تربية طفلكعائلتك

الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربية الأطفال (الجزء الثاني)

محبتنا لأطفالنا هو أمر مفروغ منه وهو لا يحتاج إلى إثبات أو تأكيد، إلا أن عدم معرفتنا بأسلوب التربية الصحيحة قد يؤدي أحياناً لحدوث مشاكل مع أولادنا. وأحيانا نتساءل… هل نغيظ أطفالنا، أم أطفالنا هم من يغيظوننا؟ هل نربيهم ونتعامل معهم بطريقة صحيحة؟ ما هي الأخطاء الشائعة التي قد نرتكبها في تربية أولادنا؟ وقد ذكرنا في مقال سابق بعض الأخطاء التي يقع فيها الأباء في تربية الأطفال. وبسبب كثرة الأخطاء فقد خصصنا هذا المقال أيضا للتعرف على بعض تلك الأخطاء.

المحبة الناقصة تفسد تربية الأطفال

أحيانًا يكون حبنا لأطفالنا مشروطا بتصرفاته أو سلوكه أو درجاته في المدرسة، فنقول له (أنا أحبك عندما تكون الأول في صفك، أو عندما يكون سلوكك جيدًا أو….) وللأسف هذا النوع من الحب ليس كاملاً بالنسبة للطفل.

لذا يجب أن نعرف لغة الحب الخاصة به والتي تشمل التلامس الجسدي، تبادل الهدايا، تخصيص وقت، تقديم الخدمات، الكلمات الإيجابية المشجّعة.  وهذه تسمى لغات الحب الخمس. لذا يجب التركيز عليها لملىء خزانه العاطفي وبهذا نضمن أنه لن يلجأ لأحد كي يملأ خزانه، أو يشبع عواطفه بطرق سلبية تؤدي إلى تدمير حياته وانهيارها.

 التمييز بين الأولاد

ويكون التمييز في أغلب الأوقات بدون قصد وبسبب عدم وعي الآباء، ويحدث لأسباب عديدة؛ مثل أن تكون شخصية أحد الأبناء أكثر جاذبية. أو أن أحد الأبناء لديه نقطة ضعف بعكس باقي أخوته. وربما يحدث عند ترتيب الابن حسب السن. أو الأسوأ من ذلك وهو تمييز الذكور عن الإناث. فينشأ الذكور على التدليل وحب الأنا وتنشأ الإناث على الإحساس بالنقص في مجتمعها.

والحل لهذه المشكلة يكون بتكريس مساحة كافية من الوقت للأسرة كلها معًا، وتكريس وقت خاص لكل طفل على حدا. واعلمي عزيزتي أن لكل طفل شخصيته وقدراته ومميزاته وعيوبه وحساسيته في التعامل. وعلينا تذكّر أن الله يحب التنوع لذلك جعل لكل منا بصمة أصبع خاصة به، تماما كما لكل منا الجينات الوراثية الخاصة به والمميزة له. وكذلك المواهب والقدرات، وعلينا كأهل اكتشاف المواهب الخاصة بالطفل.

التساهل آفة في تربية الأطفال

إن الأبوين المتساهلان من أسباب الفشل في حسن تربية الأطفال لأنهما لا يتركان طفلهما يقوم بأي عمل بغرض حمايته من أي خطر قد يتوقعان حدوثه. كما أنهما لا يقومان بتأديبه أو حتى عقابه على أي خطأ مهما كان حجم ذلك الخطأ بحجة أنه بإعطاء الطفل الكثير من الحب والغفران سينُشأن بذلك طفلاً مثالياً وصالحاً. ولكن للأسف تكون النتيجة في أغلب الاحيان طفلًا عدوانيًا مسيطرًا أنانيًا عصبيًا. وذلك ببساطة لأنه تربّى في عالم كله يقول له نعم. فلم يتعود على سماع كلمة لا. والأسوأ من ذلك؛ سيظل طفلاً مهما كبر في سنه ولن يحترم حدود الآخرين، لذلك من الضروري تدريب الطفل على تحمل المسؤولية.

التخطيط لليوم دقيقة بدقيقة

بعض الآباء والأمهات يحرصون على ملئ أوقات أطفالهم بالكثير من الأنشطة وملئ جداولهم بالمهام التتي تتعلق بالدراسة أو ممارسة الرياضة أو بعض الأنشطة الأخرى. ويفعلون ذلك بحجة تعويد الأطفال على أهمية الوقت. ولكن في النهاية لا يصبح لدى الصغار وقت لأنفسهم مما يجعل حياتهم أشبه بمعاناة يومية. بل قد يفرحون عند مغادرة الوالدين للمنزل لأي سبب.

 نشر صور خاصة على وسائل الإعلام الاجتماعي

إن مشاركة صور الأطفال في حوض الاستحمام وغيرها من الأمور الخاصة ليس أمرا جيدا ولن يجعل الطفل اجتماعيا كما يظن البعض. بل إنه في الحقيقة يبدو أمرا مقززا. كما أن تربية الأطفال بهذه الطريقة يحولهم إلى شخصيات نرجسية، ويزيد عندهم الإحساس بأهمية الذات أو بالأحرى الغرور.

التدليل يدمر تربية الأطفال بشكل سوي

و هذا الخطأ يجعل الطفل يشعر دائمًا بأنه لا بُد أن يكون محور اهتمام الجميع. وسيتوقع من كل الناس نفس المعاملة. وبالطبع لن يحدث هذا في كل الأوقات،. وهذا سيجعل انفعالات طفلك طفولية حتى عندما يكبر. كما سيتأخر نضجه الاجتماعي والانفعالي وتقل قدرته على تحمل المسؤولية.

 إجبار الأطفال على إنهاء أطباقهم

بعض الأباء يجبرون الأطفال على تناول محتويات أطباقهم كاملة، على الرغم من أنهم شعروا بالشبع. وهذه العادة ربما تتسب في سمنة الأطفال لأنهم يتناولون ما يزيد عن حاجة أجسادهم.

عدم غرس العادات الأخلاقية

إن ضغوطات الحياة والعمل داخل وخارج المنزل، قد تجعل الوالدين غير مكترسين بتربية الأطفال من الداخل. وهذا يفسر مشاهدة الكثير من الأطفال في الشوارع يدخنون السجائر أو يتلفظون بكلمات بذيئة أو يهينون كبار السن وقد يفتعلون المشاكل. ولكن كونك أردت الزواج وإنجاب الأطفال فيجب عليك الحفاظ على هذه النعمة وغرس القيم الأخلاقية والسلوكيات الصحيحة في داخل طفلك. من خلال تعليمه حب الفقراء ومساعدتهم والتلفظ بالكلمات الطيبة واحترام الكبير والعطف على الصغير.

مكافأتهم بتناول الوجبات السريعة

وهذه المشكلة تقترن بربط السلوك الجيد بالغذاء غير الصحي. هذا سيؤدي وفقا لدراسات علمية إلى قتل الشهية للطعام الصحي. كما أن الاعتماد على تناول الوجبات السريعة يسبب تغير في  تصرفات الشخص، وإضعاف تحكمه مما يؤدي في النهاية إلى الإفراط في تناول الطعام والسمنة. كما أن الوجبات السريعة تجعل الأطفال كثيري الحركة.

 التوجيه أو التأديب أمام الأخرين

وهذه أخطر مشاكل تربية الأطفال لأن تأديب الطفل أمام الأخرين يثير نوعا من الكراهية تجاه والده أو الدته وربما يقتل المشاعر الإيجابية التي من المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض. وهنا ستتحول العلاقة بينهما إلى علاقة خوف لا احترام وتقدير.

للمزيد:

على من تقع مسؤولية تربية الأطفال؟

الأسرار السبعة للوصول إلى التربية المثالية

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى