ذوي الاحتياجات الخاصةطفلك

تعرفي علي متلازمة توريت عند الأطفال

هل لاحظتِ عزيزتي الأم يوما أحد أولادك يقوم ببعض الحركات بشكل مكرر؟ أو يصدر أصواتا مفاجئة أو حركات غريبة وليس لها مبرر؟ حسنًا، لا تقلقي  هذا الأمر يسمى في عالم الطب بـ “متلازمة توريت”

وفي هذا المقال  سنقدم لكي  أعراضها وأسبابها،  وتشخيصها وعلاجها.

ماهي متلازمة توريت؟ 

إن متلازمة توريت من الامراض العصبية التي تصيب الاطفال قبل سن البلوغ وهى أكثر شيوعا في الأولاد عنها في البنات. وتظهر أعراض هذة المتلازمة  على شكل حركات جسدية لا إرادية ولا يمكن السيطرة عليها.

ولكن أيضاً ليس كل من تظهر عليه مثل هذه الأعراض يكون مصاب بها،  إذ أن هناك أمراض ومتلازمات أخرى قد تسبب ظهور مثل هذه الحركات.

ماهي العرات tics ؟

العرات او التشنجات اللاإرادية هي الحركات السريعة والمتكررة التي يقوم بها شخص دون إرادته.

وهي تأتي وتذهب، أو تختفي وتحل محلها تشنجات لاإرادية أخرى و يبدو أنها تبلغ ذروتها في سن 10 إلى 12 عاما و في نهاية مرحلة المراهقة. وتقل بنسبة كبيرة عند الكثير من الأطفال وتختفي في نصف الحالات.

التشنجات اللاإرادية يمكن تشمل ما يلي:

-دفع الذراع
-القفز
-الرفس
-الاستنشاق المتكرر
-غمزات العين

وتنقسم هذه التشنجات أو العرات إلى:

  • العرات البسيطة، وهي الأكثر انتشار ومنها تشنج خفيف في العينين وتجعد الأنف، وتدلي الرقبة.
  • العرات الحركية المعقدة. هذه العرات تشمل مجموعات عضلية متعددة من الجسم، تظهر كاندفاع فجائي للذراع علي سبيل المثال.
  • العرات الصوتية، وهذه التشنجات اللاارادية تحدث أصواتا مثل أصوات الشخير، والسعال، والصراخ.
  • تكرار و ترديد الكلمات الأخيرة التي سمعها وقد يتلفظ بكلمات نابية او الفاظ بذيئة.

وإذا كان الطفل أو البالغ لديه اثنين على الأقل من العرات الحركية وواحدة صوتية واستمرت لمدة تفوق السنة يمكننا أن نفترض أنه يعاني من متلازمة توريت.

هل يمكن للطفل أن يمنع العرات او يخفيها ؟

بالطبع لا. فليس من الممكن أن نطلب من الطفل أن يمنع هذه العرات أو يحجمها لأن ذلك  ببساطة لن يجدي نفعا ذلك لأن الطفل ومن حوله لا يمكنهم التنبؤ ببداية التشنجات اللاإرادية.

وهناك شيء واحد مؤكد وهو أن بعض الأطفال قادرون على منع التشنجات اللاإرادية لا شعوريا لفترة من الوقت أثناء اللعب مع أصدقائهم . إضافة الى ان هذه التشنجات اللاإرادية تقل أثناء النشاط أو أثناء النوم وبعض الأطفال يتعلمون إخفائها مع مرور الوقت.

ويمكن للطفل أن يخفي العرات الحركية بتحويلها إلى حركات عادية ومقصودة ظاهرياً. ولأنه لا يستطيع منع العرات التي تتعلق بالتنفس وبالتالي فإن الطفل يمكن أن يقمع هذه العرات إلى حد ما، ولكن في الغالب لا يمكنه ذلك.

وغالباً ما تترافق هذه المتلازمة مع أعراض أخرى مثل:

1-نقص الانتباه مع فرط النشاط.

2-اضطراب الوسواس القهري.

3- الإكتئاب.

4-القلق.

أسباب متلازمة توريت:

تحدث هذة المتلازمة، نتيجة لعامل وراثي جيني او  عدد من الجينات.وهذا يزيد من خطر ظهور متلازمة توريت. ولكن لم يتم التعرف على هذا الجين أو على هذه التركيبة من الجينات وقد تكون مرتبطة ومتلازمة لمشاكل في مناطق معينة من المخ.

ومن الأسباب أيضاً التي يمكن ان تزيد من خطر ظهور  هذة العرات،أو ظهور أعراض أخرى  لهذه المتلازمة :

1-تعرض الأم خلال فترة الحمل لحالات الغثيان والقيء المتكررة والحادة خصوصاً خلال أول ثلاثة أشهر من فترة الحمل.

2-تعرض الأم للكثير من الضغط النفسي والتوتر خلال الحمل.

3-إسراف الأم بتناول كميات كبيرة من القهوة أو السجائر أو تناول مشروبات كحولية خلال فترة الحمل.

4-إذا حصل نقص في تزويد الجنين بالاكسجين، أو الدم أثناء عملية الولادة.

تشخيص متلازمة توريت:

  • ليس هناك فحوصات مخبرية لتشخيص متلازمة توريت. ولكن التشخيص يعتمد على عناصر أخرى منها أن يعاني الشخص من العديد من التشنجات اللاإرادية الحركية وواحد أو أكثر من العرات الصوتية.
  • حدوث التشنجات اللاإرادية عدة مرات في اليوم،  أوتقريبا كل يوم أو بشكل متقطع، لمدة أكثر من عام واحد و خلال هذه الفترة يجب أن لا يكون هناك فترة خالية من التشنجات أكثر من 3 أشهر على التوالي.
  • بداية التشنجات اللاإرادية تكون غالبا قبل سن 18

كما يستطيع الأطباء تشخيص هذة المتلازمة واستنادهم الى مراجعة التاريخ الطبي للطفل والعلامات الذي يصفها الوالدين .

كما يمكن للوالدين إجراء الاختبارات اللازمة لطفلهم لتشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو مرض الوسواس القهري. وإضافة إلى ذلك، يحتاج الطبيب أحيانا الى معرفة ما إذا كانت هنالك علامات لمشاكل اخرى يعاني منها الطفل ويمكن أن تعرضه للإصابة بالخوف أو الاكتئاب.

علاج متلازمة توريت

عزيزتي الأم إن التشنجات اللاإرادية ليست مشكلة طالما أن لا أحد يضايق طفلك حول هذا الموضوع خاصة أفراد العائلة والأصدقاء و المعلمين في المدرسة. فيجب الحرص على عدم إذلال الطفل وإغاظته و  العمل على زيادة القدرة على “التأقلم” مع العرات سواء بالنسبة للطفل اوالمحيطين به.

ويجب أيضاً تعليم وإرشاد الوالدين والمحيطين به مثل المعلمون في المدرسة، بشأن متلازمة توريت لان ذلك يساعد الطفل كثيرا في التقدم.  فيجب توفير بيئة داعمة، في البيت والمدرسة، تتقبل هذه العرات وتتفهمها. ورغم أن متلازمة توريت ليس لها علاج ناجح الى اليوم. ولكن قد يلجأ الأطباء الى وصف أدوية تسمى مضادات الذهان حيث يمكن لهذه الأدوية أن تساعد على السيطرة أو الحد من التشنجات اللاإرادية خاصة إذا كانت تؤثر على الحياة الطبيعية للطفل المصاب.

يمكنك الإطلاع ايضاً على

متلازمة كاواساكي.. أسبابها وأعراضها عند الأطفال

متلازمة داون (متلازمة الحب)

المراجع

https://www.neuroscientificallychallenged.com/blog/know-your-brain-tourette-syndrome

 

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى