تربية طفلكعائلتك

طرق تعزز المناعة النفسية لطفلك

المناعة النفسية هي الآلية التي يتم بواسطتها حماية الفرد من المشاعر السلبية المتطرفة، وجعلها أقل تأثيرا فيه.  وجميعنا بالطبع نريد لأطفالنا أن يعيشوا بمناعة نفسية قوية تمكنهم من المرور بالصعوبات دون أن ينهزموا أو يستسلموا للفشل.

وبالطبع يحتاج الأطفال إلي تقوية المناعة النفسية لديهم من الصغر وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، فإن هذا يمكنهم في المستقبل من تحمل ما سوف يواجهوا من صعوبات بثبات وقوة تحمل.

ويمكننا إذن أن نعرف المناعة المفسية بأنها:

 القدرة على المواجهة والصمود أمام الأزمات والكروب وتحمل الصعوبات، ومقاومة الأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدي إلى القلق.

وظائف وخصائص المناعة النفسية

  • تحويل الفشل إلى نجاح والمحنة إلى منحة.
  • التفسير والتبرير العقلاني المقبول والمقنع.
  • العمل على الإصلاح والتأهيل الشامل للذات وليس مجرد التحسن الجزئي المؤقت.
  • تعزيز التخيلات الإيجابية.
  • إلغاء الاستجابة السلبية عند توقع أحداث سلبية.

خصائص الأفراد المتسمين بالمناعة النفسية

  • يشعرون أن لهم تقدير ومكانة خاصة.
  • يضعون لأنفسهم أهدافا وتوقعات إيجابية.
  • يعتقدون أنهم قادرون على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة.
  • ينظرون إلى الأخطاء والعثرات والمعوقات باعتبارها تحديات يجب مواجهتها، وليست محبطات يجب تجنبها.
  • يعون جيدا جوانب الضعف والقصور لديهم ولا ينكرونها، ويرون أنها قابلة للتغيير والتحسين.
  • يدركون جوانب القوة والتميز لديهم ويستمتعون بها.
  • يمتلكون مهارات جيدة في بناء العلاقات مع الآخرين.
  • يستطيعون تحديد جوانب حياتهم التي يمكنهم السيطرة عليها والتحكم فيها، ويركزون جهودهم وطاقاتهم نحوها، ولا يهتمون بما لا يمكنهم السيطرة عليه.

أعراض ومظاهر فقدان المناعة النفسية:

  • ارتفاع القابلية للإيحاء، حيث يصبح الفرد مهيئا للاقتناع بكل الأفكار، حتى لو كانت غير صحيحة أو غير منطقية أو لا عقلانية وضارة.
  • حدوث خلل في معايير الحكم علي الأشياء والمواقف.
  • فقدان الشعور بالسعادة والمتعة في الحياة.
  • فقدان السيطرة والتحكم في الذات.
  • الإنهاك والاستنزاف النفسي.
  • الانغلاق والجمود الفكري.
  • الاستسلام للفشل.
  • الانعزالية.

بعض الطرق لتعزيز المناعة النفسية للطفل

  1. وفري بيئة ذات أمان عاطفي بالنسبة للطفل

عندما تسعين لفهم شعور طفلك في كل المواقف، وتتقبلين مشاعره على كل الأحوال دون أن تحكمي عليه أنه شخص شيء لمجرد أنه تصرف تصرف خاطيء، فذلك يجعل الطفل يشعر بالأمان العاطفي والحب الغير مشروط.

عندما يحس الطفل بالدعم والأمان العاطفي يجعله ذلك يتعامل من صغره مع الضغوط و التحديات بشكل أفضل ويكون لديه ثقة أكبر بالنفس كما أنه يكتسب روح التحدي في رحلة حياته.

  1. دعي طفلك يحاول القيام بالأمور بمفرده منذ عمر مبكر

تخلصي من قلقك المفرط بشأن حماية طفلك طوال الوقت من كل المواقف والمشاعر والأخطار، وبالتأكيد هذا لا يعني أن تهمليه ولكن دعيه يجرب أمورا جديدة ودعيه يعتني بنفسه بمفرده لكي يكتسب القدرة على الاعتماد على الذات تدريجياً، فإن إتاحة المجال لمهاراته وقدراته أن تتطور يكسبه صحة نفسية جيدة ومع تشجيعك له ينشأ كشخص سوي نفسياً ومتصالح مع ذاته ومعتمداً على نفسه، وبالتأكيد هذا ما تريده كل أم لطفلها.

  1. مرني عضلة الإحباط عند طفلك

ربما تبدوا الجملة غريبة عند قراءتها للوهلة الأولي، ولكن دعينا نفهم سوياً معناها، الإحباط هو شيء من الطبيعي أن يحدث لأي شخص والأطفال ليسوا استثناءا من ذلك، واجبك في وقت الإحباط الذي يمر به طفلك أن تظهري تعاطفك معه وتحاولي أن تفكري معه في حلولاً لمواجهة هذا الاحباط وليس تقديم حلول جاهزة له، وتدريجياً من فعلك لذلك سيتعود الطفل علي إدارة إحباطه وتحويله لدافع للإنجاز دون التوقف عنده.

  1. ركزي على العبارات الإيجابية والتشجيع

غالباً ما ينظر الطفل إلي نفسه بنفس النظرة التي ينظر إليه والديه، حتي أن بعض المتخصصين في العلاج النفسي للأطفال قالوا أن الطفل الذي لا يظهر له الأبوان الحب فإنه يتوقف عن حب نفسه لا عن حبهم، فيجب عليكي أن تقدمي له عبارات تشجيعية دوماً وتظهرين له كم أنك تقدرين قدراته ومهاراته، ويستحب أن نمدح عمل الطفل في أغلب الأوقات لا الطفل نفسه،  كيف هذا ؟

مثلاً عندما يرسم طفلك رسمة جميلة امدحي رسمته فإن ذلك سيعطي له ثقة في نفسه وقدراته لأنه هو من صنعها، ولكن إذا أصبحتي تمدحينه هو بكم هو جميل ورائع  على الدوام دون أن تمدحي شيء فعله بقدراته ومجهوده فإن ذلك قد يخلق عنده شعوراً من الكبر بمرور الوقت وسيصبح تركيزه علي نيل الإعجاب من الآخرين دون أن ينظر لجودة أعماله أولاً.

وتذكري أن الاعتدال في كل شيء يؤتي ثماراً جيدة.

  1. أوقفي (لماذا) وابدأي بـ (كيف)

لا يفيد استخدام كلمة «لماذا» في مهارات حل المشكلات عند الأطفال عند حدوث موقف معين، فمثلاً إذا كسر طفلك أحد ألعابه أو سكب اللبن، فهل سيفيد سؤاله عن ذلك الفعل ب(لماذا)؟

بالطبع لا.

ولكن السؤال ب(كيف) يفيد، فنسأله مثلاً كيف سنتعامل مع هذة اللعبة المكسورة  أو هذا اللبن الذي تم سكبه؟

فإنه سيحاول حينها التفكير في حل لهذه المشكلة. وعند تكرار مثل هذه المواقف سيتعلم الطفل حل مشكلاته بدلاً من الوقوف عند المشكلة وجلد ذاته والإحساس بالذنب لأنه فعل ذلك الفعل السيء.

وختاماً أحب أن أذكرك أننا أصبحنا في عالم مليء بالضغوط والتغيرات اليومية. ولن يستطيع أطفالنا المقاومة إلا بمناعة نفسية قوية. بالطبع قد يحتاج منك هذا الأمر مجهودا كبيرا. ولكن النتيجة بالتأكيد تستحق.

المراجع:

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى