الطفولة المبكرةطفلك

الأنانية .. ما هي، وما الأسباب التي تؤدي إليها

الأنانية من المشكلات الشائعة في البيوت وكثير من الآباء و الأمهات يشتكون من أن بعض أبنائهم يريدون الاستحواذ على كل شيء. وهم لا يعرفون أي فارق بين أن يكون هذا الشيء لهم أو لغيرهم،

ويشتكون أيضاً أن أبنائهم يبدون كالمتوحشين فلا يعرفون معني المشاركة في الطعام أو اللعب أو القراءة.

ما هي الأنانية

الأنانية أو (التمركز حول الذات) هي ذلك الحب المفرط للذات والحب المفرط لتملك الأشياء والاستيلاء عليها مع عدم الموافقة على مشاركة الآخرين أياً منها.

هل هناك وقت معين تختفي فيه الأنانية عند الأطفال ويحل محلها المشاركة؟

إن الطفل خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى من عمره يتصرف وفق المفهوم التالي: كل ما تقع عيني عليه، كل ما تصل إليه يدي فهو ملكي. تشتد الأنانية في عامه الثالث والرابع ويكون مؤمناً بقوة في المشاركة في عامه السابع وعامه الثامن.

قد يقول قائل هنا : لماذا ننظر إلي أنانية الأطفال علي أنها مشكلة، ما دام الطفل سوف يتخلص منها في نهاية المطاف ؟

الحقيقة أن الإزعاج في الموضوع يأتي من ناحيتين:

الأولى:  المعاناة التي يشعر بها الأهل خلال السنوات الست الأولى من حياة الطفل،

حيث يقعون في الحرج عشرات المرات بسبب امتناع الطفل الأناني من السماح لأبناء الضيوف والجيران والأقرباء من الاقتراب من ألعابه وأدواته الشخصية وبسبب المشاكسات بينه وبين إخوته؛

حيث يكثر من البكاء والشكوى كلما امتنع أحد من إخوته الكبار عن منحه أشياءه الخاصة.

الثانية: إمكانية استمرار النزعة الأنانية لدى الطفل وترسخها في شخصيته ليصبح في المستقبل شخصا شحيحا سلبيا لا يفكر فيمن حوله،

ولا يفكر إلا في مصلحته الخاصة، وذلك إذا لم تعامل أسرته نزعته هذه بالحكمة والأسلوب الرشید.

أسباب الأنانية لدى الطفل: 

١- الأنانية مكتسب اجتماعي (يكتسبها الطفل ممن حوله)

في الواقع إن تأثير الوراثة في الأنانية محدود، وأن الطفل يتعلم السلوك الأناني من أسرته على نحو أساسي،

ثم من البيئة التي يعيش فيها، إن الطفل حين يرى إخوته الكبار مهتمين بشؤونهم وحريصين على السيطرة على كل شيء، فإنه يظن أن هذا هو الشيء الطبيعي، وهو الشيء الصحيح،

و حين يرى الأشياء قدمت له ممن حوله بکرم وسهولة، فإنه يظن أيضاً أن هذا هو الشيء الصحيح،

وقد أدرك هذا المعنى كثير من الأمهات الفاضلات؛ حيث إنك تجد الواحدة منهن تشجع صغيرها على أن يطعم أبناء الضيوف شيئا مما في يده، أو تحثه على أن يسمح لهم باللعب بدراجته، أو الدخول إلى غرفته،  وحين يفعل ذلك فإنها تمطره بوابل من القبلات وكلمات الثناء.

إن کون الأنانية مكتسب اجتماعي – في غالب الأمر – يحمل الأبوين مسؤولية بث معاني الكرم والمشاركة والشهامة في نفوس الصغار من خلال السلوك الشخصي والمواقف السخية.

۲ – الشعور بالضعف والإهمال:

حين يشعر الطفل بأنه ضعيف أو مهمل من قبل المحيطين به، فإن من المتوقع أن يتقوقع على نفسه ويهتم بشخصيته وأشيائه.

إن الشعور بالضعف قد يكون بسبب خوف الطفل من عدوان الآخرين عليه، أو بسبب خوفه من تكرار اضطهاد حدث له.

حيث يشعر أن اللعب مع الآخرين ومشاركتهم قد يعرضه لمثل ما تعرض له من الأذى.

شعور الطفل بالإهمال من قبل أبويه وإخوته الكبار بسبب اهتمامهم بشؤونهم الخاصة يحفزه على التقليد: ما دام الجميع مشغولين بأنفسهم فلماذا لا أكون كذلك؟

والشعور بالإهمال يجعله أيضا ينظر إلى الأشياء التي يمتلكها على أنها ملاذ يلوذ به؛ حيث لا يتوقع الكثير من غيره.

ومن هنا فإن الحرمان من العاطفة الجياشة والأحضان الدافئة والحرمان من المساندة الأسرية، من العوامل المهمة في تأجيج نار الأنانية في نفوس الأطفال.

٣- الدلال الزائد:

يقولون: الشيء إذا زاد على حده انقلب إلى ضده، وهذا القول لا يصدق على شيء كصدقه على أسلوب تربية الأبناء. حيث إن التوازن والاعتدال من القواعد الأساسية في التربية.

الطفل المدلل يتلقى عناية زائدة وحماية مبالغا فيها من قبل أسرته.

إنها تقدم له كل شيء، ولا تطلب منه أن يقدم أي شيء، فيحدث لديه نوع من الاكتفاء الذاتي، والعزوف عن مخالطة الآخرين أو مشاركتهم.

وأحيانا يؤدي الدلال الزائد إلى شعور الطفل بأنه محور اهتمام الآخرين، وهذا يقوي لديه الشعور بالأنانية.

ترشيحات لبعض الكتب التي تساعدك في التعامل مع أنانية طفلك بشكل أفضل

  1. تقويم السلوك الأناني لدى طفلك ، ريم سعيد أبو بشيت.
  2. المشكلات النفسية عند الأطفال، الدكتور زكريا أحمد الشربيني
  3. مشكلات الأطفال السلوكية، وفيق صفوت مختار
  4. مشاكل الأطفال.. كيف نفهمها؟ الدكتور محمد أيوب شحيمي
  5. كتاب مشكلات الأطفال، الدكتور عبدالكريم بكار.
  6. مشكلات الأطفال النفسية وأساليب المساعدة فيها، الدكتورة سوسن الجلبي
  7. أساسيات تربية الأطفال، نجاح السباتين
  8. مشكلات الأطفال وعلاجها تربوياً، ريما بدر خربيط

ولتتعرفي علي بعض الخطوات التي من الممكن أن تساعدك في معالجة السلوك الأناني عند طفلك اضغطي هنا

المراجع :

  • عبدالكريم بكار :2010، مشكلات الأطفال ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى