إن مرض السل عند الأطفال أو ما يطلق عليه اسم “الدرن” يعد من الأمراض المزمنة التي تسببها البكتريا. ويصيب هذا المرض الرئة بشكل رئيسي ولكنه قد يحدث ضرر في بعض أجهزة الجسم الحيوية الأخرى كالمخ أو الكلى أو حتى النخاع الشوكي. وتنتقل العدوي من فرد لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير من فم الشخص المصاب.
فما هو مرض السل عند الأطفال؟ وما هى أبرز العلامات والأعراض المصاحبة للمرض؟ وأهم الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بهذا المرض؟ وما هى أنواعه؟ كل تلك التساؤلات وأكثر سوف نجيب عنها بالتفصيل الدقيق حلال المقال التالي.
ما هو مرض السل عند الأطفال؟
مرض السل أو ما يسمى بالدرن أو التدرن يعتبر مرض معد وشائع جدا يصيب الأطفال والكبار. ولكننا هنا سنتحدث عن إصابة الأطفال به. فهو يصيب الطفل بسبب عدوى بكتيرية تنتقل من شخص لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير من خلال السعال أو الكحة أو العطس. ويؤثر هذا المرض بشكل رئيسي على الرئة والجهاز التنفسي للطفل.
مشاكل التنفس عند الرضع: ما الذي يخبرك به صوت تنفس طفلك؟
ويمكن أن يصاب الطفل بمرض السل قبل الولادة أو أثناءها. وذلك من خلال التنفس أو من خلال ابتلاع الجنين لبعض من السائل الأمنيوسي للأم المصابة. وتقدر نسبة إصابة الأطفال بهذا المرض من 9 إلى 12 بالمئة من إجمالى المرضى. كما أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة من الكبار. حيث يتفاقم المرض بسرعة وبشكل أخطر عند الأطفال.
كما أن تشخيص المرض لدى الأطفال يعد أكثر تعقيدا وصعوبة. وذلك لأن الأطفال يخرجون البلغم بصعوبة. كما أنهم أكثر عرضة أيضا للإصابة بالسل الدخني وكذلك الإصابة بالتهاب السحايا وهما نوعان من أنواع السل الغير رئوي. وعلاجهما أكثر صعوبة وتعقيدا.
البلغم عند الرضيع.. أسبابه وكيفية علاجه
أنواع مرض السل عند الأطفال
على الرغم من أن جسد الطفل يكون بمثابة مأوي لتلك البكتيريا المسببه لمرض السل, إلا أن جهازه المناعي يعمل على وقايته من المرض. ولهذا قد صنف الأطباء المختصين هذا المرض لنوعين أساسيين وهما:
السعال الديكي: الأعراض وطرق الوقاية والعلاج
السل الكامن
وفي هذا النوع يكون الجسد مصاب بالبكتيريا المسببة لمرض السل ولكنها في موضع كامن وغير نشطة. كما أنها تكون غير معدية أيضا والمرض تحت السيطرة ولذلك لا تظهر أى أعراض على الطفل المصاب. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه البكتيريا الكامنة قد تتحول في أي وقت إلى بكتيريا نشطة ولذلك يجب أن يخضع الطفل للعلاج فورا.
السل النشط
ويعد هذا النوع هو الحالة المباشرة للمرض. حيث تتسبب في الشعور بأعراض كالسعال المستمر والحمى. ويكون المرض في هذه المرحلة معدي وينتقل للأخرين.
أبرز العلامات والأعراض المصاحبة لمرض السل عند الأطفال
يوجد بعض العلامات والأعراض التي تظهر على الطفل المصاب. وذلك حينما تتطور بكتيريا السل وتتحول من كامنة إلى نشطة. ومن أمثلة هذه الأعراض ما يلي:
الالتهاب الرئوي اليوزيني: الأسباب والعلاج
- وجود سعال مستمر لمدة أكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع.
- الشعور بألم في الصدر ويزداد حدة عند السعال.
- السعال يصاحبه وجود دم أو مخاط دموي.
- فقدان ملحوظ في الوزن.
- التعرق أثناء الليل.
- فقدان شهية الطفل.
- وجود حمى باردة وقشعريرة.
- الإرهاق الشديد والإعياء وقلة الحركة.
الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بهذا المرض
السبب الرئيسي في الإصابة بمرض السل هو انتقال البكتيريا المسببة للسل من الشخص المصاب لآخر سليم عن طريق الررذاذ المتطاير في الهواء أثناء العطس أو السعال أو حتى أثناء الكلام.
وعلى الرغم من أن مرض السل يعتبر مرض معدي إلا أنه لا ينتقل بسهولة بين الأشخاص. كما أنه لا ينتقل أيضا من خلال الأدوات الشخصية كالملابس أو الأكواب أو أدوات الطعام. بالإضافة إلى أن الأشخاص المصابة بالبكتيريا النشطة لا ينقلوا المرض إذا تلقوا العلاج لمدة أسبوعين على الأقل حتى لو لم يختفي المرض لديهم.
مشاكل التنفس عند الرضع: ما الذي يخبرك به صوت تنفس طفلك؟
كيفية تشخيص هذا المرض
- يتم تشخيص المرض عند الطفل عن طريق إخضاعه إلى اختبار جلدي. ويتم ذلك عن طريق حقنه بمادة معينة تحت الجلد تسمى “السلين”. ويتم ملاحظته. فإذا ظهر احمرار وتورم لتلك المنطقة المحقونه فيكون ذلك دليل على وجود البكتيريا وإصابة الطفل بالسل.
- كما يمكن أيضا عمل أشعة سينية أو أشعة مقطعية للطفل. وذلك لكي يرى الطبيب المختص مدى تفشي المرض وتأثر الرئتين به.
- يمكن أيضا أن يأخد الطبيب عينة من بلغم الطفل ويقوم بفحصه. وذلك للتعرف على نوع العدوى المصاب بها الطفل بالتحديد ومدى خطورتها.
- وفي حالة فشل تلك الطرق في تقديم نتيجة كاملة ودقيقة, حينها يلجأ الطبيب للقيام باختبار دم للطفل.
ما هى بروتوكولات العلاج المتبعه للتخلص من مرض السل عند الأطفال؟
تتمثل خطورة بكتيريا السل في أنها مقاومة للأدوية. وتطور باستمرار أنظمة الدفاع المضادة لها. وبهذا تولد أجيال جديدة من هذه البكتيريا المتطورة والتي يكون من العسير علاجها.
عند تشخيص طفلك بالسل سيقوم الطبيب بوصف الدواء المناسب. وسوف يؤكد على الأم ضرورة أخذ الجرعة في موعدها وبشكل كامل. وذلك لأن أي إهمال في تلقي العلاج قد يؤدي إلى تحول البكتيريا إلى بكتيريا مقاومة مما يؤدي إلى زيادة شدة وخطورة المرض.
يختلف العلاج واختيار نوع الدواء من طفل لأخر وذلك على حسب طول مدة العلاج على عمر الطفل وصحته وموقع العدوى في جسده. فإذا كان الطفل مصاب بالسل الكامن فالطبيب المختص سوف يصف بعض الأدوية لعلاجه بسهولة. ولكن في حالة إذا كانت بكتيريا المرض نشطة فإنه سوف يصف أنواع محددة من المضادات الحيوية لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى تسعة أشهر على الأقل.
ومن أمثلة الأدوية الأكثر استخداما وشيوعا في هذا المرض (الريفامبين, والبيرازيناميد, والإيزونيازيد, والإيثامبوتول). أما في حالة السل المقاوم فيصف الطبيب المضادات الحيوية من عائلة “الفلوروكينولونات” والتي من أمثلتها (الأميكاسين, والكابريوميسين). وفي بعض الحالات يتطور المرض ليقاوم هذه الأدوية أيضا فيضطر الطبيب لاستخدام أدوية أخرى مثل (البيداكيلين أو اللينزوليد).
