلام.

الآثار الوخيمة للألفاظ في تربية الأطفال

يقول أحد الخبراء التربويين، جلست ذات يوم مع شاب هارب من بيته لأستمع لمشكلته التربوية مع والديه، وكان ملخصها في الكلام السيئ الذي يسمعه منهما.

وتلك فتاة أخرى تشتكي له من انحرافها والحال التي وصلت له. وهي غير راضية عن نفسها؛ ولكنها أرادت أن تنتقم من سوء كلام والديها لها.

وقد جمعت بهذا المقال كل الأمراض التربوية والسموم التي توجد بلسان بعض الآباء والأمهات في عشر كلمات تدمر نفسية الأبناء وتدفعهم إلى الانحراف؛ وهي كالآتي:

أول الألفاظ المؤثرة في تربية الأطفال: الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات

مثل: (حمار، کلب، طور، تیس، یا حیوان..)، أو تشتم اليوم الذي ولد فيه.

لقد خلقه الله في أحسن صورة، فلماذا تنتقصين منه أنتِ وهو طفلك!

لماذا تجعلين طفلك يعتاد على مثل هذه الألفاظ ويكررها خارج البيت؟

ثانيا: الإهانة

من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية؛ مثل: أنت (شقي، كذاب، قبيح، سمين، حرامي)

 ثالثا: المقارنة تفسد تربية الأبناء

لأنها تدمر شخصية الطفل؛ لأن كل طفلك لديه قدرات ومواهب مختلفة عن أقرانه، والمقارنة مع غيره تشعره بالنقص، وتقتل عنده الثقة بالنفس، و يولد عنده الغيرة والحقد، وتجعله يكره من يقارن به.

  رابعا: الحب المشروط في تربية الأطفال

فبعض الآباء يشترطون حبهم لأبنائهم  بفعل معين؛ مثل: (أناىلا أحبك لأنك فعلت كذا، أنا سأحبك لو أكلت كذا، أو لو نجحت سأحبك)، فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه، ومن ثم عندما يكبر، يشعر بعدم الانتماء للأسرة؛ لأنه كان مكروها فيها عندما كان صغيرا؛ ولهذا نجد أن الأطفال يحبون الجد والجدة كثيرا؛ لأن حبهم يكون دائما غير مشروط.

خامسا: بناء مفاهيمه على معلومة خاطئة

مثل: (الرجل لا يبكي، هذا الولد جنني، أنا لا أقدر عليه، وذلك خوفا على ولدها من الحسد، أو الدعاء على الطفل بلفظ، الله يعاقبك ويحرقك بالنار ) . مما يولد عند الطفل احساسا بازدواجية معايير الآباء وأنهم أيضا يكذبون. مما يدمر كل الأساليب التي تبحثين عنها لتربية الأطفال

 سادسا: الإحباط

مثل: (أنت لا تفهم، اسكت يا شيطان، لا يوجد منك فايدة ).

لن يحاول طفلك أن يصل لأهدافه وسيكف عن المحاولة في أي شيء، لأنه يرى نفسه فاشلا.

 سابعا: التهديد الخاطئ

(مثل سأكسر راسك، سأشرب من دمك، سأذبحك)

سيخاف الطفل وستأتيه كوابيس في بداية الأمر ولا ينسى طفلك ذلك، ثم بعد أن يكتشف بنفسه أن هذا التهديد لمجرد التهديد فقط، فسوف يتولد لديه العند والانتقام منك ولن تستطيعي السيطرة عليه.

 ثامنا: المنع غير المقنع

مثل التكرار من قول لا دون إبداء أسباب، ودائما نرفض طلباته من غير بيان للسبب، مما يجعل الطفل يشعر بالقهر.

تاسعا: من أكثر ما يفسد تربية الأطفال الدعاء عليه

مثل: (الله يأخذك ) وهذا من أبشع ما يدمر الطفل، كما أن الرسول نهى عن دعاء الوالد على ولده لأن الله قد يستجيب وتكون لحظة الدعاء من أوقات إجابة الدعاء.

عاشرا: الفضيحة

وذلك بكشف أسراره وخصوصياته لصديقاتك، والتنمر عليه، فيكره الطفل التجمعات ويصبح انطوائيا.

لذا عزيزتي: تمالكي نفسك بكل ما أوتيتي من قوة، وضعي دائما مصلحة أطفالك فوق أي اعتبار. واعلمي أن جهاد تربية الأطفال وتنشئتهم تنشئة صالحة هي من أعظم أنواع الجهاد للمرأة وأن هذا هو الثغر الذي خلقك الله من أجله لإخراج أطفال صالحين ذوي فطرة سوية.

المصادر:

https://education.iugaza.edu.ps/Portals/18/albums/pdf/%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.pdf

للمزيد:

الأسرار السبعة للوصول إلى التربية المثالية

التربية البيئية وأهميتها لطفلك

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى