أسرة سعيدةعائلتك

في ذكرى عيد الأم، هل تصبح الحماة أُماً ثانية؟

كيف تكسبين قلب حماتك

مثلما تكون هناك بيوت منيرة بالحماة أو لنقل بالأم الداعمة للأسرة والزوجة التي ترضى ربها وتعامل بالإحسان، مثلما أيضا تكون هناك بيوت مظلمة بالمشاكل بين الزوجة والحماة، فيصبح البيت كئيبا ويصبح الزوج حزينا، لا يعرف كيف يرضى الطرفين؟ فلماذا لم تفكري عزيزتي، في كسب قلب حماتك لتصبح لك أماً ثانية، بدلا من أن تكون الحياة بينكما سجالا.

هل تصبح الحماة أماً ثانية؟

أود أن أبدأ مقالي بقصة قصيرة عن فتاة تزوجت من شاب طيب ومتدين وذهبت معه إلى منزله حيث كانت تسكن حماتها أيضاً، وبعد مرور فترة قصيرة اكتشفت هذه الفتاة أنها لا تستطيع أن تتحمل التعامل مع حماتها، حيث كانت حماتها تنتقدها بشكل دائم ومستمر مما أثار غضبها، ولم يتوقفا يوماً عن الصراخ والجدال، وقد بدأ الزوج يحزن ويشعر بالكآبة كلما دخل البيت. مما جعل الزوج تقرر أنها لا يمكن أن تتحمل أكثر.

ماذا فعلت الزوجة؟

قررت الزوجة في نفسها أمراً، فذهبت إلي صيدلي وكان صديقا قديما لعائلتها، وشرحت له الوضع بالكامل وطلب منه أن يحضر لها بعض الأدوية السامة لتتخلص من حماتها التي تنغص عليها حياتها.

فكر الصيدلي قليلاً ثم دخل الي غرفة تحضير الأدوية لدقائق معدودة، ثم خرج ومعه زجاجة صغيرة بها قطارة، وقال للزوجة: ليس من الحكمة أن تستخدمي سماً سريع المفعول، لأن ذلك سيثير حولك الشكوك، لذا فقد أعددت لك هذا العقار الذي سيقتل حماتك تدريجيا. وكل ما عليك هو القيام بتجهيز طعاماً من الدجاج أو اللحم لحماتك كل يومين، ومن ثم تضعين في حساءها بعض النقاط من هذه الزجاجة. ونصحها بأن تتعامل مع حماتها بلطف وتودد ولا تتشاجري معها مهما صدر منها، حتى لا يشك فيك أحد عند موتها.

وبالفعل؛ فقد سعدت الزوجة بهذا الحل كثيرا لأنه في رأيها سوف يخلصها من كل مشاكلها، فأسرعت إلي منزلها وبدأت في تنفيذ الخطة علي الفور، ومضت أيام وشهور وكانت الزوجة تحرص على تنفيذ ما أمرها به الصيدلي. فتضع قطرات من الزجاجة على الحساء. وتعاملها بود وتلطف كما لو كانت أمها تماما.

ماذا حدث بعد ذلك؟

كانت المفاجأة أنه بعد مرور ستة أشهر؛ تغير جو المنزل تماماً وتغيرت مشاعر الأسرة، فنشأ جو من الصداقة والحب بين الزوجة وحماتها التي تغيرت هي أيضاً وصارت تعامل زوجة ابنها كما لو كانت ابنتها.

و بعد مرور فترة من الوقت، عادت الزوجة إلي الصيدلي وهو تبكي وتسأله أن يحضر لها ترياقا يمنع السم من قتل حماتها. فقد أخبرته أن حماتها أصبحت تعاملها معاملة لطيفة وأنها أصبحت تحبها مثل أمها. حينذاك ابتسم الصيدلي وقد فهم أن خطته الذكية نجحت تماماً، وقال للزوجة: يا بنيتي لم أقم بإعطائك سماً، السائل الموجود بالزجاجة كان بضعة قطرات من الماء، أما السم الذى كان سيقتلك فقد كان في عقلك والآن؛ فقد شفيت منه والحمد لله.

ما هو سبب تسلط الحماة؟

يجب أن تعلمي عزيزتي بأن سبب تسلط حماتك إما أن يكون بسبب حبها الشديد لابنها، مما يولد عند الأم حالة من الغيرة حينما يرى الزوج محبا لزوجته خاصة إذا ظهر على الزوج ما يدل على حبه لزوجته. وذلك على الرغم من اختلاف أشكال الحب، إلا أن كثير من الأمهات والحموات لا يدركن ذلك.

قد يكون تسلط الحماة من أجل حماية مستقبل ابنها ومستقبل الأسرة، فقد تقوم الزوجة مع زوجها باتخاذ قرارات مصيرية في غير صالح مستقبل أسرتهما؛ مما يدفع الحماة للتدخل، وهنا تكون محقة من باب خوفها على ولدها.

كيف تصبح الحماة أما ثانية؟

سأقدم لك عزيزتي بعض النصائح التي يمكن أن تفيدك في الإصلاح بينك وبين حماتك أو زيادة الود بينكما:

  • تهادوا….تحابوا

ستقولين الآن؛ ما أكثر الهدايا التي جلبتها لها، لقد أحضرت الكثير من الهدايا ولم تؤثر معها.

لكن هنا ساسألك سؤلا: هل جلبتي الهدايا بحب وبإخلاص النية لله، لا يجب عزيزتي أن تكون الهدايا قيمة أو مرتبطة بمناسبة. فقد يكون شيئا بسيطا ينقصها في البيت أو ينقص احتياجاتها الشخصية.

  • ركزي على مميزات الحماة

تعلمي عزيزتي أن تتغاضي عن بعض أخطاءها، وحاولي التكيف مع عيوبها وتتقبليها برضا، فالخلق كلهم ناقصون. فلا تبتغي الكمال في مخلوق.

  • كوني متواجدة دائما

حاولي قدر المستطاع أن تتواجدي في عائلة زوجك في السراء والضراء، فإذا شعرت حماتك بالاحتياج إليك وجدتك جانبها، لا تبخلي عليها بوقتك واحتسبي ذلك من باب السعي في رضا زوجك. وكما يقال” كوني بنت أصول”

  • اذكري فضل الحماة في تربية زوجك

إن لم يكن من أجل مجاملة حماتك؛ فإن الكلمة الطيبة صدقة. فأحيانا تشعر الأم أن تعبها في تربية ابنها ذهب هباءا ولم يذكره أحد. لكن عندما تذكرين لها فضلها في تربية ابنها فسوف تشعرينها بمدى امتنانك لفضلها.

لا بأس أيضا أن تتطلبي منها أن تقص عليك طفولة زوجك أو عن شبابها وقصة زواجها، فكل هذا يزيد القرب بينكما.

  • اطلبي من حماتك النصيحة

ولا أقول لك كل الأمور حتى لا يتحول إلى تسلط، لكن اطلبي رأيها في بعض الأمور مثل إعداد الطعام أو تربية الأبناء.

  • اقترحي على عائلة زوجك الخروج والتنزه

قومي بتجميع أخت زوجك وحماك وزوجك واقترحي على حماتك الخروج معا للتنزه، ستكونين هنا بمثابة مجمعة العائلة بعد تشتتها في مشغوليات الحياة.

  • الخلافات بين الزوجة والحماة أمر طبيعي

فالحياة لا تخلو من كدر وحزن، فقد تتشاجرين من أمك التي ولدتك وأختك التي من دمك، لكن الأهم من الخلافات، هي ثقافة الاختلاف. فلا تجرحي حماتك بألفاظ تؤذيها. بل كوني حمولة صبورة. كوني من الكاظمين الغيظ، ولا تردي الإساءة بالإساءة. حتى لا تكون المشكلة الصغيرة كبيرة .

  • لا توغري صدر زوجك من جانب أهله

إذا حدث ما يغضبك لا تطلبي من زوجك أن يجلب لك حقك، حتى وإن تشاجر زوجك مع أحد من أهله فاسعي دائما للصلح. كوني كما يقال “حمامة السلام” .

  • لا تحبي زوجك حب امتلاك

فالأب والأم هم قرابة من الدرجة الأولى وسيُسأل عنها زوجك يوم القيامة؛ فلا تكوني مانعا له على الخير. حثيه دوما على الذهاب لهما في يوم أجازته وبره لهما بكل سبل البر وساعديه على ذلك. ولا عجب هنا أن يحبك زوجك أكثر لأنك ستكونين خير معين له على البر وطريقا له إلى الجنة.

  • لا تبخلي على حماتك

عندما تقومي بإعداد نوعا جديدا من الطعام أو بعض من الحلوى، قدمي منها لحماتك. حتى وإن وجدت تعليقات سلبية، فاحتسبي ذلك عند الله فإن خير الثواب هو الثواب الذي أوذيتي فيه وأنت مخلصة النية لله.

  • لا تسمعي لأحد

فلا تدخلي بيت زوجك متحفزة لأي مشاكل تحدث أو متحفزة من كلام المسلسلات والصديقات عن الحموات. فهذا من أكبر أبواب الشيطان. وإذا حدث ما يؤذيك فاطلبي من زوجك التدخل برفق للدفاع عنك وليس لأن يخطأ بأحد والديه.

  • ساعديها في مرضها

قال الله في حديثه القدسي” عبدي استزرتك فلم تزرني” قال العبد: كيف أزورك وأنت رب العالمين. فقال الله” مرض عبدي فلان فلم تزره”

فما بالك بحماتك – أم زوجك- ستجدين لذلك بركة في حياتك وصحتك ورضا لزوجك لله.

ماذا أفعل إذا كانت الحماة صعبة الطباع؟

كل ما ذكرناه آنفا هي من الوسائل التي يجب مراعاتها إذا كان هناك سوء فهم بين الزوجة أو الحماة، أما إذا فعلتي كل ما سبق ولا تجدين سوى الأذى والضرر من حماتك فإليك ما يجب فعله:

  • تجنبي معها النزاع نهائيا.
  • إذا كان تسلطها لاحساسها بأنه في المركز الثاني في حياة ابنها فاطلبي من زوجك اشعارها بأنها أهم شخص في حياته.
  • لا تتردي كثيرا على بيتها حتى لا تزيدي من الاحتكاك بينكما.
  • حاولي الابتعاد عن كل ما يستفزها أو يثير غضبها.
  • لا تتخطي حدود الأدب واللياقة.
  • لا توغري صدر زوجك وأولادك من جانب أمه وجدتهم.

وأخيرا عزيزتي؛ أنت غير مجبرة على تقديم الحسنى ودفع الإساءة بالحسنى، لكنها من شيم المحسنين المتقين.

للمزيد:

امتنعي عن هذا الأطعمة قبل العلاقة الزوجية.

كيف يمكنك أن تعلمي طفلك الحفاظ على أسرار المنزل

٦ قواعد ذهبية لسعادتك مع زوجك

المصادر:

http://Relation with mother in-law اقرئي المزيد: https://www.supermama.me/posts/15-طريقة-تكسبين-بها-حماتك-وأهل-زوجك

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى