الطفولة المبكرةطفلك

مفهوم العنصرية الذي يجب أن يفهمه أطفالنا

مفهوم العنصرية لدى الأطفال يعتبر مفهوم أكبر من أن تحتويه عقولهم. ولكن سنجد في بعض الأحيان أسئلة عن سبب الاختلاف في لون البشرة. هنا يقف الآباء مكتوفين ظناً منهم أنه لا يجب الحديث في هذا الموضوع لعدم إثارة المشاكل.

ولكن الأطفال خاصة من هم دون عمر المدرسة لديهم نهم كبير بالمعرفة. ومع زيادة تطور نموهم العقلي والجسدي نجد منهم أسئلة كثيرة عن كل ما حولهم. ويجب أن يكون لدينا إجابات مقنعة عنها لتشجيعه على زيادة معرفته واكتساب المعلومات.

من خلال هذه المقالة نوجه رسالة للآباء والأمهات وكذلك كل القائمين على العملية التعليمية والتعامل مع الأطفال.هذه الرسالة تتضمن الطريقة الصحيحة لتوصيل مفهوم العنصرية للأطفال. خاصة من هم في عمر دون سن المدرسة.

طرق توصيل معنى العنصرية للطفل

1- الاختلاط مع الآخرين

يجب على الطفل أن يختلط بجميع الأشخاص، حتى يستطيع تقبل الاختلاف بسهولة. خاصة في سن قبل دخول المدرسة، يجب أن يتعرف إلى الأشخاص المختلفين عنه خاصة في لون البشرة. فطرة الطفل في هذا السن هي التي تحكمه، ليس أي اختلاف آخر.

كما أنه عندما يتعامل مع أطفال في مثل عمره مختلفين عنه، ويتعرف عليهم من خلال اللعب والإختلاط لن تاتي لمخيلته فكرة انه مختلف عنه في شىء. وعندما لا نستطيع أن نجعل الطفل يختلط بأشخاص مختلفين من الممكن أن نستعين بأفلام الكرتون الهادفة أو الكتب المناسبة لعمره.

2- تحدث مع طفلك عن الاختلافات بين البشر

مفهوم العنصرية من الممكن أن نتحكم فيه لدى الأطفال بالحديث عن الاختلافات بين البشر. بمعنى أخر عندما تجدين طفلك يتعامل مع شخص مختلف عنه في صفة معينة واضحة. مثلاً الشعر المجعد، أو لون البشرة المختلفة، أو حتى اختلاف لون العينين، كلها اختلافات يمكن أن يلاحظها الطفل جيداً وأن يسأل عن سبب هذا الاختلاف.

يجب أن تكون إجابتك بكل ثقة أن الاختلاف شىء عادي بين البشر. لأن الله خلق الناس مختلفين، لم يخلق شخص مثل غيره. بل إن هناك اختلافات تجعل الشخص مميز بين أقرانه. وبالطبع يجب أن نستخدم ألفاظ سهلة يفهمها الطفل بسهولة ويتقبلها.

3- لا تبالغ في رد الفعل

إذا وجدت تعليق من طفلك عن اختلاف لون بشرة أحدهم سواء كبير أو صغير، يجب أن لا يكون لك رد فعل عنيف حتى ولو بالكلام. فالطفل في عمر قبل المدرسة لا تحمل تعليقاته أي نوع من أنواع السخرية أو الإستهزاء. ولكنها كلها تعليقات بسبب أنه رأى شىء مختلف عما كان معتاد عليه.

فيجب أن تكون ردود أفعالنا متزنة عندما يصدر من الطفل مثل هذه التعليقات. بالإضافة إلى أنه مادة جيدة لفتح باب النقاش مع الطفل حول سبب تعليقه. مثلاً إذا أخبرك الطفل أن شخص ما لديه بشرة سمراء، يجب أن يكون رد فعلنا هو أنه شىء طبيعي كما ذكرنا في الفقرة السابقة. إنها طبيعة الاختلاف بين البشر.

4- لا تفتح أنت باب النقاش حول العنصرية

مفهوم العنصرية واختلاف الأعراق غير مفهوم للكثير من الأطفال. خاصة من هم دون سن المدرسة. لذلك أن يكون الموضوع متاح للنقاش فقط كرد فعل على الطفل إذا وجدت أن لديه أسئلة تخص الاختلاف بين البشر. ولكن إذا لم يلحظ الطفل ذلك فيجب ألا ننبهه نحن حتى لا يتولد لديه مشاعر مخالفة ويأخذ الموضوع مجرى التنمر بين الأطفال.

5- كن أنت القدوة

الطفل المتنمر على غيره نتيجة الاختلاف فيما بينهم هو ننيجة بيئة متنمرة في الأساس. فمثلاً إذا تعود الطفل من أمه أو أبيه أو أحد أفراد عائلته أنه يُلقب الناس بألوانهم سوف يعتاد هو على ذلك. مثال إذا قال أحد أفراد العالئلة” هذه المرأة السوداء” أو هذا الراجل ذو الشعر المجعد” أو أي جملة تصف شىء ما في أي شخص سوف يستقبلها الطفل كجملة معتادة.

فأفراد العائلة هم المصدر الأول لتعليم الطفل كل شىء. في الحالة النادرة التي يصدر فيها الطفل الصغير  المدرسة تعليقًا عنصريًا سلبيًا ، فإنه عادة ما يعكس شيئًا ما سمعه في المنزل أو في المدرسة. فيجب أن ننتبه جيداً لما نردده من كلمات وجمل أمام الطفل ونعود أنفسنا أولاً على كل ما هو إيجابي.

نصائح عامة لتوصيل معنى العنصرية بطريقة إيجابية

1- راقب جيداً ما يشاهده طفلك من محتوى. خاصة مع الانفتاح على العالم الذي نشهده في عصرنا الحالي. فربما مشاهدة مشهد واحد به شىء من العنصرية يضيع مجهودك بالكامل مع طفلك في تصحيح كل ما يخص الاختلاف بين البشر.

2- تحكم في البيئة التي يختلط بها الطفل، ومن هم أصدقائه، وكيف يتحدثون مع أقرانهم. فهم مصدر دسم جداً للطفل في اكتساب المعلومات والعادات أيضاً.

3- إذا كان الطفل منتسباً لحضانة أو نادي أو غيره من أماكن رعاية طفل ما قبل عمر المدرسة، يجب مراقبة طريقة التعامل معه هناك. ومراقبة سلوكياته في المنزل فهي انعكاس لما يكتسبه داخل هذه الأماكن.

4- يجب أن يمتلك الطفل العاب لعرائس مختلفة في لون البشرة وشكل الشعر وأغلب الاختلافات الموجودة في البشر. فعالم الألعاب هو العالم الأول الذي يتعرف منه على عالمه الحقيقي. وبذلك سوف يعتاد على الاختلافات بين البشر.

وأخيراً الأطفال يتعاملون في سن ما قبل المدرسة بفطرتهم مع الآخرين. احرص دائماً ان تحافظ على هذه الفطرة حتى ينمو نمواً عقلياً طبيعياً. ويجب تثقيف انفسنا جيداً حتى نستطيع التعامل مع أي مواقف تخص الاختلاف بين البشر أو العنصرية بشكل إيجابي. يسعدنا مشاركتك معنا في التعليقات إذا كان لطفلك أو لكِ تجربة سابقة مع مواجهة العنصرية.

 

مصدر خارجي:- 

https://www.unicef.org/parenting/talking-to-your-kids-about-racism

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى