تربية طفلكعائلتك

طفلي يكذب كثيراً ولا أعلم لماذا؟

طفلي يكذب كثيرا ولا أعلم لماذا؟

في بعض الأحيان يغلب الخيال على وعي الأطفال فيكون إدراكهم بأن هذا الخيال هو الحقيقة بعينها.

وفي أحيان أخرى عزبزتي فإن أحلامهم من الممكن أن تكون الحقيقة بالنسبة لهم. ويرونها كأنها حقائق مسلم بها.ل لأنهمرأوا أحداثها وعاشوا تفاصيلها وفي هذه الحالة ذلك لا يعد كذباً بالمعنى الحرفي.

والكذب بشكل عام هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمدا،  سهوا، أو خطأ…

فهل طفلك يكذب كثيراً ولكن لا تعلمين أن هذا عرضيا أم مرضياً أو انحرافا سلوكيا؟

فدعينا سيدتي أولا نتطرق لأنواع الكذب سويا:

  • الكذب الخيالي:

وهذا الكذب لا يعتبر كذباً بالمعنى الحقيقي وذلك لسببين:

  • يمكنك أن تجعلي طفلك يتخلص منه بسهولة عن طريق التوجيه والمرونة معه.
  • إن هذا الكذب عزيزتي لا يؤدي إلى الإخلال بالقيم والأخلاقيات.

 ولأن بعض اللأطفال لديهم سعة في الخيال ويمكنهم الانغماس في أحلام اليقظة. فهذا الكذب لا يجب ألا يقلقك. فهذا السلوك سوف ينتهي مع الوقت بانتهاء مرحلة معينة من حياة طفلك.

وأيضاً بتوجيهه التوجيه السليم إلى مجالات يمكن من خلالها استغلال هذا الخيال كالقصة والتمثيل والشعر.

  • الكذب الالتباسي:

هل تعلمين أن هذا النوع من الكذب يحدث نتيجة التباس الحقائق على الطفل، وعجز ذاكرته على وعي حادثة معينة بتفاصيلها.

 فيقوم طفلك بحذف أو إضافة بعض التفاصيل من عنده حتى تكون مألوفة لديه، ويتسطيع أن يتذكرها بسهولة.

هذا النوع من الكذب يزول مع الوقت إذا كبر الطفل وأدرك الحقيقة بين الخيال والواقع. ليس معنى ذلك أن نتركه يزول من تلقاء نفسه. ولكن عليك توجيهه وإرشاده مع مراعاة مستوى إدراكه وتفكيره.

  • الكذب الادعائي:

هنا عزيزتي يبالغ الطفل في وصف تجاربه، ويجعل نفسه بطلا، ويحاول أن يجذب الانتباه إليه بشتى الطرق.

ويكون هدفه أن يوقع السرور على المستمع لتأكيد ذاته وإشباع نزعة السيطرة لديه. وذلك بسبب أنه  غير منسجم مع من حوله.

وعليك إدراك أن الكذب الادعائي هو نتيجة لعقاب طفلك المستمر وشعوره بأنه أقل من أقرانه. فيلجأ إليه كوسيلة من وسائل جذب الانتباه ممن حوله.

وفيه يدعي طفلك أنه مهدد تارة أو مظلوم وتارة يدعي المرض، وتارة أخرى يدعي البطولات الواهية والشجاعة.

وهذا النوع من الكذب يتطلب التدخل السريع منك والإسراع في علاجه. لأنه يمكن أن يتفاقم مع نمو طفلك. فمعظم الكذب الادعائي الذي يمارسه بعض الكبار هو نتيجة للممارستهم هذه العادة منذ الصغر.

  • الكذب العنادي:

ويكون هذا الكذب عزيزتي كنوع من أنواع العند لك ولأبيه. وخاصة إذا كان أحد منكما شديد الطباع معه بعيد عن العطف والحنان، فيتحدى الطفل أبويه ويشعر بالارتياح لذلك.

وهذا يكون نداء خطير لك  أن طفلك في خطر التمادي في الكذب،واتباع هذا السلوك وهذا بسبب السلوك العنيف معه.

 ولكن اطمئني فهذا الكذب عرضي يمكن أن يتلاشى بتلاشي أسبابه.

  • الكذب الانتقامي:

إن ممارسة هذا النوع من  الكذب يكون من أجل الانتقام من الآخرين، والإيقاع بهم، وإلصاق التهم إليهم أو تشويه سمعتهم.

 ولك أن تتخيلي مدى خطورة هذا الأمر. لأنه نتيجة للانفعالات الحادة التي توجه للطفل، واهتزاز ثقته بمن حوله، أو نتيجة الغيرة والحقد على الآخرين. ذلك سبب التفريق بينه وبين أقرانه. فيتولد لديه الشعور بالكراهية لهم ومحاولة التفشي منهم وإلحاق الأذى بهم، بعد أن يقضي وقتا في التخطيط للإيقاع بهم.

  • الكذب الغرضي:

أما عن هذا الكذب عزيزتي فإنه  يسمى أيضاً الكذب الأناني أو الاستحواذي. هل تعرفين السبب؟

لأن طفلك يمكن أن يمارسه من أجل الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الأشياء التي يريدها، حتى وإن كان لا يحتاجها. وهذا بسبب فقدان ثقة طفلك ببيئته والكبار المحيطين به لأنه لم يساعدوه للوصول لتحقيق أهدافه.

  • كذب التقليد:

هل تعرفين عزيزتي سبب تسميه بهذا الاسم؟

بالطبع لأن فيه يقوم الطفل بتقليد الآخرين في الكذب وخاصة والديه. وذلك من خلال ملاحظته لتصرفاتهما والإخلال بوعودهما له أو للآخرين واختلاق الأعذار الواهية. فالطفل يقوم بتقليد الأشخاص الأقرب إليه. ويقوم بنمذجة الأحداث ويقوم بنفس التصرفات التي شاهدها في مواقف مشابهة.

  • الكذب المرضي:

إنه أيضا سيدتي يسمى بالكذب المزمن. فالطفل يكذب دون إرادة؛ وهو عرض من أعراض الاضرابات السلوكية ويصبح دافعه لا شعوريا.

ويمكن أن يؤدي هذا النوع من الكذب بالطفل إلى السرقة، هل تعرفين لماذا؟ لأنه يعاني من فقدان الثقة والنقص الشديد العجز وعدم قبوله اجتماعيا.

  • الكذب الدفاعي:

ومن مسمياته أيضا الكذب التبرير أو الوقائي أو التستري أو كذب الخوف من العقاب.

وقد سمي بذلك لأن طفلك يمكن أن يلجأ إلى هذا النوع من الكذب كنوع من أنواع تجنب عقابك له. وهذا النوع من أكثر الأنواع شيوعاً. ويلجأ إليه الأطفال الاتكاليين والذين يعانون من القلق المستمر.

ولكن سيدتي هل فكرت يوما في أسباب كذب طفلك المستمر؟اا

الأسباب التي تؤدي إلى الكذب:

  • الشعور بالنقص: فيمكن أن يكون طفلك قد يعاني من عيب بدني أو نفسي أو يتعرض لمعاملة سيئة من قبل الآخرين.
  • التقليد: يقوم الطفل بتقليد والديه أو الأقرب إليه ممن حوله. والطفل بطبيعته مقلد جيد فينتقل إليه الكذب بما يسمى الكذب بالعدوى.
  • الحرمان: يلجأ طفلك إلى الكذب بسبب حرمانك له أو أبيه من العطف والحنان، أو أنه تعرض للتفكك الأسري. فيقوم بالكذب من أجل تحقيق قدر كاف من الود والعطف من الآخرين.
  • الانتقام: في هذه الحالة يقوم طفلك بالكذب من أجل الانتقام من الآخرين بسبب غيرته الشديدة فيتكون لديه الكذب الانتقامي.
  • العقاب: يقوم طفلك بالكذب لتجنب العقاب أو عدم مسامحة الآخرين له عن أخطائه وخصوصا والديه فيتكون لديه الكذب الدفاعي.
  • التحايل: يمكن أن يلجأ طفلك إلى الطرق الملتوية واستخدام الكذب كوسيلة لتحقيق أهدافه وتلبية رغباته فيؤدي به إلى الكذب التبريري.
  • الخيال: وهنا يكون طفلك غير قادر على التمييز بين الواقع  والخيال، وخصوصا في سن دون الخامسة. وهذا الكذب غير حقيقي نتيجة لسعة خياله. وهذا النوع سيدتي ما يطلق عليه الكذب الخيالي أو الالتباسي.
  • المدرسة: يمكن أن تكون المدرسة من أسباب لجوء طفلك إلى الكذب بشكل عام. بسبب القواعد الصارمة التي تفرضها أو العقاب أو مزاجية المعلمين عند التعامل مع طلابهم. وتعرض الأطفال للضغط النفسي بسبب الامتحانات والرهبة الشديدة التي تتولد لديهم منها.

علاج الكذب

ولعلك تتسألين عزيزتي هل من علاج لهذا الكذب ويكون له نهاية؟

بالطبع له علاج ودعينا نستعرض بعض من الحلول التي يمكن أن تساعدنا في تخطي هذه المشكلة:

  • تجنبي العقاب والسخرية والتشهير بطفلك حتى لا يتأثر نفسيا ويكتسب عادات سيئة أخرى كالغش والخداع للإفلات من العقاب.
  • تجنبي الظروف التي تساعد على الكذب. ولا تعتمدي على شهادة الطفل الذي يمتلكك هذه العادة حتى لا تثبت عنده بالتكرار والتمرين.
  • لا تعاقبي طفلك بعد اعترافه بذنبه حتى لا تقل قيمة الصدق لديه.
  • كوني متفاهمة ومتسامحة ومرنة مع طفلك إذا كان كذبه خيالي أو التباسي.
  • لبي رغبات طفلك النفسية كجعله يشعر بأنه محبوب ومرغوب فيه وعدم مقارنته مع الآخرين وإكسابه الثقة بنفسه.
  • اوف بوعودك له ولا تماطلي وتسوفي في الأمور.
  • لا تبالغي وتشددي على قيمة الصدق حتى لا يشعر طفلك بأنه شيء خطير. ولكن يجب غرس صفة الصدق من خلال التعاملات اليومية معه.
  • الجأي إلى العلاج النفسي بالتوجه للعيادات النفسية في حالة أن طفلك يعاني من الكذب نتيجة للاضطرابات النفسية.
  • وأخيرا! علينا جميعا أن نتوخى الحذر ونبدأ بأنفسنا وألا نكذب.

وذلك حتى لا يقوم أبناؤنا بتقليدنا واكتساب هذه العادة السيئة وتأصيل هذا الانحراف السلوكي لديهم.

دمت سعيدة

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى