الكثيرون يحبون السهر لوقت متأخر، لكي يعوضون ما فاتهم خلال اليوم من العمل والتعب والإرهاق. فيخرجون مع الأصدقاء ثم يعودون ويقضون الليل في مشاهدة التلفاز وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي. وينسون الآثار السلبية التي تنشأ من هذا السهر. حيث أن السهر من العادات التي تسبب مشاكل صحية مختلفة مثل الأرق والقلق والتوتر وغيره من المخاطر الصحية التي يصعب تفاديها بعد ذلك. فإذا كنتِ من محبي السهر والنوم بالنهار فهذه المقالة مهمة لكِ عزيزتي تابعي معنا سنتعرف سوياً على أضرار السهر الجسدية، النفسية، أضرار السهر على البشرة وأيضاً للحامل.
ماذا يحدث عند السهر وقلة النوم؟
النوم ليلاً مرتبط بإفراز هرمون الميلاتونين وهو هرمون يزيد إفرازه في الليل (الظلام) ويقل إفرازه في النهار. لذا فإنك عندما تطيل من السهر وتقلل من ساعات نومك الليلية، فإن جسدك لا يفرز القدر الكافي من هذا الهرمون. ونتيجة لذلك؛ يحدث خلل في مستويات الهرمون مما يؤثر بشكل سلبي على الوظائف التالي ذكرها:
1. أوقات النوم والاستيقاظ
2. الشعور بالشبع والجوع
3. حرارة جسمك
4. السوائل بداخل جسمك
مراحل النوم:
لكي تعرفي جيداً أضرار السهر على الصحة العامة يجب أولاً أن تعرفي مراحل النوم وعلاقتها بالسهر.
يمر الإنسان بمرحلتين أثناء نومه وهما:
1. حركة العين السريعة:
في هذه المرحلة تحدث الأحلام وتمر على الذاكرة الذكريات والأحداث والأفكار التي مر بها الإنسان أثناء يومه.
2. حركة العين غير السريعة:
في هذه المرحلة تبدأ الوظائف الحيوية بالتجدد مرة أخرى حيث:
1. ترتاح الدماغ من إرهاق الأنشطة التي قام بها الشخص خلال يومه.
2. يبدأ بإفراز الهرمونات ويعيد الجسم بناء نفسه بعد الجهد الذي فقده أثناء اليوم. لذلك يجب عليك الخلود للنوم من الساعة العاشرة مساءاً حتي السابعة صباحاً. وذلك لكي يستفيد الجسم بأكبر قدر ممكن من حركة النوم غير السريعة على عكس من ينام من الثالثة والرابعة صباحاً ويستيقظ الظهر. فهو لا يتعافى أبداً من آثار الإرهاق في عقله وجسده بعد استيقاظه.
أضرار السهر الجسدية:
1. يؤثر على صحة القلب
يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في حالة قلة النوم. فإذا كنت تسهر كثيراً وتستيقظ مبكراً لأداء مهامك وأعمالك فإن في ذلك مخاطرة بصحة قلبك.
2. الإصابة بمرض السرطان
وفقاً للدراسات التي أجريت يرتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون والمستقيم عند الأشخاص الذين معدل نومهم أقل من سبعة ساعات ليلاً
3. السمنة وزيادة الوزن
يؤدي السهر إلى خلل في الإحساس بالشعور الجوع والشبع. مما يؤدي ذلك لزيادة الوزن والسمنة. والذين أكثر عرضة للإصابة بالسمنة عن غيرهم من ينامون أقل من ستة ساعات ليلاً. وقلة النوم لا تحفز الشعور بالجوع فقط إنما تحفز وتثير الشهية نحو الأطعمة المشبعة بالدهون والكربوهيدرات.
4. التعرض للحوادث
إن السهر لمدة طويلة والنوم لمدة أقل من 7 ساعات واللستيقاظ مبكراً لأداء المهام يزيد من فرص التعرض للحوادث بسبب قلة التركيز. ونتيجة لذلك، يزيد من الخطورة على حياتك.
أضرار السهر النفسية والعصبية
1. الأرق
إن السهر لوقت متأخر يؤدي إلى اضطرابات في النوم. وأولها الأرق وهو الصعوبة الشديدة للاستغراق في النوم.
2. النسيان
أكدت الدراسات التي أجريت أن النوم لساعات كافية في الليل تعمل على تثبيت المعلومة في الذهن وتقلل من أعراض النسيان.
3. فقدان التركيز
إن السهر لساعات متأخرة يؤثر على الإنتباه والتركيز وفهم المعلومات. وأيضاً لا تستطيع الحكم على الأمور جيداً بسبب قلة التركيز.
4. الاكتئاب
أظهرت دراسة أن من يميلون للسهر وينامون أقل من ست ساعات يكونون عرضة للإصابة بالاكتئاب عن غيرهم.
أضرار السهر على البشرة:
أيضاً عدم النوم في الليل والسهر فترة طويلة وعدم الحصول على قدر كافي من الراحة. يفرز جسمك كميات كبيرة من الكورتيزول الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالضغط العصبي ونتيجة لذلك؛ يؤثر بطريقة سلبية على البروتين والكولاجين الموجودين في البشرة. وأيضاً يؤدي لظهور التجاعيد وبهتان البشرة والهالات السوداء ونتيجة لذلك؛ يسبب شيخوخة مبكرة للبشرة.
أضرار السهر على الأطفال:
تشير العديد من الدراسات على أن الأطفال المعتادين على السهر إلى وقت متأخر من الليل تحصيلهم الدراسي أقل ممن ينامون في الليل مدة كافية. وأيضاً هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري مستقبلاً.
أضرار السهر للحامل:
وجد الباحثون علاقة بين فترة النوم التي تحصل عليه الحامل أثناء فترة الحمل وبين تسهيل عملية الولادة. حيث ترتفع احتمالات حدوث مشاكل أثناء الولادة بالنسبة للأم التي تحب السهر ولا تنام فترة الليل جيداً. وأيضاً الاكتئاب الناتج عن السهر يؤثر سلباً على الولادة ويجعلها أكثر صعوبة.
فوائد النوم جيداً ليلاً:
- يعطيك الطاقة والنشاط لمدة طويلة خلال اليوم أثناء القيام بأعمالك.
- أيضاً يقلل من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية
- كذلك يكافح الأمراض عن طريق جهاز المناعة واستجابته الدفاعية
- يساعد على التحكم في الهرمونات المتحكمة في التمثيل الغذائي والشهية ونتيجة لذلك؛ تتحكمي في وزنك
- أيضاً الحفاظ على مستويات السكر في الدم ونتيجة لذلك؛ يقلل من الإصابة بداء السكري
- يقلل من مشاعر الإكتئاب والقلق والأرق وأيضاً الإحباط
- يعزز القدرات العقلية بالإضافة إلى التركيز الجيد
وأخيراً: نم مبكراً واستيقظ مبكراً تنعم بحياتك.
لمزيد من المعلومات:
مشاكل نوم الرضع، كيف تتغلبين عليها؟ ومتى يجب استشارة الطبيب؟
