يعتبر الطلاق قضية من القضايا التي أثارها بعض المستشرقين في الآونة الأخيرة. وذلك بقصد أن الإسلام ظلم المرأة حين جعل الله الطلاق بيد الرجل لا بيد المرأة. وفي هذا المقال سنجيب على سؤال؛ لماذا شرع الطلاق ؟ ثم نتبعه بسؤال آخر وهو لماذا جعل الله الطلاق بيد الرجل وليس بيد المرأة ؟ وهل ليس للمرأة الحق في فسخ العقد إن وقع عليها من زوجها ما يفسد دينها وحياتها؟
لماذا شرع الطلاق ؟
قد يظن بعض الناس أن الطلاق من شعائر الإسلام. أو أنه أمرا واجباً. أو أن الإسلام مدحه أو حض عليه. لكن الأمر ليس كذلك مطلقا.
فالطلاق : هو حل لرابطة الزواج بلفظ صريح أو بكناية مع حضور نية الطلاق.
ويختلف حكم الطلاق. فقد يكون مباحاً إن كان بغرض رفع الضرر لأحد الزوجين، فقال تعالى :
( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) وقد شكى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاءة زوجته فقال له ( طلقها ) رواه أبو داود .
وقد يكون الطلاق حراماً، إذا كان سيترتب عليه ضررا لأحد الزوجين ولن يحقق للطرف الثاني منفعة وهناك دليل على ذلك في الحديث :( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) رواه أبو داود، وفي حديث آخر ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) رواه أبو داود .
وقد يكون الطلاق مندوباً، وهذا عندما يرى الرجل من زوجته تفريطا في حقوق الله المفروضة، مثل الصلاة ولا يمكنه إجبارها عليها ولا يمكنه إصلاحها، أو أن تكون الزوجة غير عفيفة .
قال الإمام أحمد : في هذه الحالة لا ينبغي إمساكها، لأن فيه نقصاً لدينه ولا يأمن إفساد لفراشه .
وبهذا نكون قد أجبنا عن السؤال الأول وهو لماذا شرع الطلاق ؟ والجواب باختصار أن الله شرعه لفض رابطة الزواج إذا استحالت الحياة بين الزوجين.
ما قبل الطلاق
ولما كان الطلاق هو أبغض الحلال ونهاية المطاف، وللأسف فإنه العلاج المؤلم لمرض خطير. فكان لابد أن يسبقه عدة أمور حتى لا يلجأ الناس إليه، ومن هذه الأمور:
- حسن اختيار الزوجة، فيكون أساس الاختيار هو الدين.
- اهتمام المرأة ووليها باختيار صاحب الخلق وصاحب الدين .
- يجب رضا المرأة عن الزواج وعدم إجبارها .
- وجوب المعاشرة بالحسنى من كلا الزوجين.
فإن تمت هذه الخطوات وظهرت بوادر الطلاق، يجب اللجوء إلى العلاج أولا. ويشمل ذلك؛
- الصبر فعسى أن يكون الشر في باطنه خير.
- الوعظ بالكلام اللين.
- التحكيم، وذلك بأن يرسل كلا الزوجين حكما من طرفه.
مراحل الطلاق :
من المعلوم أن الطلاق الصحيح يقع على عدة مراحل وفي ظروف معينة ومنها:
- أن يكون الطلاق بطلقة واحدة
- أن تبقى المرأة في عدتها في بيت الزوجية ولا تتركه إلا بعد انتهاء العدة.
- فإن استمر الوضع ولم يعد يطيق الزوج زوجته، كان الطلاق حينها بائناً بينونة صغرى
لماذا الطلاق بيد الرجل؟
عادة ما يطرح هذا السؤال على أن الأمر فيه ظلم للمرأة وهضم لحقها، وإنما جعل الله الطلاق بيد الرجل لأمرين :
- أن الرجل هو المنفق على أسرته من بداية الزواج
- أن الرجل مهيأ من حيث فطرته وخلقته على التريث والتعقل. فالرجل يكون أقل انفعالا، وأضبط نفسا من المرأة.
هل للمرأة الحق أن تفسخ العقد ؟
صحيح أن الإسلام قد جعل الطلاق بيد الرجل إلا أن المرأة لها حق الخلع وهو أن تتنازل الزوجة لزوجها الكارهة له بمال، فإذا وجدت المرأة أن حياتها مع الرجل تضرها وتجعلها لا تقيم حدود الله، وكرهت معه الحياة، فإن الإسلام أباح لها أن تفدي نفسها بالمهر الذي قدمه لها .
وفي قضية زيد بن ثابت قال الرسول صلى الله عليه وسلم لامرأة زيد ( أتردين عليه حديقته ، قالت : نعم ـ قال لزوجها : اقبل الحديقة وطلقها تطليقة ).
المرجع
https://kidshealth.org/en/kids/divorce.html
للمزيد
9 طرق لكي تحصلين على مشاركة الزوج في تربية الأولاد
