الأخطاء الشائعة التي يفعلها الأهل في تربية الأطفال (الجزء الأول)
إن غاية كل أسرة هي تربية أطفالها على مكارم الأخلاق لكي يكونوا صالحين. ولكن في كثير من الأحيان، وبسبب قلة الخبرة من الأب والأم، يقعون في الكثير من الأخطاء والتي للأسف تسبب خلل في تربية الطفل. وفي هذا المقال، سنقدم لكم أهم خمس أخطاء، يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات أثناء تربية الأطفال.
التسلط والسيطرة الزائدة
هناك بعض الآباء والأمهات الذين يتحكمون في جميع تصرفات أبنائهم بشكل زائد عن الحد المطلوب. ويعاقبون الأطفال بصورة قاسية على أفعال ربما تكون غير خاطئة، أو على الأقل قد لا تستحق هذا العقاب الشديد. كما أن هناك البعض ممن يتحكمون في كافة رغبات الطفل، كفرض نوع معين من الأطعمة والملابس والأصدقاء، مما يجعل الطفل الصغير لا يستطيع إكتشاف العالم من حوله بشكل صحيح. وأيضا ينشأ على عدم استطاعته اختيار أي شيء بنفسه. مما يؤدي إلى إعتماده الدائم على أهله في إختياراته، مما يجعله شخص ضعيف الشخصية ومتواكل.
هذا الطفل يشعر دائما بالخوف من العقاب حتى عندما يفعل تصرفات غير خاطئة. لذا يجب علينا عدم فرض التسلط والتحكم الزائد في كافة تصرفات الطفل، كما يجب إعطاءه مجال لإكتشاف العالم من حوله وحرية اختيار اصدقائه وأسلوب حياته مع التوجيه فقط. لذا لا تتدخلي إلا حينما تشعرين أن الطفل قد اختار شيءً خاطئاً يضره، و يجب أن يكون التدخل بالتوجيه والنصح وليس بالعنف والإجبار.
مقارنة الطفل بغيره تفسد تربية الأطفال
تعد مقارنة الطفل بغيره، من أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثير من الآباء والأمهات حتى دون أن يدروا. ولكن للأسف يكون لها تأثير سلبي جدًا على حياة الطفل. فيجب علينا ألا نقارن الطفل بإخوانه أو أقاربه أو زملائه، لأن ذلك سيؤثر على نفسية الطفل وسيجعله يشعر دائما بالغيرة والحقد على غيره.
كما أن هذه المقارنات تجعل الطفل يفقد الثقة بنفسه، وتجعله يشعر دائمًا أنه أقل من غيره. لذا يجب على الوالدين أن يكون لديهم إدراك ووعي بأن كل طفل لديه قدرات عقلية ومهارات تختلف عن أي طفل آخر. وبدلا من المقارنة؛ يمكنك إكتشاف قدرات ومواهب ومهارات طفلك ومساعدته على تنمية تلك المهارات. حيث أن التركيز والتشجيع على تنمية مهارة معينة لدى الطفل قد يجعله ينبغ فيها فيما بعد.
الإهمال الزائد من أسباب الفشل في تربية الأطفال
يعد الإهمال من أخطر الأمور التي تؤثر على تربية الطفل، وقد تؤدي إلى إنحرافه عند الكبر. وذلك لأن الإهمال الزائد للطفل قد يؤثر بالسلب على نفسيته، ويجعله يشعر بأن والديه لا يحبانه ولا يهتمون برعايته. كما أن الإهمال يجعل الطفل عرضة للوقوع في أي خطأ دون مراقبة أهله. أو معرفة أشخاص غير صالحين دون أن يقوّمه أحد أويرشده بأن تلك التصرفات خاطئة.
لذا يجب على الوالدين أن يخصصوا من وقتهم مساحة كبيرة للجلوس مع أولادهم، والإهتمام بهم، وارشادهم إلى الأفعال الصحيحة، كي لا يقترفوا الأخطاء الكبيرة.لأن أولادنا أعز ما نملك. ويجب أيضًا على الآباء متابعة تصرفات أبنائهم أولا بأول وضرورة التعرف على أصدقائهم لكي يقوموا بتوجيههم عند الحاجة فقط.
إهانة الطفل وعقوبته
إن معظم الآباء يلجئون إلى إهانة الاطفال و توبيخهم سواء كانت تلك الإهانة لفظية أو إهانة جسدية. ويعتبر هذا الأمر من الأمور الخاطئة تمامًا، ولكن للأسف الشديد يقع فيها معظم الآباء.
إن الضرب أو الإهانة اللفظية لا تربي في نفس الطفل أي قيم، بل على العكس تماما. إنها تجعل الطفل ينشأ بنفسية غير سوية، و تجعل شخصيته مهزوزة وضعيفة. هذا بالإضافة إلى أن هناك بعض الأطفال الذين يتعودون على الضرب والإهانة اللفظية. بل إنهم لا يسمعون كلام الأم أو الأب إلا عند إهانتهم. ورغم غرابة هذا الأمر إلا أنه خطير للغاية.
لذا يجب على الآباء ان يقدموا النصيحة والتوجيه لأبنائهم وتعليمهم الأفعال الخاطئة من الأفعال الصحيحة. فعندما يريدون تقويم أو معاقبة الطفل عند فعل أي شيء خاطىء، يمكنهم حرمانه مثلًا من الشيء الذي يحبه، ثم يقدمونه له فيما بعد عندما يفعل الصواب. وهذا سيجعل الطفل ينشأ بنفسية سوية.
عدم الإتفاق على توحيد النهج التربوي
من المشاكل الأخرى في تريبة الأطفال وهي أيضا شائعة، هو عدم الإتفاق بين الوالدين على سلوك تربوي محدد لتربية أطفالهم عليه. على الرغم من أنه يجب على الوالدين أن يعاملوا الطفل بنفس الطريقة، وبنفس درجة الحب والتربية. وهذا سيجعل الطفل يحبهم بنفس القدر. ولن نجد أن الطفل يحاول الإنحياز للأم مثلًا عن الأب.
لذا يجب على الأم والأب تعلم كيفية توظيف الشدة واللين في الأوقات المناسبة، وأن يربوا أطفالهم بنفس الطريقة. لأن اتباع تلك المناهج التربوية الموحدة أمام الطفل، ستجعله ينشأ على النفسية السوية، فيستطيع التفريق بين المواقف الصحيحة والخاطئة، كما تجعل لديه ثقة زائدة في نفسه وفي والديه.
واحذري عزيزتي من الثناء الدائم على فعل الطفل لإرضائه وكسب حبه، لأن ذلك سيجعله يتعود الحصول على أي شيء يريده و في أي وقت.
للمزيد:
