تعد اللقاحات عاملا مهما في تحديد الصحة العامة للفرد. ويعتبر الالتزام بحملات التطعيم للأطفال حديثي الولادة فى أوقاتها ضرورة للحفاظ على صحة وسلامة المولود. لذلك تحرص كل أم على متابعة جدول التطعيمات الذي توصي به وزارة الصحة بالدولة. لأنها تضمن أن يتمتع الطفل بصحة جيدة وآمنة. حيث تعمل كدرع وقائي يساعد الطفل في السيطرة على الأمراض أو الأمراض المعروفة. فالتحصين من المرض هو الطريقة الأسهل والأكثرها فعالية لوقاية الأطفال من تلك الأمراض الخطيرة.
ولكن هناك بعض الحالات التي قد ينصح الطبيب بتأخير التطعيم فيها. وذلك إذا كان الطفل يعاني من مرض ما أو يتناول أدوية تتعارض مع هذه التطعيمات. أو قد تمر بالعائلة بظروف خاصة تجعل الأم تنسى موعد تطعيم رضيعها. فما هي أهمية تلك التطعيمات؟ وهل يمكن تأجيل موعدها؟ وما هى المدة المسموح بتأجيلها؟ وهل يمكن تعويض الطفل عن تلك التطعيمات الفائتة فيما بعد؟ وماهى الحالات التي يجوز فيها تأخيرها؟
ما هى أهمية التطعيمات؟
تعتبر التطعيمات الأولية وخاصة أثناء الأربعة أشهر الأولى بعد الولادة مهمة جدا. لأنها تحمى الطفل من أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد B والفيروسات العجلية والمكورات الرئوية. وعادة ما يتم إعطاؤها للرضيع في الأسبوع 6 و 10 و 14 بعد الولادة.
حيث أن لها دور كبير جدا وفعال في تقوية جهاز المناعة عند طفلك. وتجعله قادرا على حمايته ضد العديد من الأمراض مثل : شلل الأطفال والدفتيريا و التهاب الكبد الوبائي ب و الحصبة و الحصبة الألمانية والتيفود والتيتانوس والجديري وفيروس الروتا والغدة النكافية.
هل يمكن تأجيل موعد تطعيمات الأطفال؟ وماهي المدة المسموح بها؟
إن تأخير موعد تطعيم طفلك ليوم أو اثنين أو حتى أسبوع غالبا لن يكون له أضرار كبيرة. حيث يعد اللقاح متأخرا إذا تم تلقيه بعد 30 يوما. فمعظم التحصينات يكون لها نطاق واسع يمكن أن تؤخذ فيه.
لكن تأخير موعدها حتى تمر الفترة المسموح بها لطفلك للحصول على هذه التطعيمات أو عدم حصوله عليها على الإطلاق. فإن هذا قد يسبب له أضررا شديدة الخطورة ليس في الوقت الحالي فقط ولكن في المستقبل أيضا.
إن لم يأخذ الطفل التطعيمات الخاصة به حتى عمر شهرين، فيمكنه البدء في وقت متأخر ولكن يتم ذلك مع استشارة طبيب الأطفال لكي ينظيم جدول التطعيمات للطفل. أما إذا كان قد أخذ تطعيماته بالفعل ولكنه فوت موعد البعض منها، فيمكن المتابعة مع الطبيب المختص لكي يتم أخذ الجرعات الفائتة وتنظيم موعدها.
ما هي أضرار ومخاطر تأخير تطعيم الرضع؟
إصابة الطفل بعدوى قد تودي بحياته
حيث يتم تحصين الرضع ضد 14 مرض تقريبا في المتوسط. وتكون معظم هذه التطعيمات ضد أمراض خطيرة مثل الحصبة والسعال الديكي والحمى النكافية. وإصابة طفلك بهذه الأمراض دون تطعيم قد يودي بحياته. أو يعرضه لمخاطر كبيرة وشديدة. ولو تجاوز طفلك مرحلة الطفولة دون عدوى فإنه قد يصاب بهذه الأمراض في المستقبل.
التعرض لمشكلات صحية خطيرة في المستقبل
فعلى سبيل المثال إذا لم يتم تطعيم طفلتك ضد الحصبة الألمانية وكبرت وأصبحت حاملًا، فإن التقاط العدوى خلال حملها سوف يؤدي إلى إصابة جنينها بتشوهات خلقية. وكذلك أيضا الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد الجديري ولا يصابون به في طفولتهم فمن الممكن أن يصابوا في الكبر ويكون مؤلمًا جدًّا وخطير ويعرضهم للإصابة بالحزام الناري.
زيادة التكلفة المادية مع مرور الوقت
يجب على الأشخاص الذين لم يأخذوا تطعيمات معينة في الصغر أن يخبروا الأطباء عند التعرض لأي مرض أو مشكلة طبية. حيث يحتاج إلى تعامل خاص من الأطباء وإجراء المزيد من الفحوصات مما يعد مكلفا ماديًّا.
المرور ببعض المعوقات الاجتماعية
حيث يوجد بعض أولياء الأمور الذين لا يرغبون في أن يتعامل أطفالهم مع الأطفال الذين لم يحصلوا على تطعيماتهم. وذلك بسبب الخوف عليهم من العدوى. كما يوجد العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لا تقبل إلا الأطفال الذين حصلوا على تطعيماتهم الإجبارية. ويتم التأكد من ذلك من خلال شهادة الميلاد المختومة من وزارة الصحة.
الحالات التي يسمح فيها الطبيب بتأخير تطعيم الرضع
قد تخشي بعض الأمهات من حصول أطفالهن على التطعيم في حالة مرضهم. معتقدين بأن هذه التطعيم قد يجعل حالتهم الصحية أكثر سوءًا. أو أن المرض قد يؤثر على فاعلية التطعيم. لكن الأطباء تنصح بعدم تأجيل التطعيم في حالة إذا كان الطفل يعاني من مرض بسيط مثل البرد والحمى البسيطة.
ولكن هناك بعض الحالات التي يجب فيها تأجيل التطعيم مثلا إذا كان الطفل مصاب بمرض خطير ومزمن كالسرطان. أو إذا كانت مناعة الطفل ضعيفة جدا بسبب مرض أو بسبب العلاج الكيماوي أو الإشعاعي. أو إذا ظهر على طفلك ردة فعل تحسسية شديد عند حصوله على الجرعة الأولى من التطعيم، ففي هذه الحالة يجب تأجيل الجرعة الثانية أو تجاوزها. إذا كان طفلك يعاني وعكة صحية شديدة، فيمكنك الانتظار حتى يتم شفاءه ثم يحصل على التطعيم.
هل يمكن الجمع بين التطعيمات للحاق بجدول التطعيمات؟
هناك بعض التطعيمات التي يمكن الجمع بينها ويأخذها الطفل كتطعيم واحد. ولكن يتم ذلك تحت الإشراف الطبي الكامل. كما يوجد بالفعل بعض التطعيمات التي تؤخذ بهذه الطريقة مثل : التطعيم الثلاثي ( الديفتريا و السعال الديكي والتيتانوس). أو التطعيم الخماسي ( الديفتريا و السعال الديكي والتيتانوس و الانفلونزا و الالتهاب الكبدي الوبائي ب )
ويمكنك متابعة المزيد من المعلومات من خلال:
تطعيمات الأطفال في ظل أزمة كورونا بين الخوف والحذر
الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال في فبراير ٢٠٢٠
