الطفولة المبكرةطفلك

سلوك العناد..كيف نتعامل معه؟(2)

سلوك العناد عند الأطفال من أكبر مشكلات العصر الحالي، ولكن مهما كانت مشكلة طفلك فيمكنك التعلم عنها ومحاولة حلها. وكنا قد تحدثنا في المقال السابق عن بعض الطرق التي من شأنها أن تعالج سلوك العناد عند طفلك، ونستكمل اليوم بعض الطرق الآخري و التي من أهمها:

  • التجاهل

نعني بالتجاهل أن نغض الطرف عن الموقف المعاند للطفل وكأن شيئَا لم يكن وهذا مفيد جدَا في الكثير من الحالات. ففي بعض الأحيان يرفض الطفل القيام ببعض الأعمال من أجل إثبات ذاته أو لفت الأنظار إليه وحين نتجاهله نكون قد قطعنا عليه فرصة الاستغراق في عناده.

هذا الأسلوب مطبًق بالفعل لدي الكثير من الأسر .

مثال: كثيرا ما يكون ذلك حين يرفض ابن الخامسة أكل طعام معين، حيث يترك المائدة ويتمدد علي الأرض وحين يشعر أنه لا أحد طلب منه العودة إلي المائدة وأن الطعام أشرف علي النفاد يعود إلي المائدة ويبدأ بالأكل .

وقد كانت إحدي الأمهات تقول لكل أفراد العائلة :

إذا رأيتهم فلانًا غاضبًا أو متذمرًا فلا تنظروا إليه ولا تتحدثوا معه وقد نجح أسلوبها نجاحًا باهرًا وخف العناد لدي طفلها إلي درجة كبيرة.

  • معالجة سلوك العناد من خلال المكافأة

 قدرة العقل البشري علي إدراك السلبيات أعظم بكثير من قدرته علي إدراك الإيجابيات. ومن هنا فإننا نري عيوب أبنائنا بسهولة أما رؤية إيجابيتهم فنحتاج إلي اهتمام وانتباه.

أعتقد أن البداية تتمثل في عدم نظرتنا لطاعة أبنائنا لنا علي أنها شئ متوقع وطبيعي فالطفل لا يعرف الكثير مما نظنه بديهيًا، ومن هنا فإن علينا أن نٌثني علي كل امتثال يظهره الطفل لما نطلبه منه كما أن علينا تقديم المكافآت المادية والوعود لشراء شئ يحبه الطفل أو أخذه إلي مكان ترفيهي يعجبه.

والغرض من كل ذلك ترك انطباع راسخ في ذهنية الطفل بفوائد الطاعة.

ملحوظة هامة :

ينبغي أن لا ننسي أن تكون المكافآة لطفلك فورية عقب فعله للفعل الجيد حتي يرتبط في ذهنه أن الأفعال الجيدة تجلب له مكافآت و ثناءا مما حوله .

ولا تنسي أن تكون مكافآة الطفل بأشياء يحبها وتسعده لتحقق المكافأة هدفها.

  • معالجة سلوك العناد بالعقاب

لا يستغني أي مربي مهما كان ابنه هادئًا ومتفهمًا عن استخدام العقاب في بعض الأحيان. والذي لا يعنى بالضرورة الضرب واستخدام العنف. فإذا كانت (المكافآة ) تجعل الطفل يشعر بفوائد الطاعة. فإن (العقاب) يجعله يشعر بأضرار العناد.

تجربة حدثت بالفعل:

ذكر أحد الآباء شيئًا من الأسلوب الذي اتبعه في معالجة العناد لدي ابنه وذلك حين قال :

كان ابني (سعد) صعب الطباع وكان ينظر إلي المسؤوليات التي عليه القيام بها بنوع من الاستخفاف والإهمال. ومن ثم فإني أوضحت له الأمور التالية :

  • الذهاب إلي النوم يكون 9 مساءا

العقاب: كل ربع ساعة تأخير عن ذلك الموعد سيعني أن يذهب إلي الفراش في اليوم التالي قبل الموعد المحدد بعشرين دقيقة.

  • في كل مرة يرفض أداء المهمة التي كلَفته بها والدته.

العقاب: يتم حرمانه من مصروف يوم في الأسبوع التالي وهكذا.

يقول ذلك الأب: في البداية وجدت صعوبة بالغة في تطبيق تلك العقوبة، لأنه أظهر تقبل العقوبة دون تغيير طباعه، لكن بعد شهرين شعرت أن الأمور تحسنت وتخلص الطفل من 70% من عناده علي الأقل.

وبعد ما استعرضنا بعض الطرق التي من شأنها معالجة سلوك العناد عند طفلك.

ينبغي أن نذكرك أنه بالصبر والمثابرة يمكن لأمور كثيرة في حياة الصغار أن تزول و تتغير للأفضل.

دمتِ سعيدة

المراجع

عبدالكريم بكار : 2010، مشكلات الأطفال، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

مسترجع من :

https://www.daralsalam.com/ar/BookDetails/index?BookCode=11148&Type=1&currentPage=1&BookType=0&index=0&ReArrange=1&SearchTxt=%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84

اظهر المزيد

اكتب تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى