مسلسلات رمضان….لا تخسري وهم يربحون
لقد طرق أبوابنا ضيف كريم، لكن هذا الضيف غير مزعج، ولا نحمل له عبء التجهيز والتكلف. لا نضطر لإعداد الخيرات بل هو الذي يأتي بالخير والمسرات. أنه رمضان، رمضان الذي يأتينا شهرا واحدا في خلال السنة. وللأسف هناك من يضيعون أوقاتهم الثمين في رمضان في أشياء لا تفيد. بل إنها تسرق الحسنات. إنها مسلسلات رمضان.
لا تدعهم يربحون
عاهدي نفسك أنتِ وزوجك وأولادك على مقاطعة مسلسلات رمضان. اقضوا الوقت في التعبد وقراءة القرءان. فتلك هي البورصة الرابحة، إنها التجارة مع الله، لا تذهبوا إلى البورصة الخاسرة!
إن صانعي المسلسلات يربحون دنياهم على حساب خسارة آخرتك، فكيف تتركين نفسك لتلك الأهواء. فذلك هو رمضان الثاني في ظل الوباء، ولا ندري ما تحمله لنا الأيام القادمة. فلنجعل ذلك الشهر شهر تصالح مع الله.
مسلسلات رمضان تفسد الروح
إن الله سبحانه وتعالى حين شرع الصيام كان يهدف به إلى إحداث توازن بين الجسد والروح . وذلك على اعتبار أن الإنسان يهتم طوال السنة لجسده سواء طعام أو شراب أو ترفيه وغير ذلك من الأمور الدنيوية. لذا فإن من أهم أولويات الصيام هي إعطاء الأهمية لتغذية وتزكية الروح لا أن نستغل هذا الشهر في متابعة الفضائيات ومشاهدة كل جديد من المسلسلات.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” فلماذا لا نغتنم تلك الفضائل ونقتنصها.
مسلسلات رمضان للهزل …فلنحترم حرمة الشهر
إن المسلسلات التي يؤجّل -مع الأسف- عرضها حتى تثبت رؤية هلال رمضان، هو أقوى دليل على أن رمضان عندهم شهر الهزل وتضييع الأوقات والضحك والسهر، فلماذا ننضم لتلك الزمرة؟
إن المسلسلات وخاصة الشعبية والهزلية لتفعل في نفوس مشاهديها هدم المعاني الإيمانية والنفسية والصحية. ولعل هذا من أقوى الأسباب التي تسبب جفاف الروحانيات التي يشكو منه الكثير، وتجعل النفس لا تتأثر بالمواعظ وخاصة القرآن. فالكثير للأسف ربما دخل الشهر الكريم وخرج ولم تدمع عينيه خشية لله. بل انتظر-وبكل شوق- متى ينتهي شهر رمضان.
فتاوي مسلسلات رمضان
عندما سئل أحد الشيوخ عن مشاهدة مسلسلات رمضان في نهار رمضان، فقال ” إن مشاهدة المسلسلات المشتملة على المحرمات كالتبرج والاختلاط ونحو ذلك في نهار رمضان أو ليله لا يبطل الصيام بمعنى لا يطالب من مشاهدها بالقضاء. ولكن مشاهدتها تنقص أجر الصيام، بل قد تذهب بأجره بالكلية وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ. رواه ابن ماجه.
والمعنى: أَيْ لَيْسَ لِصَوْمِهِ قَبُول عِنْد اللَّه فَلَا ثَوَاب لَهُ، ومشاهدتها دليل على أن مشاهدها لم يحقق الغاية التي فرض من أجلها الصيام وهي تقوى الله جل وعلا. فإن الصيام فرض لأجل تحقيق التقوى، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”
فمن شاهدها في نهار صومه أو ليله لم يحقق الغاية من الصيام، وقد قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ.
وأخيرا عزيزتي، وقتك ثمين فلا تضيعيه، فهذه الأيام تضيق صدور الجميع لكن المؤمن لا يضيق صدره أبدا طالما أنه متمسك بدينه وبقرآنه. كما أنك تبذلين جهدك في إخراج أطفال صالحين وأخلاقهم سليمة، فلا تهدميها بلحظة حين يشاهدون مسلسلات رمضان التي لا تصلح لشهر رمضان ولا لغيره.
للمزيد:
حكم صيام الحامل والمرضع في رمضان
المصدر: