صحتك

متى تنتهي أزمة كورونا؟

بعد صدور قرارات صارمة من رئاسة الوزراء بغلق جميل المحلات والمقاهي والكافتريات في وقت محدد مساءا، أصبح العالم في حالة إغلاق. فالأماكن التي كانت تعج بصخب الحياة اليومية والناس يتجمعون ليلا، وضجيجها كان يعلو لساعات متأخرة من الليل، أصبحت مدن أشباح بعد فرض قيود هائلة من قبل الحكومة. ومن عمليات الحجر المنزلي وإغلاق المدارس إلى قيود السفر وحظر التجمعات العامة. وجاء ذلك ردا على تفشي المرض القاتل وهو كورونا أو المعروف باسم كوفيد ١٩.

يبقى السؤال المحير، وجميعنا يتسائل متى ستنتهي تلك الأزمة؟ ومتى نتمكن من مواصلة حياتنا اليومية بشكل طبيعي دون خوف؟

في حالة إذا بدأ عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في الانخفاض في الأشهر الثلاثة المقبلة سنظل بعيدين عن نهاية الأزمة. فقد يستغرق إيقاف انتشار الفيروس وقتاً طويلا قد يصل إلى سنوات.

ومن الأمور الواضحة حالياً أن الإستراتيجية القائمة على عزل أجزاء كبيرة من المجتمع في بيوتها ليست مستدامة على المدى الطويل. فالضرر الاجتماعي والاقتصادي الذي سوف يلحق بالبلاد سيكون كارثيا.

وما تحتاجه البلدان في هذا الوقت هو عمل استراتيجية خروج من الأزمة. أي طريقة لرفع القيود والعودة إلى وضعها الطبيعي. ولكن هذا لا يدل على اختفاء فيروس كورونا. وفي حالة رفع القيود التي تفرضها الوزارة والتي تعوق من انتشار الفيروس، فسيرتفع عدد الحالات المصابه بذلك الفيروس حتماً.

وهناك طرق تدفع بنا للخروج من هذه الفوضى في حالة الالتزام بها. وأهم تلك الطرق هي:

تطوير اللقاح

إن تطوير اللقاح يحتاج فترة ما بين ١٢ – ١٨ شهراً على الأقل. حيث أن تلك اللقاح يمنح الشخص مناعة حتى لا يتعوض للإصابة بفيروس كورونا. ولا يمكن للفيروس أن يتفشى في حال تم تحصين ما يكفي من الناس. وهو المفهوم المعروف باسم “مناعة القطيع”.

ومن جانب آخر حصل أول شخص على لقاح تجريبي في الولايات المتحدة هذا الأسبوع وتجري أبحاث من أجل تطوير اللقاحات بسرعة غير مسبوقة. لكن ليس هناك ما يضمن نجاحها.

ويمكن أن يصبح اللقاح جاهزا بعد 12 إلى 18 شهراً في حال أن يتم كل شي بسلاسة. ولكن هذا الأمر قد يأخذ وقت طويل في ظل تلك القيود الاجتماعية المفروضة حاليا على المجتمع بأكمله لمواجهة تفشي المرض .

تطوير المناعة الطبيعية

تتمثل استراتيجية المملكة المتحدة في خفض عدد الأشخاص المصابة بالفيروس قدر الإمكان لعدم استنزاف المستشفيات والوصول إلى مرحلة عدم قدرة المستشفيات على استيعاب المصابين أو عندما تنفذ أسرة العناية المركزة في هذه الحالة سترتفع عدد الوفيات.

وبمجرد احتواء الحالات المصابة، قد يسمح ذلك برفع بعض الإجراءات لفترة حتى ترتفع الحالات مرة أخرى. ثم نحتاج إلى جولة جديدة من القيود ووضع حدود زمنية مطلقة للأشياء غير ممكن. ولكن يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطوير ما يعرف بـ”مناعة القطيع” حين يصاب المزيد والمزيد من الناس بالفيروس.

لكن ذلك قد يستغرق سنوات …

في النهاية إذا واصلنا ذلك لمدة تزيد عن عامين فربما يكون جزءا كافيا من المجتمع في تلك المرحلة قد أصيب بالعدوى بصورة توفر درجة معينة من الحماية المجتمعية

لكن هناك علامة استفهام كبيرة تدور حول ما إذا كانت هذه الحصانة ستستمر لوقت طويل. إذ تؤدي فيروسات كورونا الأخرى إلى استجابة مناعية ضعيفة جدا، ويمكن للناس التقاط الفيروس نفسه لمرات عدة في حياتهم.

وجود بدائل

إلى الآن لا توجد نقطة نهاية واضحة لذلك الوباء المنتشر في العالم أو إلى أي مدى سوف يصل هذا الفيروس في الانتشار. ولكن يجب علينا التغييرات الدائمة في سلوكنا التي تسمح لنا بالحفاظ على معدلات انتقال منخفضة للعدوى والإصابة بالفيروس. وقد يشمل ذلك الإبقاء على بعض الإجراءات التي تم وضعها من قبل الوزارة أو إجراء اختبارات وعزل صارم للمرضى لمحاولة احتواء أي تفشي للفيروس  ويمكن أن يساعد تطوير الأدوية المطروحة في الفترة الأخيرة في علاج فيروس كورونا أو المعروف باسم كوفيد – 19 في نجاح الاستراتيجيات الأخرى.

وقد تستخدم هذه الأدوية بمجرد أن يظهر على الأشخاص أعراض الفيروس المعروفة وتم التوعيه بها. فتلك العملية تسمى “التحكم في النقل” أي التحكم في نقل المرض ومنعهم من تمرير العدوى إلى الآخرين وتفشي المرض بين الناس.

وذلك يفيد أيضاً في علاج المرضى المصابين بالفيروس بالمستشفيات. لجعل المرض أقل فتكا وتقليل الضغوط على أقسام العناية المركزة. وهذا سوف يسمح للبلدان بالتعامل مع المزيد من الحالات قبل الحاجة إلى إعادة تفعيل الحجر المنزلي.

ومن المفضل أيضاً هو زيادة الطاقة الاستيعابية لوحدات العناية المركزة. إذ ان ذلك سوف يساعد ذلك في التعامل مع تفشي المرضى على نطاق أكبر.

وأخيرا الحل في الخروج من تلك الأزمة كما أوضح الأطباء في المملكه المتحدة هو أن اللقاح هو الحل الوحيد في الخروج من تلك الأزمة  ولكن على المدى الطويل ونأمل جميعا أن يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن.

دمتم بخير

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى